خبر الاحتلال انتهى.. هآرتس

الساعة 12:54 م|06 نوفمبر 2012

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: 80 في المائة من الاسرائيليين لا يؤمنون بانه يمكن الوصول الى سلام، و 20 في المائة فقط يخافون من التهديد الديمغرافي – الساحة السياسية بقيت شاغرة لليمين - المصدر).

عندما ستراجع رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، نتائج الاستطلاع الجديد لمعهد "وولتر ليباخ" للتعايش بين اليهود والعرب في جامعة تل أبيب يمكنها أن تبتسم وتقول لمستشاريها في الانتخابات: قلت لكم انه لا حاجة للتأثر بترهات السلام الصادرة عن ابو مازن. فالاستطلاع، الذي اجري في ايار من هذا العام يفيد بان 80 في المائة من الاسرائيليين لا يعتقدون بانه يمكن الوصول الى سلام مع الفلسطينيين. نصفهم لا يؤمنون على الاطلاق بامكانية تحقيق سلام، ونصفهم يؤمنون بانه لا يمكن تحقيقه في المدى المنظور. ومع أنه يؤيد الثلثان حل الدولتين الا ان اعدادا اكبر بكثير في أوساطهم يواصلون قبول النظرية المريحة التي تقول انه لا يوجد في الطرف الآخر شريك. يا للخسارة.

الاستطلاع، الذي يُنشر أهم ما فيه هنا لاول مرة، هو جزء من بحث طويل المدى استمر منذ 2002 باشراف أربعة خبراء في بلورة الاستطلاعات وفي العلوم الاجتماعية – البروفيسوريين ميخا هوب، يوحنان بيرس، اسحق شنل ودان يعقوبسون، كلهم من جامعة تل أبيب. وهم يعرضون النتائج الجديدة حيال بحوث مشابهة اجريت في 2002، 2003 و 2005. بداية أجريت مقابلات مع 3.800 يهودي اسرائيلي، في اسرائيل وفي المناطق، وفي الثاني 1.100، وفي الثالث 500، وفي الرابع 1.200. وقد اجريت كل هذه الاستطلاعات في فترة الهدوء النسبي من قبل معهدي بحث وتبين أنهما نقيين من التحيز.

الانباء الطيبة (نسبيا) هي أن 87 في المائة من العلمانيين يؤمنون بالحاجة الى السلام مع الفلسطينيين. بالمقابل فان نصف المتدينين فقط ومعدل حتى اصغر من ذلك في أوساط الاصوليين يؤمنون بهذه الحاجة. التقليديون تحركوا يمينا ووقفوا في منتصف الطريق. ويتبين من البحث بان مسألة الاحتلال اصبحت عنصرا هامشيا في الخطاب القومي في أوساط الجمهور العلماني والتقليدي على حد سواء.

واضافة الى ذلك فان نحو 20 في المائة فقط من العلمانيين يرون في التهديد الديمغرافي مشكلة وجودية، ونحو ثلثهم فقط يعتقدون بان الاحتلال والمسوطنات تخلق تهديدا أمنيا على اسرائيل. نحو نصف الجمهور عرضوا مسألة الارهاب الفلسطيني بانها المشكلة الامنية المركزية، الامر الذي يفيد بالاثر القوي للانتفاضة الثانية والارهاب من غزة في الوعي الجماهيري، الذي يجعل من الصعب على اجزاء واسعة جدا من الجمهور تأييد حل وسط مع الفلسطينيين. وحسب الباحثين، فان "هذه النتائج كفيلة بان تفيد بان سياسة استمرار الاحتلال الزاحف والاستيطان تعطي بالفعل ثمارها وتؤدي الى تغيير المواقف، وان كان ببطء، في اوساط الجمهور.

في نطاق الخط الاخضر ارتفع عدد المعلنين عن أنفسهم كيمينيين وكميالين الى اليمين – من 41 في المائة من السكان الى 48 في المائة. ثلثا هذه الزيادة يأتيان على حساب المعلنين عن أنفسهم كأصحاب مواقف سياسية وسطية. ومع ذلك، فبين 2002 و 2012 تعزز اليسار – وارتفع بمعدل نحو 20 في المائة من سكان الدولة في بداية الفترة الى 25 في المائة في نهايتها.

ويفيد البحث بان تصميم اليمين للعمل على تحقيق أهدافه أعلى بكثير من تصميم اليسار. وقد وجد الامر تعبيره أساسا في الاستعداد للعمل ضد قرارات الحكومة اخلاء المستوطنات او المناطق، وان كان هذا الاستعداد محدودا بوسائل غير عنيفة.

وبينما تؤيد أغلبية الجمهور (60 في المائة) الحل الديمقراطي للنزاع، فان واحدا من اصل خمسة من سكان المناطق (22 في المائة) يفضل المرجعية الحاخامية على مرجعية المؤسسات المنتخبة. ومع ذلك، فان نصف اليهود بشكل عام مستعدون للتسليم باتخاذ قرار في الكنيست باغلبية يهودية فقط. بالمقابل، فان 6 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع (14 في المائة من المستوطنين) يعطون شرعية عامة لاستخدام العنف لمنع الانسحاب من المناطق، بينما 59 في المائة (70 في المائة من المستوطنين) يعتقدون بان للجمهور الحق في الكفاح في سبيل طريقه فقط في اطار القانون (مقابل 31 في المائة و 45 في المائة على التوالي في بداية العقد).

يوجد ارتفاع في عدد العلمانيين الذين يميلون الى قبول المستوطنات كجزء لا يتجزأ من التوطن في اسرائيل. نحو 37 في المائة من العلمانيين يرون في المستوطنين طلائع، مقابل 32 في المائة في 2005، و 35 في المائة يرون فيهم "صخرة وجودنا"، مقابل 23 في المائة في 2005. ومع ذلك، فان هذا تأييد نظري فقط. نحو 70 في المائة من المشاركين في الاستطلاع يظهرون ميلا للبقاء للسكن في المكان الذي يسكنون فيه اليوم، دون فارق في القطاعات المختلفة. نحو 20 في المائة من المتدينين يفضلون الانتقال للسكن في المناطق، بينما 14 في المائة من العلمانيين يفضلون الهجرة من البلاد (ثلاثة اضعاف النسبة بين المتدينين، وضعفي النسبة بين الاصوليين والتقليديين).

يتبين أن النواة الصلبة للمستوطنين من أساس غوش ايمونيم، ممن دفعوا حكومات اسرائيل والجمهور الغفير الى الاستيطان في المناطق لم ينجحوا في نشر ايديولوجيتهم المسيحانية بين الجمهور الغفير ولا حتى في اوساط جمهور المستوطنين أنفسهم. ويتبين من الاستطلاع بان الدوافع المركزية للسكن في المناطق في أوساط كل الجماعات، بما في ذلك قسم كبير من المتدينين هي الراحة وجودة الحياة. وفحص الباحثون فوجدوا أنه لا يمكن اخلاء اكثر من نصف المستوطنين طواعية، شريطة أن يعرض عليهم تعويض عالٍ بنسبة 200 – 300 في المائة من قيمة أملاكهم. وبينما قل استعداد سكان الخط الاخضر لتعويض المستوطنين عن فقدان املاكهم في حالة الاخلاء في اثناء العقد الاول من سنوات الالفين، زاد الاستعداد للاخلاء في هذه السنوات ولم يطرأ تغيير جوهري في معدل الرافضين لقبول أي تعويض.

من ناحية الميول البارزة للاستطلاع الاخير مقارنة بالاستطلاعات الثلاثة التي سبقته تبين للباحثين بان مسألة الاحتلال تقسم الجمهور بين اصحاب الفهم الصهيوني الجديد، ممن يشددون على جدول أعمال قومي – ديني، وبين أغلبية صهيونية معتدلة، تتركز في نطاق الخط الاخضر وتسعى الى حث جدول أعمال اجتماعي. وعليه، كما يقول البروفيسوريون الاربعة، فان الساحة السياسية تبقى شاغرة لليمين، الذين يحث دون عراقيل جدول أعماله. وهو يستغل الحرج في أوساط رجال الوسط الذي فقد الثقة بالقدرة على الوصول الى السلام وحقيقة أن مسألة الاحتلال بقيت في هامش اهتمامه السياسي. ويجملون الامر فيقولون انه "رغم ما قيل اعلاه، فان قيادة تأخذ على نفسها مسؤولية ايجاد حل وسط مع الفلسطينيين ستلقى التأييد من أغلبية الجمهور مثلما أيدت اغلبية الجمهور خطة فك الارتباط احادية الجانب لشارون، رغم نواقصها". فهل فهمتِ ذلك يا شيلي؟