خبر حدود التماس.. توغلات مستمرة وقتل مباشر

الساعة 08:49 ص|06 نوفمبر 2012

غزة

 

تتعمد قوات الاحتلال (الإسرائيلي) بزيادة عدد الشهداء في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، محاولة إخفاء ما تخلفه نيران أسلحتها من شهداء وجرحى في صفوف المواطنين الفلسطينيين.

 

فحدود التماس الشرقية مع قطاع غزة والتي تسيطر عليها قوات الاحتلال تشكل خطراً حقيقياً ومباشرا على حياة المواطنين الذين يقطنون تلك المناطق، أو على المواطنين الذين يقتربون من تلك الحدود!، وحول الجريمة المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بقتل كل من يقترب من حدود التماس كان لـ "الرأي أونلاين" هذا التقرير.

 

القتل هدف

وتعقيبًا على ذلك، أكد رئيس اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ د. يحيى خضر: "أن قوات الاحتلال تستهدف باستمرار دون رقيب أو حسيب المواطنين الفلسطينيين وبخاصة من يحاول الاقتراب من حدود التماس بحجة أنه يشكل تهديد عليهم.

 

وأشار خضر، إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة قرب حدود التماس تفتح نيران أسلحتها تجاه المواطنين الأمر الذي يؤدي إلى استشهاد أعداد كبيرة منهم، مبينًا أن أخر استهداف كان للمواطن أحمد توفيق عوض النباهين البالغ من العمر (21 عاماً) قبل يومين.

 

ولفت إلى أن المواطن الذي أعدمته قوات الاحتلال هو من سكان المنطقة الجنوبية الشرقية من قرية وادي غزة، وأن استهدافه تسبب بإصابته بجروح، مؤكدًا أن الاحتلال تعمد على مماطلة سيارات الإسعاف بالوصول إليه لإنقاذ حياته لأكثر من 5 ساعات الأمر الذي أدى إلى استشهاده.

 

بعد فوات الأوان

 

وبين خضر أن سيارات الإسعاف لم تتوان لحظة واحدة في الوصول إلى أي مصاب أو شهيد فلسطيني، مضيفًا "طواقم الإسعاف الطبية تهرع بكل ما تمتلك من قوة بهدف إنقاذ المصابين أو انتشال جثث الشهداء من أماكن الإصابة أو الاستهداف".

 

وقال: "جاءتنا أنباء في تمام الساعة التاسعة ليلاً من ذوي الشهيد أن ابنهم اتجه إلى الحدود الشرقية ولم يعد، كما أنهم لجئوا إلى الصليب الأحمر ليفيدهم بطريقة الوصول إلى ابنهم الذي يعاني من اضطرابات نفسية، لربما تعرض إلى إطلاق نار".

 

وأضاف: "لكن الصليب الأحمر أكد بأنه لم تصله حتى اللحظة أي إشارة من قبل الاحتلال (الإسرائيلي) بوجود إصابة شرقي البريج، وفي تمام الساعة 9:30 ليلاً  اتصل بنا احد المواطنين القريبين من المنطقة ليؤكد وجود إصابة شرق مخيم البريج".

 

وأشار إلى أن طواقم الإسعاف قامت بالاتصال بالصليب الأحمر بهدف التنسيق معه للوصل إلى المنطقة، حيث قام الصليب بتمشيط المنطقة الساعة 11:40 ليلا، لافتًا إلى أن الاحتلال سمح لسيارات الإسعاف بدخول المنطقة بعد التنسيق مع الصليب الأحمر حيث إنه لا يدخل سيارات الإسعاف إلى بعد التنسيق مع الصليب.

 

وأوضح خضر أن المنطقة يصعب الدخول إليها بسيارات الإسعاف، مضيفًا "قام  طواقم الإسعاف مترجلين  مسافة 300 متر، حينما وجدوا الشهيد النباهين على بعد 7 أمتار من السياج الفاصل".

 

وبين أن الشهيد  كان مصابا بطلاقات نارية في الصدر والفخذين الأيمن والأيسر، متابعًا "كان هناك صعوبة كبيرة في نقله سيرا على الأقدام، وتم وصول الشهيد المواطن شهداء الأقصى في دير البلح  في تمام الساعة الواحدة ليلاً بعد فقده للحياة".

 

طرق إنسانية

 

من جهته، قال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيمن الشهابي، أن الاحتلال (الإسرائيلي) لم يبلغ الصليب ليلة أول أمس عن وجود إصابة قرب السياج الفاصل، وأن الصليب تلقى تعليمات من أحد المواطنين بوجود مصاب شرق مخيم البريج ويصعب الوصول إليه.

 

وأكد الشهابي بأن الصليب الأحمر يتخذ كل إجراءاته للتنسيق مع الجهات المعنية سواء من الجانب الفلسطيني أو من الجانب (الإسرائيلي) بهدف الوصول لأفضل الطرق الإنسانية من أجل إنقاذ حياة مواطن أو أي شيء يكون يتحرك ويكون بحاجة لمساعدة أو معرض للخطر.

 

ولفت إلى أن الجانب (الإسرائيلي) لا يبلغ الصليب في بعض الأحيان عن وجود إصابات أو هدف معين يقترب من حدود التماس، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر يتلقى اتصالات من الجانب الفلسطيني غالبا عن التبليغ بوجود شخص قرب السياح الفاصل أو دابة دخلت إلى تلك المنطقة ويصعب الوصول إليها.

 

احتلال غير إنساني

 

في ذات السياق، أكد المواطن أبو محمد في الخمسينيات من عمره أن قوات الاحتلال لا تراعي أي جوانب إنسانية أو قيم أخلاقية في استهدافها للمواطنين في هذه المناطق، مستعرضًا قصة الشاب النباهين الذي استشهد ليلة أول أمس.

 

وقال:" اعتدنا على عدم الخروج من المنزل في أوقات الليل"،  مؤكداً أن الموت يكون بانتظار كل من يقترب من حدود التماس، في تلك المنطقة (..) ولا تتأخر فوهات بنادق الاحتلال عن إفراغ ما بها من رصاص وقذائف، باتجاه الفلسطينيين،  لاسيما خلال ساعات الليل المتأخرة".

 

وأوضح أن المواطنين اعتادوا على عدم التجول والخروج من منازلهم، في ظل تعمد قوات الاحتلال إطلاق النار باتجاه المتجولين بين المزارع، مشيراً إلى أن الخروج يكون لأسباب قهرية وينطوي على مخاطر كبيرة.

 

واستذكر أبو محمد عدة حوادث راح ضحيتها الكثير من المواطنين والذين يجبرون على الذهاب إلى المنطقة بغرض جمع الأحطاب، أو نقل مزروعات لجمع قوت يومهم، مؤكداً أن المنطقة تحولت إلى مسرح لاستهداف المواطنين بذريعة اقترابهم من السياج.

 

شجب واستنكار

 

من جهته، استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان جريمة قتل النباهين، وقال في بيان له حسب ما أفاد به ذوو النباهين بأن أحمد يعاني من اضطرابات عقلية ويتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى ومستشفى الصحة النفسية، وسبق أن اقترب من حدود الفصل بتاريخ 14/9/2012".

 

واعتقل النباهين من قبل قوات الاحتلال ثلاثة أيام وأطلق سراحه بتاريخ 17/9/2012. وقد كرر الاقتراب من حدود الفصل ثلاث مرات وكانت قوات الاحتلال (الإسرائيلي) تطلق النار صوبه بشكل تحذيري وتجبره على الرجوع لمنزله.

 

وشدد مركز الميزان في بيانه على أن تلك الجريمة تظهر بشكل جلي عدم اكتراث قوات الاحتلال بحياة المدنيين، وخاصة أن الضحية هذه المرة يعاني من اضطرابات عقلية وأن قوات الاحتلال المتمركزة في موقع قريب من منزله تعرف النباهين وسبق لها أن اعتقلته وهي مطلعة على وضعه الصحي.

 

وطالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي الإنساني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، والعمل على تفعيل المحاسبة والمسائلة عن انتهاكات قواعد القانون الدولي الجسيمة والمنظمة التي ترقى لمستوى جرائم الحرب.