خبر هل هناك حرية رأي وتعبير في الجامعات الفلسطينية

الساعة 08:22 ص|06 نوفمبر 2012

غزة

عقدت "جمعية أساتذة الجامعات- فلسطين"، مساء أمس الإثنين 5/10/2012، في مطعم الديوان، ندوة بعنوان "حرية الرأي والتعبير في الجامعات الفلسطينية". كان المتحدثون الرئيسيون فيها الدكتور أيوب عثمان من جامعة الأزهر، والأستاذ جميل سرحان من الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، والأستاذ محمد أبو هاشم ممثلاً عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.

وتحدث الدكتور حسام عدوان، رئيس جمعية أساتذة الجامعات، في كلمته الافتتاحية للندوة، مؤكداً على قدسية الرأي وحرية التعبير عنه، معبراً عن اندهاشه مما يجري من قمع لحرية الكلمة قائلاً: إذا كانت الجامعة التي وجدت في الأصل لتعميق الإحساس بقيمة الكلمة وقدسية الرأي والتعبير عنه هي التي تقمع الكلمة وأصحاب الكلمة، فأين يمكن للكلمة أن تكون؟! وأين يمكن للكلمة أن تحترم؟! وأضاف مستنهضاً همة الأساتذة الأكاديميين فقال: إن لم يكن الأستاذ الجامعي هو الذي يدافع عن حقه في الكلمة والرأي والتعبير عنهما، فمن ذا الذي يدافع عن ذلك؟!

الدكتور أيوب عثمان الذي يعمل في جامعة الأزهر منذ أكثر من 27 عاماً، فقد تحدث عن حرية الرأي وحرية التعبير عنه في الجامعات الفلسطينية من خلال حديثه عن جامعة الأزهر باعتبارها حالة أو نموذجاً يمكن من خلاله قياس مدى القمع لحرية الرأي وحرية التعبير عنه، فقال: حينما أعلنت نقابة العاملين منذ سبعة أشهر إضرابها، كان رد الفعل عند إدارة جامعة الأزهر رداً فيه  تعسف واضح حيث أغلقت إدارة الجامعة موقع النقابة الإلكتروني، وأغلقت مقر النقابة أيضاً، وأصدرت القرار بتجميد عمل النقابة، ومنعت الهيئة العمومية من الانعقاد في قاعة الشيخ عواد التي أغلقتها بالأقفال والجنازير، الأمر الذي دعا العاملين إلى عقد اجتماعهم  تحت أشعة الشمس المحرقة وفي العراء، وفوق ذلك فقد بلغ  تعسف إدارة الجامعة أن خصمت من رواتب العاملين عقاباً لهم على التزامهم بإضراب نقابتهم، متناسية أن نقابتهم هي نتاجهم وحصيلة انتخابهم، فضلاً عن قيام إدارة الجامعة بمكافأة الذين لم يلتزموا بإضراب النقابة بدفع راتب يومين لكل منهم، ما يعني تخريباً للعمل النقابي وإفساداً مقصوداً للجامعة.

وأضاف عثمان قائلاً: ما أشبه الليلة بالبارحة... بالأمس القريب فعلوا ضد النقابة ما فعلوا... واليوم ها هم يرسمون حالة جديدة فريدة عجيبة في تكميم الأفواه والتنكيل بحرية الرأي والتعبير... اليوم يحيلون إلى التحقيق أكاديمياً طالب مراراً وتكراراً بتوفير كرسي للمحاضر في قاعة درسه، وإصلاح أبواب القاعات وشبابيكها، وتوفير مقاعد للطلبة تتلاءم مع كرامتهم كآدميين، وطالب بوقف أعمال البناء التي تستخدم فيها الآلات التي تحدث الضجيج المعطل للدراسة وقت الدوام، كما طالب بإيجاد حل لأزمة الكتابات القذرة على جدران القاعات والممرات والحمامات بعبارات تحط من كرامة الآدميين وتخدش حياءهم... وعبر الدكتور عثمان عن دهشته بأن إحالته إدارة الجامعة  إلى لجنة للتحقيق معه، بدلاً من أن تشكره وتطمئنه وتعده بالنظر الإيجابي الجاد لمطالباته وملاحظاته وانتقاده.

وعرض الدكتور عثمان، أثناء حديثه، صوراً للكتابات القذرة على جدران الجامعة في قاعات الدرس وفي الممرات، مؤكداً أنه ما عرض هذه الصور إلا للرد عملياً على نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الذي نفى وجود هذه الكتابات حينما وجه دعوة للصحفي الذي  كان يحاوره بأن يأتي هو وزملاؤه من الصحفيين للجامعة ليتجولوا في قاعاتها ويروا أن ما يقوله أيوب عثمان ليس صحيحاً، مؤكداً أنهم لو وجدوا ما يقوله أيوب فإن الجامعة ستسلم بأن أيوب قال الحقيقة.

واستنكر الدكتور عثمان على  إدارة الجامعة خروجها على القوانين السماوية والوضعية والدولية منها والمحلية الفلسطينية والتي كفلت جميعها الحق في الرأي وحرية التعبير عنه دون عوائق.

وأكد الدكتور عثمان في نهاية كلمته أن  الكلمة والرأي لا يقمعها إلا كل مستبد، ولا يقبل أحد بذلك إلا من طأطأ للاستبداد رأسه، مؤكداً على أن الأكاديميين، على نحو خاص، هم الذين عليهم مقاومة الاستبداد برفعهم شعار التضحية، وإعلانهم الاستعداد الميداني لهذه التضحية، مهما كلف ذلك من  ثمن، مستشهداً بالكواكبي الذي قال:" العافية المفقودة هي الحرية ومهرها كثرة الطلاب"، أي أن مهرها هو الاستماتة في المطالبة بوجودها وبسيادتها.