خبر ديكتاتورية جلعاد -هآرتس

الساعة 09:18 ص|04 نوفمبر 2012

 

ديكتاتورية جلعاد -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"في مصر تنمو ديكتاتورية باعثة على الصدم"، قضى عاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي – الامني في وزارة الدفاع ، "لا حوار بين القيادة السياسية للرئيس المصري بل ولن يكون برأيي". هكذا تنبأ من أدار علاقات ممتازة مع نظام حسني مبارك وفجأة وجد نفسه أمام نظام جديد. ولم يخفِ جلعاد قلقه من ايديولوجيا الاخوان المسلمين، "الذين من ناحيتهم نحن غير موجودين"، وعزا اليهم التطلع الشمولي لتغيير الشرق الاوسط حسب طريقهم.

خير فعل مكتب وزير الدفاع، اذ سارع للتنكر لاقوال جلعاد والايضاح بانها لا تعكس موقف جهاز الامن. كان يجدر بوزير الدفاع نفسه أن يوضح بصوته ما هو موقف الجهاز الذي يقف على رأسه وكيف يقدر حكم الاخوان المسلمين في مصر.

تعكس أقوال جلعاد موقفا تقليديا يتسم بالتسيد، بموجبه من لا يؤيد سياسة اسرائيل ومن لا يريد ان يقيم معها علاقات هو بالضرورة "ديكتاتور باعث على الصدمة". وحسب هذا الموقف، فلا أهمية لتطلعات الشعب المصري، الذي رفع الى الحكم النظام الجديد واسقط سلفه. الانتخابات للبرلمان وللرئاسة، والتي عكست نتائجها الرأي العام، ولاول مرة حظي صوته بقيمة سياسية، وابعاد الجيش المصري عن المشاركة في السياسة والخلافات العميقة موضع البحث هذه الايام في إطار صياغة الدستور، هي برأي جلعاد "دكتاتورية باعثة على الصدمة".

صحيح، حركة الاخوان المسلمين ليست الحليف الايديولوجي لاسرائيل. كما أنها بعيدة عن أن تكون تعجب نحو نصف سكان مصر، ممن لم يعطوا أصواتهم لمرسي. ولكن جلعاد على ما يبدو ينسى بان السكان العلمانيين والليبراليين الذين لا يؤيدون الاخوان يعارضون التطبيع مع اسرائيل أو التعاون معها، بسبب سياستها. جلعاد، مقابل جهاز الامن الذي يشغله، يبدو أنه لم يستوعب التحول الديمقراطي في مصر، الذي يعرض تحديات جديدة على اسرائيل. من يتطلع الى علاقات طبيعية مع مصر يتعين عليه أن يقنع الجمهور المصري بانه جدير بذلك، ولا يمكنه أن يكتفي بعد الان بسياسة الغمزات مع الحاكم.