خبر مشعل بعد حماس.. الدور المرتقب

الساعة 12:19 م|03 نوفمبر 2012

الجزيرة نت

منذ أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قراره النهائي  بالتخلي عن منصبه، والأضواء تتجه نحو الرجل الذي صنع لنفسه اسما في عالم السياسة، خاصة خلال 16 عاما قاد فيها الحركة في أصعب وأدق الأوقات حساسية.

وقد قرر مشعل بنفسه أن يتخلى عن منصبه واحتفظ لنفسه أيضاً بالأسباب، لكنه أكد أن انتهاء الدور لا يعني مغادرة المكان، وأنه سيكون في أي مكان آخر.

ورغم أن حماس ومشعل لم يتحدثا عن الدور المرتقب الذي ينتظر الأخير، فإن التوقعات تتجه ـ وفق مراقبين ـ إلى تفعيل ملف العلاقات العربية والدولية في حماس ليقودها مشعل، وخاصة في ظل الربيع العربي وما يوصف بالتقدم الإخواني حول العالم.

وراجت مؤخراً معلومات ـ لم تؤكدها أي مصادر ـ تحدثت عن أن حماس ستفعّل جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين وسيكون مشعل مرشدها، أو أن للرجل دورا مرتقبا في قيادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

متروك لمشعل

ووصف القيادي في حماس إسماعيل الأشقر مشعل بأنه "الأخ الكريم والعزيز الذي يعمل ضمن منظومة ومؤسسة، فحماس حركة مؤسسات لا أفراد، وهي لا تتأثر بخروج الأشخاص أو حضورهم بقدر ما يحكمها العمل المؤسسي".

وقال الأشقر في حديث للجزيرة نت إن المكان الذي يختاره مشعل سيكون مقدراً ومرحباً به، مؤكداً أن مشعل لن يترك دعوة الإخوان وسيكون مع الحركة وإن تغير مكانه القيادي فإن دوره في الحركة سيبقى.

ورفض الأشقر ـ ومثله قيادات أخرى في حماس ـ الحديث عن الدور المرتقب لمشعل، أو المكان الذي سيكون فيه بعد تسليم رئاسة المكتب السياسي لخلفه، لكن أحدا ممن تحدثت إليهم الجزيرة نت قال إن مجلس شورى حماس هو الذي سيحدد المكان والمسمى الجديد.

ملف العلاقات العربية

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن مشعل لا يزال أحد أعضاء القيادة السياسية لحماس، لأنه تم انتخابه في المكتب السياسي العام للحركة.

وذكر الصواف للجزيرة نت أن خبرة مشعل ستجعل قيادة حماس تكلّفه بمهام أكبر، خاصة أن العمل الإداري كان يستهلك جزءاً كبيراً من وقته، متوقعاً أن يكون لمشعل دور بارز في ملف العلاقات العربية والإسلامية في حماس.

ورأى أن حماس في ظل الربيع العربي بحاجة إلى شخصية مثل مشعل لقيادة ملف العلاقات العربية والإسلامية، خاصة أنه يتمتع بقدرة في هذا الملف تميزه وتجعله يديره بشكل أفضل وأوسع.

ولا يعتقد الصواف بأن حماس تبحث عن مخرج لخالد مشعل، لأنه لا يزال قيادياً في الحركة وإن اختلف الدور والمكان، مشيراً إلى أن المسألة في حماس تكليف، وعندما يتم التكليف لا يمكن الهروب من المسؤولية.

فرص مواتية

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن مشعل لا يغادر موقعه من باب الفشل أو أنه لم يعد صالحاً لهذا الموقع، فالرجل لديه رؤية بعيدة النظر ولديه رؤية للتوسع، بغض النظر عن أسباب قراره ترك رئاسة حماس.

وذكر عوكل للجزيرة نت أنه سمع مشعل في لقاء مع مثقفين مؤخراً يتساءل عن غياب العرب عن النفوذ في المنطقة، ووجود توجهات تركية وإيرانية وغيرها لخلق نفوذ لهم، "فلماذا لا يكون لنا نحن هذا النفوذ؟".

وأوضح أن الربيع العربي يقدم فرصة كبيرة للنهوض بالواقع العربي وبلورة نهضة عربية، معتقداً بأن مشعل سيتجه نحو هذا الملف، خاصة أن هناك ظروفا مواتية تجعله يفكر بهذه الطريقة وستدفع لمحاولة فعل شيء.

وبيّن عوكل أن فوز الإخوان المسلمين في عدد من الدول الثائرة يمنح مشعل فرصاً أكبر للدور الذي يخطه لنفسه، مؤكداً أنه صاحب تجربة طويلة ولن يكون من الصعب عليه إيجاد المكان المناسب.