يبيعها أطفال وفتية على مفترقات الطرق

تقرير من المستفيد..سجائر بـ3 شيكل فقط بغزة في متناول الأطفال والطلاب!؟

الساعة 07:05 ص|03 نوفمبر 2012

غزة (خـاص)

بجسمه النحيل، كان يحمل حقيبة مدرسته ويسير برفقة أصدقائه بعد عودتهم من المدرسة، وبين أصبعيه كان يتشبث بتلك السيجارة التي أخذ يخرج من فمه دخانها بشكلٍ شره، يشعرك أنه يملك الدنيا ومن فيها.

الطالب عادل.ف (15 عاماً) يدرس في الصف الثالث الإعدادي، ولا يجد صعوبةً في شراء علبة سجائر كاملة بعد أن وصل سعر الواحدة لـ3 شيكل، وأصبحت تُباع بشكل كبير في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات، وإذا لزمه الأمر فيشتري من أحد الباعة بشكل متقطع.

ترويجها مشكلة

السجائر التي أصبحت تعج الأسواق بقدرٍ أصبح يثير سخط المواطنين، لا تجد أي رادع لها، فالعديد من الأمهات وأولياء الأمور اشتكوا من رخصها بشكل يسهل على الطفل والطالب أن يحصل عليها، وهو أمر يعتبره الكثيرون مسؤولية تقع على كاهل الحكومة التي تسمح بترويج هذه المنتجات المضرة بصحة أبنائهم.

المواطن أبو سعيد حسان طالب الحكومة والمسئولين بوضع حدٍ لهذه المشكلة التي باتت تؤرقه خاصةً أن بيع السجائر أصبح سهلاً وفي متناول الأيدي، داعياً إلى ضرورة توعية أصحاب المحال التجارية بضرورة عدم البيع للأطفال وطلاب المدارس، والاكتفاء بالرزق الحلال بعيداً عن إصابة الأذى للمواطنين.

حسان قال:"إن هذه المسؤولية تقع على الجميع، خاصةً أن الكل يريد تحقيق الربح والمصلحة الخاصة به، ولا يهمه مصلحة المواطنين، فعلى الحكومة وقف توريد السجائر عبر الأنفاق التي بات من خلالها نشر هذه السجائر بشكل كبير داخل القطاع".   

القضية في رقبة الحكومة

من ناحيته، اعتبر الشيخ الداعية سامي أبو عجوة، أن أمتنا على أبواب أمور خطيرة جداً، أهمها الفتن التي تعرض على أمتنا الإسلامية، حيث أصابت هذه الفتن أطفالنا وشبابنا، حملة الراية وفلذات أكبادنا، ومن سيحملون راية الإسلام ومن سيحررون المسجد الأقصى.

وأضاف الشيخ أبو عجوة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الأصل "لا ضرر ولا ضرار"، و"التدخين حرام شرعاً" ولا يستطيع شيخ أن يقول غير ذلك، وهو ليس من الطيبات.

وحمل الداعية أبو عجوة، المسؤولية للحكومة والبائعين والمسئولين عن ترخيص هذه السجائر، مؤكداً أنه بالأصل ألا يسمح بدخولها للبلاد، حيث أن التدخين يؤذي الملائكة والمسلمين والمصلين، وليس فيه مروءة، ويجب الضرب من حديد لمن يرخص هذه السجائر ولمن يبيعها.

وتابع:" أحمل القضية برمتها في رقبة الحكومة فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأهل عليهم حفظ أبنائهم في البيوت، والحكومة عليها المحافظة عليهم خارج منازلهم.

وحول دور المساجد في توعية المواطنين والفتية والشباب، قال الداعية أبو عجوة:"لقد ضاع رجالنا وشبابنا وأطفالنا لأننا لم نتجه للدين، بل أصبحت خطبة الجمعة سياسية، وكل إمام مسجد بات يبحث عن مؤيدين لحزب معين، فالأصل أن يتحدث الأئمة عن قضايا دينية تخص المواطنين، وتتعلق بأمورهم الحياتية".

ودعا الشيخ أبو عجوة، أئمة المساجد للحديث عن القضايا الهامة، والأهم من ذلك هو أن يتحدث من قلبه وينزل الطمأنينة في قلوب المؤمنين والحديث للناس بحكمة ودلائل وبراهين. 

   

رخص الثمن.. والبيع للأطفال

رائدة وشاح أخصائية اجتماعية في المركز الفلسطيني لحل النزاعات المجتمعية، ذكرت في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المشكلة بحاجة إلى متابعة وتوعية واحتضان من قبل الأهالي لأطفالهم وطلاب المدارس، منوهةً إلى أن رخص أسعار السجائر وبيعها بشكل مجزأ "نفل" عامل مساعد لاقتناء الأطفال لهذه السجائر.

وشددت وشاح، على أنه من المفترض أن يتم منع أصحاب المحلات التجارية والبائعين، من بيع الأطفال للسجائر ومعاقبة كل من يقوم بذلك، مشيرةُ إلى أن المدارس لها دور في ذلك على الصعيد التوعية، وبينت أن المركز يقوم بعمل ورشات عمل بالصوت والصورة وبعمل المجسمات لتوعية الأهالي والأطفال بهذه المشكلة.

وأوضحت وشاح، أن المشكلة بحاجة لمتابعة من الأسرة للأطفال المتجهين للتدخين على صعيد مراقبتهم داخل وخارج المنزل، والتعرف على الأصداء والرفقاء الذين يصاحبونهم، حيث أن هناك أطفال يبدأون التدخين في سن مبكرة، كنوع من التقليد، على اعتبار أن الرجولة تبدأ من السيجارة.

وحول طريقة التعامل في هذا الخصوص، أكدت ضرورة عدم التعامل بعنف في هذه الفترة مع الأطفال، حيث سيؤدي التعامل بعنف إلى نتيجة عكسية حيث سيستغل الأطفال أي فرصة من أجل ارتكاب الإثم.