خبر ثلاثة أحزاب قوية على الأقل- معاريف

الساعة 09:45 ص|01 نوفمبر 2012

 

بقلم: ياعيل باز ميلميد

الرابط شبه الوحيد بين شيلي يحيموفتش وحزب العمل وبين يئير لبيد وحزب يوجد مستقبل هو ان كليهما يريدان تغيير الحكم، وان يسقطا منه بنيامين نتنياهو والكتلة التي تسير معه وان يتوجا محله كتلة الوسط – اليسار. كما ان هذا هو الرابط شبه الوحيد بين يحيموفتش وتسيبي لفني وبين موفاز ويحيموفتش ولفني. ميرتس شريك هو الاخر في الرغبة في أن يعود نتنياهو الى قيساريا، وليبرمان الى نكوديم وآريه درعي وايلي يشاي الى حي بيت فجان في القدس. لا ريب أن التطلع المشترك للتغيير من الاساس بطبيعة الحكم، الحكومة ووزرائها وبالطبع تركيبة الكنيست يشكل قاسما مشتركا ضروريا لتوحيد كل هذه القوى تحت حزب واحد أو على الاقل السير المشترك في الانتخابات.

ضروري، ولكنه ليس كافيا على الاطلاق. ليس كافيا لدرجة أن من يريد صالح معسكري الوسط – اليسار ويحلم باليوم الذي تنقذنا فيه هذه الكتلة من الكتلة الاخرى، يجب التطلع الى أن يتنافس كل حزب يصف نفسه كوسط أو كيسار بقواه الذاتية، يجلب للجمهور برنامجه الحالي، مع التشديدات وسلم الاولويات الخاص به، وفي ختام المعارك والانتخابات يحاول خلق ائتلاف ليس فيه لا فايغلين ورجاله، لا ليبرمان ورجاله ولا السيد الديني ورجاله. السير المشترك للانتخابات لكل هذه الاحزاب قبل الانتخابات سيترك مرة اخرى الكثير من المقترعين المحتملين في البيت إذ معروف للجميع بانه لا توجد اي مشكلة للمتبطلين من اليسار – الوسط، للجلوس في المقاهي في يوم عطلة الانتخابات للتباكي على ان اليمين مرة اخرى ينتصر ولهذا فما الجدوى من تكبد عناء التصويت؟

ليس صدفة أن اقام يئير لبيد حزبا خاصا به ولم ينتسب لحزب العمل ويقاتل على مكانه فيه. حسنا، الأنا توجد هنا أيضا، ولكن أكثر من ذلك بكثير. بكثير جدا. لا توجد أي امكانية للربط بين الايديولوجيا الاقتصادية لشيلي ويئير، رغم أنهما كليهما في يسار الخريطة. الاولى تجلب الى النقاش الجماهيري اقتصادا مع توجه اشتراكي – ديمقراطي تقاتل ضد أصحاب المال، ترى فيهم جذر كل شر، تؤيد لجان العاملين، بما في ذلك الكبار والاقوياء منها، وان كانت في الزمن الاخير تتراجع قليلا عن أقوالها المتطرفة السابقة – تعتقد بأن الازالة الفظة للسقوف لغرض المنافسة ستؤدي  الى اقالة العديد من العاملين، وعليه فيجب استخدام هذه الالية بحذر شديد (هذا بشكل عام جدا، في ظل شطب نقاط عديدة وهامة اخرى من الرسالة التي تفهم من أقوالها حاليا).

غني عن البيان القول ان يئير لبيد لا يمكنه أن ينضم الى مثل هذا المذهب الاقتصادي (يعقوب بيري، سبق أن قلنا؟). صحيح أن كليهما اجتماعيان، كليهما يريدان مغازلة الطبقة الوسطى، كليهما يعتقدان بانه يجب تغيير سلم الاولويات في الدولة تغييرا تاما، ولكن لكل واحد منهما سلم اولويات مختلفة. ولفني؟ هل يوجد حقا أناس يعتقدون بانه سيكون بوسعها أن تكون جزءا من حزب العمل، كرقم 2 ليحيموفتش؟ بالطبع لا. ولكن حتى لو كان نعم، فان سؤال المليون دولار هو: هل هذا حكيم من ناحية سياسية؟ لا. هذا ليس حكيما سياسيا رغم رغبة الكثيرين في رؤية كتلة يسار – وسط كبيرة وموحدة.

صحيح حتى الان يمكن للمقترع المحتمل أن يختار بين بدائل هو قريب منها أكثر بكثير من قربه من نتنياهو وليبرمان. من لا يريد يحيموفتش، إما بسبب الطريق ام بسبب الشخصية، يمكن أن يصوت لبيد، وبالعكس. اذا ما تنافست لفني في قائمة خاصة بها، مع اولمرت او بدونه، فيمكن لمن لا يجد مكانه في هذين الحزبين، او لا يؤمن بالشخصين اللذين يرأساهما، أن يجد لنفسه مكانا في حزب ثالث ذي تشديدات اخرى تضع السياقات السياسية قبل كل شيء. هذا لا يقلص فرص الكتلة أساسا، وان كان يزيد الفارق بين الليكود بيتنا وبين حزب العمل مثلا. اليمين يمكنه أن يسمح لنفسه بان يخسر المقاعد عقب الاتحاد. وهو يخسر وسيخسر رغم أن بعض الاستطلاعات تدعي خلاف ذلك. اليسار ملزم بالحرص على الكتلة. بل وربما ان يفكر بكتلة مانعة. وهو سيفعل ذلك بشكل افضل مع ثلاثة أحزاب قوية.