وزارة الاقتصاد تقر بعدم وجود رقابة ..

تحقيق بغزة .. امتلك عدسات لاصقة.. وافقد بصرك مجاناً !!

الساعة 07:24 ص|01 نوفمبر 2012

غزة (خاص)

تنتشر بين الباعة المتجولين "البسطات" ومحال الكوافير وإكسسوارات التجميل وكل ما يعرف بالبيع العشوائي التاجرة بالعدسات اللاصقة, وتقبل عليها السيدات بشكل جنوني, أما الخطير في الأمر أنهم لا يعون خطورة العدسات التي يبيعها غير المختصين الفاقدين للخبرة والدراية والحنكة الصحية, نهيك عن تقليدها وانتهاء مدة صلاحيتها.

وتندرج العدسات اللاصقة وفقاً لحساسيتها بالزاوية الطبية، اما الغرض منها فهو تجميلي أو لتصحيح البصر, وتوضع على ادق عضو في اكثر المناطق حساسية وهي قرنية العين.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قامت على مدار أيام عدة باستقصاء لرصد الظاهرة التي انتشرت بكثرة بالآونة الاخيرة وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً حيث أكد مختصون بان هذه العدسات تشكل تهديداً على عيون من يستعملها(..)، علاوة على أنه لا توجد رقابة البتة من قبل وزارتي الصحة والاقتصاد الوطني.

المهم البيع ..!!

الشاب محمد - ج (15عاماً) من ضمن الباعة الذين التقى بهم مراسلنا وأحد الذين يقومون ببيع بعض الاكسسورات الخاصة بالأدوات التجميلية في شارع عمر المختار وكان يفترش الأرض في بضاعته ومن بينها كانت للأسف العدسات اللاصقة التجميلية والذي اتضح أنه يجهل تماماً المعاني والمحاذير والنصائح الطبية الخاصة بها, علاوة على ضعف جودتها وتاريخها التي اتضح أنها غير صالحة للاستخدام.

محمد يقول :"صراحة أنا جلبت هذه البضاعة من احد تجار الإكسسوارات, ولم اعرف إن كانت أصلاً مواد طبية أو غيرها".

وحول سؤالنا ما هي النصائح الطبية التي توجهها لمن يقوم بشرائها فتجلت المصيبة عندما أفاد انه لا يعرف إن كانت توجد نصائح طبية لاستخدامها أم لا .

وأكد عدم وجود رقابة شديدة عليهم بالأسواق, مشيراً إلى أن الجهات الرقابية والتفتيشية التي تتبع وزارة الاقتصاد تواجدوا قبل فترة ليست بالقليلة وراو العدسات اللاصقة وافدوه أنه مسموح ببيعها, على حد قوله.

وبنهاية حديثه قال محمد باللغة العامية :"صراحة انا لا يهمني اي شي سوى أن استرزق من وراء البيع, اما نصايح وصحة هادا كلام ما بطعمي عيش ".

"النساء عليها مثل الجراد"

المواطنة خلود (19 عاماً) لم تكن تعرف بخطورة العدسات اللاصقة الغير مرخصة والتي يبيعها غير ذوي الخبرة أوضحت أنها عزفت عن وضع العدسات عندما سمعت بأضرار بصرية خطيرة صاحبت قرينتها التي كانت تضعهما من قبل, حيث أفادت أنها أصبحت تعاني من ضعف الرؤية وانخفضت نسبة الإبصار بشكل ملحوظ لديها.

وقالت: "للأسف السوق مليء بالعدسات ولا تباع من ذوي خبرة والنساء يقبلون على شرائها مثل الجراد من الباعة الغير مختصين كمحلات الإكسسوارات, نظراً لانخفاض أسعارها عن مراكز البصريات".

وأضافت :"بصراحة لا نعرف مدى خطورتها من صحتها لعدم وجود تثقيف صحي عن طريق وزارة الصحة تجاه هذا الموضوع".

تفقد البصر بنسبة 80%!

الدكتور كنعان حماد خبير جراحة العيون أوضح أن العديد من النساء تلجأ نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى شراء العدسات اللاصقة من الأسواق المحلية ومن محال غير مرخصة, وغير مهيأة لبيع المستحضرات الطبية.

وأكد حماد لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" كثرة انتشار بيع العدسات اللاصقة في المراكز وعند الباعة المتجولين وتلقى مبيعاتهم نتيجة جهل الجمهور الفلسطيني وعدم متابعتهم من الجهات المعنية رواجاً كبيراً.

 وأشار إلى انه تأتي إلى عيادته العديد من الفتيات اللواتي عانين "الأمرين" نتيجة شراء العدسات اللاصقة التجميلية وغيرها من باعة متجولون أو من محال خاصة بالنساء ومن أناس ليس لديهم الدراية الكافية والخبرة اللازمة بحساسية العدسات أو نظراً لعدم جودة العدسات المقدمة التي قد تكون غير مضمونة وغير جيدة ومزيفة, مما يؤذي العين بشكل مباشرة مما يتسبب لها بأضرار خطيرة منها فقدان نسبة كبيرة من القدرة على الرؤية والإبصار.

وقال: "نتيجة استخدام بعض العدسات دون مراجعة الطبيب وعدم بيعها من مختصين وعدم التوجيه الصحيح للمواطنين قد يؤدي إلى فقدان البصر بنسبة (70 إلى 80 %) والتي قد تصل إلى الالتهابات الفيروسية الشديدة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر في بعض الحالات".

ولفت إلى أن المسؤولية تلقى على عاتق وزارة الصحة بالحكومة الفلسطينية بغزة.

 وأضاف :"بيع مستحضرات طبية على الطرقات وفي الدكاكين بأيدي من ليس لديهم الخبرة أمر خطير للغاية, يجب على الجميع الوقوف صفاً واحداً لمواجهته".

 واستدرك قائلاً: "نحن نتحدث عن جسم يلامس العين والقرنية مباشرة  وضررها لا يتضح من يوم أو يومين بل ضررها كبير للغاية ولديه تبعات خطيرة على الصحة العامة".

وقال:" قد تسبب شرائها من غير المختصين عدوى في العين والتهابات بالعين وردة فعل تحسسيه وجروح وتآكل في القرنية وانخفاض المقدرة على الرؤية.

وأشار إلى أن هناك من تبعات وإكسسوارات العدسات اللاصقة المحلول الخاص بها وهو غير صالح وغير مصادق عليه صحياً ويباع بالأسواق المحلية قائلا: "هذا مرفوض وغير جائز ويشكل خطر أكبر على العين بالإضافة إلى العدسات اللاصقة".

وطالب حماد بضرورة ضبط الكميات وتجفيف منابعها التي تدخل عن طريق الأنفاق الحدودية مع الشقيقة مصر, وعدم السماح لغير المختصين بإدخالها وبيعها داخل القطاع.

الصحة.. غير مؤهلة للتفتيش

حاتم السقا مسؤول التفتيش على مراكز البصريات في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أكد أن دائرته صادرت العديد من العدسات اللاصقة التجميلية الغير صالحة للاستخدام التي قد تتسبب بالأضرار نتيجة استخدامها والمنتهية صلاحيتها من المراكز والعيادات فقط التي تعنى بالبصريات.

ولم يخف السقا لـ "وكالة فلسطين اليوم" ورود بعض الشكاوى من مراكز وعيادات البصريات حول انتشار العدسات اللاصقة بكثرة في الأسواق المحلية لدى العديد من الباعة المتجولين ومراكز وتصفيف الشعر "الكوافير".

وأقر أن دائرته غير مؤهلة للحكم على جودة وصلاحية العدسات اللاصقة من الناحية الصحية والفنية عازياً ذلك إلى عدم وجود الإمكانيات والمؤهلات اللازمة خاصة التحليلية منها وعدم وجود إمكانية تحليل مادة العدسة مشيراً أنها بحاجة إلى "تحليل كيميائي" وهو ما تفتقر إليه وزارة الصحة بغزة.

وأوضح السقا أن وزارة الصحة ودائرة التفتيش الخاصة بها ليس لديها الصلاحيات ولا سلطة رقابية لتعقب الباعة المتجولين الذين يقومون ببيع المستحضرات الطبية, وألقى باللوم بهذا الاتجاه على وزارة الاقتصاد الوطني.

لا توجد رقابة !!

بدوره أقر أحمد أبو ريالة مدير دائرة حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد الوطني بعدم وجود رقابة نهائية على انتشار وبيع العدسات اللاصقة المنتشرة في القطاع بين الباعة المتجولين ومحلات الكوافير الإكسسوارات.

واستفسر أبو ريالة من مراسل "وكالة فلسطين اليوم" عن طبيعة العدسات وخطورتها وأماكن بيعها حيث أنه أتضح من حديثه انه لا يعلم إن كانت تباع ام لا بالشوارع الغزية ".

وناشد جموع المواطنين إلى ضرورة تبليغ وزارة الاقتصاد الوطني ودائرة حماية المستهلك بالوزارة بكل من يثبت بيعه لهذه المواد والمستحضرات الطبية وعن مكانه وعلى وجه الخصوص العدسات اللاصقات بأنواعها.

وتعهد أبو ريالة في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بملاحقة الباعة المتجولون ومحالات "الكوافير" والإكسسوارات ومصادرة المستحضرات الطبية الغير مرخصة والتي تمس بالصحة العامة.       

 إذن عدسات لاصقة تلامس عيون مواطني قطاع غزة بين المغشوشة والمنتهية صلاحياتها بأيدي عابثين لا يفقهون العدسة من النظارة على مفترقات الطرق, وأطباء يحذرون من خطورة بيعها ويفيدون أنها قد تعرض مستخدميها للفقدان البصر (..),  فهل ستقف وزارتي الصحة بالتثقيف والإرشاد والاقتصاد بالتفتيش والرقابة عند مسؤولياتهم, أم أن عيون مواطنيها لا تعنيها؟!.

وإليكم بعض الصور التي التقطت بعدسة مُعد التحقيق مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" للعدسات التي تباع في المحلات التجارية:


عدسات
عدسات
عدسات
عدسات
عدسات
عدسات
عدسات
عدسات
عدسات