تقرير في غزة.. ابواب المساجد تتحول لأسواق مركزية بأوقات الصلاة!!

الساعة 04:10 م|31 أكتوبر 2012

غزة -

يصيحون بأعلى اصواتهم، معلنين عن السلع التي بحوزتهم و اسعارها، إنهم الباعة المتجولون تتعالى أصواتهم وتختلف باختلاف منتوجاتهم المعروضة لجذب المصلين عند أبواب المساجد.

فعندما يأتي موعد الصلاة و خصوصاً صلاة الظهر و العصر و المغرب، تجد أن ابواب المساجد تكتظ بعشرات البسطات من الباعة المتجولين الذين تختلط اصواتهم باصوات المؤذن و الامام اثناء الصلاة، ظاهرة عرفت انتشاراً واسعاً في شوارع قطاع غزة، حيث تحتجز أبواب ومداخل المساجد من طرف باعة متجولين ومتسولين يغتنمون فرصة الصلاة و تجمع عدد كبير من المصلين في المساجد و لا سيما الكبيرة منها، من اجل الاسترزاق و تحقيق الربح السريع.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية و خلال جولة استطلاعية لها في بعض شوارع غزة محاولة من خلالها تسليط الضوء على هذه الظاهرة، حيث تفاوتت ردود من استطلعت ارائهم في هذه الظاهرة ما بين مؤيد و رافض لها.

وائل.ع، شاب في مقتبل العمر، يضع في كل يوم على عربته التي يجرها "حمار" بعض الفاكهة من تفاح و عنب، و ما يتوفر له من انواع اخرى من الفاكهة، و يسابق الزمن متجهاً نحو احد ابواب احد المساجد في مدينة غزة قبل ان يرفع الاذان للصلاة، فيقول: "اعمل جاهدا في كل يوم للحضور في وقت مبكر قبل الآذان حتى اتمكن من الوقوف في مكان جيد لابيع ما لدي من فواكه".

و اثناء الحديث مع وائل، قاطعه أبو مصطفى بالقول: "بأن اصطفاف عربات تجرها الحيوانات امام المساجد مشهد لا يليق بالمكان، لما له من اثار سلبية كثيرة لا تقف عند حد التشويش على المصلين و تشتيت تركيزهم، حيث هم يحاولون الخشوع في الصلاة، اضف الى ذلك ما تبقيه هذه العربات المجرورة من قاذورات من مخلفات الخضار و الفواكه ... و غير ذلك.

و اشار الى أن المساجد تعمر للصلاة فيها و ذكر الله، كما ان هناك اماكن مخصصة للبيع و الشراء في الاسواق، و تم انشاء اسواق كثيرة في القطاع و مناطق تجارية بامكان اصحاب هذه البسطات ان يتواجدوا فيها لتحصيل ارزاقهم.

و يفسر ابو حذيفة اقبال الناس على هذه السلع بانها رخيصة الثمن و في متناول الجميع، مشيرا الى انه وفي وقت تصعب فيه الحياة على بعض الناس و تشتد قسوة، يضطرون للبحث في كل جانب و كل زقاق عن باب رزق لهم فيفترشون الارض بسلعهم و يتسابقون للظفر بمكان استراتيجي قريبا من أي تجمع للناس، كالمساجد و المدارس و المستشفيات، لكنه اوضح بان للمسجد قدسيته و خصوصيته المتعلقة بالعبادة و الحاجة الى الهدوء في اوقات الصلاة، او حتى حلقات الذكر التي تقام فيه.

من ناحيته استهجن الداعية الاسلامي، د. حازم السراج هذه الظاهرة مناشداً الجهات المختصة و البلديات ان تعمل على انهاءها، معتبراً ان هذه الظاهرة من اشد انواع الحرمات انطلاقا من قول الله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

و قال السراج في حديث لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الاخبارية: "للأسف فقد تحولت ابواب المساجد الى سوق مركزي لهذه البسطات العشوائية، حيث لا يسمح للمصلين بالصلاة او التسبيح بهدوء, هذا ناهيك عن الروائح الكريهة التي يتركها روث الحيوانات على ابواب المساجد".

و تابع يقول: "توجهنا بالكثير من المناشدات الى البلديات و المعنيين بهذه الامور و لكن دون جدوى، داعياً المصلين الى اقصاء هذه البسطات و ان يتجنبوها حفاظاً على حرمة المساجد، و ان يعمل الجميع على طهارة و نظافة هذه المساجد"

و دعا الدكتور السراج الى حملة اعلامية قوية سواء الاعلام المرئي او المسموع او المكتوب للتطرق لهذه القضية للعمل على القضاء على الظاهرة الخطيرة.