خبر الدنكنريون والصحافة -هآرتس

الساعة 11:34 ص|31 أكتوبر 2012

الدنكنريون والصحافة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لا حاجة الى انتظار محاكمة رئيس بنك هبوعليم السابق داني دنكنر كي نقول ان الرجل الذي وقف في سنوات 2007 – 2009 على رأس البنك الاكبر في الدولة لم يكن جديرا بان يتبوأ منصبه. فلائحة الاتهام تعرض رئيس بنك علق في مصاعب مالية شخصية في أعماله التجارية الفاشلة وظاهرا يعود ليخلق بين المال العام للبنك وبين شؤونه الشخصية. مدى الوحشية والكثافة التي فعل بها ذلك سيتضح في محاكمته.

        سلوك دنكنر في البنك وفي أعماله التجارية، التعلق الذي طوره بابن عمه نوحي، الذي كان حتى ما قبل سنتين الرجل الاقوى في الاقتصاد، وضائقته المالية كانت معروفة لمن يتواجد في السوق المالية. أحد لم يفاجأ حين طلب محافظ بنك اسرائيل والمراقب على البنوك تنحيته. المفاجأة كانت رد فعل كل كلاب حراسة المصلحة العامة: الصحافة في اسرائيل، باستثناء "ذي ماركر" التي كشفت عن جزء من افعاله، أيدت بوحشة دنكنر وهاجمت المحافظ والمراقب.

        مثل دنكنر فان كبار الصحافة ايضا لم يميزوا بين واجبهم الصحفي وبين العلاقات التي كانت لهم مع الثنائي داني ونوحي، اللذين سيطرا على نحو 400 مليار شيكل من الاموال العامة وعلى ميزانيات نشر هائلة – منحتهما قوة غير مسبوقة حيال الصحفيين، الناشرين، المحامين، مدققي الحسابات، مسؤولي الانظمة الادارية والسياسية.

        كما ان باقي كلاب الحراسة صمتت: معاهد البحث، الاكاديميا، معظم السياسيين. أحد لم يرغب في السباق مع ابني العم ومع المحررين والناشرين الذين خدموهما. وليس صدفة، في نهاية آب من العام الماضي، كان ممكنا رؤية كبار الصحافة في عرس رونا دنكنر – ابنة نوحي دنكنر، صاحب السيطرة في اي.دي.بي.

        قضية نوحي – داني والصحافة هي تعبير عن ضعف وفساد في الصحافة الاسرائيلية. حيال اناس سيطروا على قسم هائل من اموال الجمهور – فان الثقافة التجارية والصحفية لم تسمح للصحافة باداء وظيفتها العامة.

        عملية تفكيك التمركز الاقتصادي بدأت فقط، ولكن لا ضمانة في أن يكون تغيير أيضا في الثقافة، في اخلاقيات المهنة، في المهنية لدى معظم الصحافة في اسرائيل. الضعف الاقتصادي للصحافة لا بد لا يبشر بالخير للمصالح العامة.