خبر معركة معلومات -يديعوت

الساعة 11:33 ص|31 أكتوبر 2012

بقلم: ياريح تال

ان هجوم الهاكرز الايرانيين على مخزونات الحاسوب في الولايات المتحدة – والذي جعل وزير الدفاع الامريكي يُحذر من "هجوم بيرل هاربر لحرب السايبر" – هو جزء من التغييرات الحادة التي حدثت في العقد الاخير في مجال البحث والتطوير العلمي في دول الشرق الاوسط الاسلامية ومنها ايران. ففي حين سُحقت في اسرائيل في العقد الاخير ميزانيات البحث الحكومية للبحث والتطوير العلميين، زادت الدول العربية والاسلامية استثماراتها بعشرات مليارات الدولارات.

يُبين تقرير نشرته شركة "تومسون رويترز" ان هذا المسار يتم في الأساس في خمس دول هي تركيا وايران ومصر والسعودية والاردن. وقد أخذت مؤسسة شموئيل نئمان لبحث السياسة الوطنية في التخنيون معطيات هذا التقرير وأتمت نظرة مقارِنة الى تطور البحث العلمي والتقني في اسرائيل وفي الدول العربية بحسب مقاييس كمية هي: مقياس المنشورات العلمية، ومعدل المقتبسات للنشر وعدد براءات الاختراع التي سجلها في الولايات المتحدة مقترعون من اسرائيل ودول الشرق الاوسط. ويشير القائمون بالبحث – البروفيسور أوري كيرش والدكتورة دافنه غاتس ويئير ابن زوهر – يشيرون الى تقدم مهم وسريع لايران وتركيا في مجالات كثيرة قياسا بتقدم معتدل (بل تراجع احيانا) لاسرائيل في هذه المجالات.

ان اسرائيل متقدمة في الحقيقة بعدد براءات الاختراع التي سُجلت في الولايات المتحدة، لكن في المقياسين الآخرين اللذين فُحصا أخذت الفروق بين اسرائيل وايران وتركيا تتضاءل. ويُحذر باحثو التخنيون من انه اذا استمر هذا الاتجاه فانهما قد تسدان الفرق في غضون بضع سنوات.

يذكر الباحثون ان التقدم السريع في دول الشرق الاوسط هو نتاج استثمارات مرتفعة ومشروعات جديدة لانشاء مراكز بحث وتعاون مع جامعات نوعية في الدول المتقدمة وغير ذلك. فقد افتتحت السعودية مثلا في الفترة الاخيرة جامعة للعلوم والتكنولوجيا باستثمار بلغ 20 مليار دولار. وأُنشئت في قطر مدينة تربية في مساحة 14 كم مربعا – كمساحة كفار سابا – ولها ستة فروع لجامعات متقدمة في العالم. وغير بعيد من هناك سيُفتتح في هذا العام مركز بحث باستثمار يبلغ 8 مليارات دولار. وفي أبو ظبي يحصرون العناية في بحث الطاقات المتجددة بتعاون مع جامعات امريكية متقدمة.

لكن معدل النشاط البحث – العلمي الأعلى هو في ايران. فعلى حسب تقرير تومسون رويترز، ينمو معدل النشاط البحثي في ايران بمعدل سنوي أعلى بـ 11 ضعفا مما هو في سائر دول العالم. وعلى حسب تقرير تومسون رويترز يوجد تطور مدهش في 14 دولة في الشرق الاوسط – ما عدا اسرائيل التي لم يُفحص عنها – ومنها تركيا وايران ومصر وسوريا ولبنان والسعودية والكويت واتحاد الامارات. وفي السنين 2000 – 2009 زاد انتاج البحث في هذه الدول، ويشكل عدد المقالات التي تُنشر اليوم 4 في المائة من الانتاج العالمي قياسا بـ 2 في المائة من الانتاج العالمي قبل عقد. وهذا معدل زيادة بحث علمي أكبر من المعدل في كل مكان آخر في العالم.

وعلى حسب معطيات تومسون رويترز تحسنت نوعية بحث الدول العربية والمسلمة – فقد طرأ تحسن كبير على نوع البحث في الرياضيات في مصر والسعودية وهو يزيد على المتوسط العالمي وكذلك في بحث الهندسة في تركيا.

يرى الباحثون ان الفرق في البحث العلمي بين اسرائيل والدول العربية تضاءل ومن جملة اسباب ذلك التقليصات التي فُرضت مدة عقد كامل – "العقد الضائع". وقد أفضت هذه التقليصات الى خفض عدد اعضاء هيئة التدريس الجامعي، وارتفاع متوسط أعمارهم، وهجرة العلماء الشباب والعلماء ذوي الصيت الى الخارج والى اغلاق أقسام وغير ذلك. وينبغي ان نذكر ان المدة المطلوبة لاحراز التفوق البحثي طويلة جدا. وتؤتي الاستثمارات أُكلها بعد سنين كثيرة فقط وانجازات الحاضر – كجوائز نوبل – تعبر عن ثمرات الاستثمارات في الماضي. وعلى ذلك فان الاجراءات التي حدثت في اسرائيل في السنين الاخيرة سيتم الشعور بها بكامل شدتها بعد بضع سنين فقط.