خبر الليكود يُنكر -هآرتس

الساعة 11:32 ص|31 أكتوبر 2012

الليكود يُنكر -هآرتس

بقلم: تسفي برئيل

        (المضمون: ان تقليد اليسار لما فعل اليمين بأن تتحد الحركات اليسارية في كتلة واحدة لن يُفضي إلا الى خسارة اليسار - المصدر).

        كان يجب ان نجهد أنفسنا جدا كي نتأثر بمهرجان تأييد مؤتمر الليكود لمنتوج الصهر بين بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان. يمكن ان نظن انه في العملية التي حدثت في الحرارة اليمينية الملتهبة اختلط معدنان نبيلان بعضهما مع بعض. في الحاصل العام ذاب في الليكود شائبة قومية لا حاجة اليها من اسرائيل بيتنا. وهي لا حاجة اليها، لأنه من غير هذه العملية الكيماوية ايضا، ما كانت الايديولوجية لتكون ناقصة.

        ولهذا فان خشية القلة في الليكود من ان تفقد "الحركة" من فخامتها وتصبح كتلة فاشية، تثير العجب. ألم تكن حركتهم هي التي تبنت تبنيا خالصا شعار ليبرمان "لا جنسية من غير ولاء"، وسُنت تحت قيادتها قوانين التمييز؟ أولم تكن حركتهم هي التي حشرت كل عصا ممكنة في اطار مسيرة السلام؟ ألم تكن هي التي حرفت جهاز التربية الى مسارات قومية؟ ألم تكن هي التي كذبت على الجمهور حينما صورت تهديد ايران على انه تهديد وجودي ثم جعلته بعد ذلك بمرة واحدة تهديدا مشروطا يمكن تحمله الى الصيف التالي على الأقل؟.

        يوجد تفسير آخر لخوف فرقة المثرثرين في الليكود الذين صفقوا كفا بكف بسبب الاتحاد. وهو انه حزب غارق في الانكار. ان اعضاءه على ثقة بأن محيطا من القيم يفصل بينهم وبين "اسرائيل بيتنا". فهم ليبراليون ومستنيرون وديمقراطيون ومعتدلون أما "اسرائيل بيتنا" فهي النقيض الخالص. وهم يمثلون "الشرقيين" ويمثل ليبرمان "الروس". وها هو ذا ليبرمان يقول لهم بما يثير ذعرهم: "لا ليكود من غير ولاء". ومنذ الآن فصاعدا لن يكون تفريق بين أمراء وفلاحين فالجميع فلاحون.

        وكما في حالات كثيرة اخرى يكون لكل شيء بغيض فيها تفسير انساني، يرتفع في هذه المرة ايضا فوق خيمة هذا السيرك علم الديمقراطية. ما أحسن ان نخطو نحو صوغ كتل سياسية، تقول قيادة الصهر السياسي الجديد، بل انهم يقترحون على اليسار ان يجتمع ويمتزج ايضا كي تستطيع اسرائيل ان تتنكر في زي الدول المستنيرة. وسيكون عندنا كما في بريطانيا والولايات المتحدة جمهوريون وديمقراطيون ومحافظون وعمال.

        نحن نحب الاطراء. فحينما يقولون لنا إننا نستطيع ان نكون مثل امريكا أو بريطانيا، تصيبنا قشعريرة فخر. بيد أن زعماء اليمين يعرفون جيدا اليسار الاسرائيلي الذي يقص مواقفه من مواقف اليمين لا بالعكس. فكلما ابتعد اليمين نحو اليمين، اقترب اليسار منه. وهم يعلمون ايضا ما هو ضعف اليسار. فمقابل طاعة طوابير اليمين، تفضل حركات اليسار – التي أُضيفت اليها الآن حركة "ليبرالية" – ان يُمسك بعضها بخناق بعض. وكل واحدة منها على يقين من أنها مصدر النور الخالص وتُدبر شؤونها كأنها فريق كرة في الحي. ويعلم نتنياهو وليبرمان ان "كتلة العمال" الاسرائيلية ما تزال كرة من القماش الرث.

        ان "سقي الديمقراطية" الذي يقترحه نتنياهو وليبرمان على اليسار قائم على صيغة ذات دهاء. لأن انتاج كتلة يمينية قومية مُطيعة هو عمل سهل نسبيا. وفي المقابل فان مصطلحي "كتلة ليبرالية" و"مُطيعة وموحدة" هما الشيء ونقيضه. وزعم ان هذا ينجح في دول ديمقراطية اخرى غير دقيق. ففي بريطانيا مثلا يوجد 17 حزبا مسجلا وفي الولايات المتحدة سُجلت عشرات الاحزاب في الولايات الخمسين، ومجال اختيار المواطنين في كل ولاية متنوع ويمكن ان يعبر عن فروق بين تصورات عامة شديدة التمايز وان يعبر ايضا عن تيارات كثيرة ايضا حتى في حين تعمل على الصعيد القومي كتلتان فكريتان.

        وأهم من ذلك ان ممثلي الجمهور المنتخبين مدينون بحياتهم السياسية للناخبين لا للحزب.

        وأصح من ذلك ان تتم مقارنة اسرائيل بتركيا حيث جعل حزب متدين قومي الدولة هناك دولة ذات حزب واحد. وهذا هو مطمح نتنياهو وليبرمان ايضا اللذين يقترحان على اليسار شرك الوحدة كي يخسروا معا بازاء الصخرة اليمينية الصلبة. لأن اليمين هو الذي يحدد مقاييس الشرعية بحسب معايير القومية والفاشية.