خبر انتحار باسلوب بيبي -هآرتس

الساعة 11:32 ص|31 أكتوبر 2012

انتحار باسلوب بيبي -هآرتس

بقلم: عنار شيلو

        (المضمون: ان بنيامين نتنياهو يُدمر الليكود فقط باتحاده مع اسرائيل بيتنا وافيغدور ليبرمان - المصدر).

        عندي سؤال: لنفترض ان الليكود وحداش توحدا في قائمة واحدة في الانتخابات القريبة. فكم صوتا كانا سيُحصلان؟ والجواب: من الممكن انه صفر. لماذا؟ لأنه لا يوجد حتى شخص واحد يشجع الليكود وحداش معا. ان المصوتين المضمونين للوحدة بين الحزبين هم المشجعون المشتركون بينهما. ولنفترض الآن ان الليكود واسرائيل بيتنا اتحدا في قائمة واحدة (وقد حدث هذا في الحقيقة لكنه ما يزال يبدو مثل كابوس). ان مجموعة المصوتين المضمونين لهما هي بالمصطلح الرياضي المشترك بين مجموعة مشجعي الليكود ومجموعة مشجعي اسرائيل بيتنا. وحجمها لا يزيد على حجم كل حزب على حدة.

        من الواضح انه يوجد مشجعون لليكود لكنهم لا يشجعون اسرائيل بيتنا، أو العكس، سيصوتون للقائمة المشتركة ايضا. لكن من المعقول ان يصعب على مؤيدي بنيامين نتنياهو الذين يبغضون ليبرمان (ويوجد مثل هؤلاء في الحكومة ايضا)، أو على مؤيدي افيغدور ليبرمان الذين يستخفون بنتنياهو (ويوجد غير قليل من هؤلاء ايضا)، سيصعب عليهم جدا ان يؤيدوا الوحدة بين الحزبين. ولا يوجد ما يدعو من لا يشجع الليكود ولا يشجع اسرائيل بيتنا ايضا الى التصويت لقائمة الليكود – بيتنا. أي ان عدد النواب الذي ستحصل عليه قائمة الليكود – بيتنا سيكون أقل كما يبدو من حاصل الجمع بين كل حزب على حدة. تشير التجربة التاريخية ايضا للوحدة بين الاحزاب الى هذه الظاهرة، فان حجم الاتحاد أقل كثيرا من حاصل الجمع بين أجزائه.

        ما الذي جعل نتنياهو اذا يلقي هذه القنبلة وينفذ هذا الصهر الذري. انها غريزة طلب البقاء في ظاهر الامر. فنتنياهو الذي يتوكل على سلطة بواسطة تخويف منظم جيدا – الخوف من ايران والخوف من الربيع العربي والخوف من الاجانب والخوف من انهيار اقتصادي كاليونان – استكان هو نفسه لمخاوفه وانشأ اجراءا يبدو انه سيضمن كونه رئيس أكبر قائمة حزبية في الكنيست القادمة ستُمكّن في ظاهر الامر من قدرة أكبر على "الحكم" – وهذا مصطلح يثير القشعريرة حينما يكون القائدان هما هو وليبرمان، وربما كان يأمل ان يختفي الانتقاد عليه لأنه يُكثر الكلام ويُقل الفعل وأنه يتهرب في الحقيقة من الحكم – بسبب "الطريقة" وعوامل قسر ائتلافية في ظاهر الامر لكنها في الواقع بسبب طبيعته، أن يختفي هذا النقد في ولاية ثالثة مشحونة بالقدرة على الحكم والاعمال ستجعلنا نشتاق بعد ذلك الى كلامه الفارغ.

        لكن ليست غريزة طلب البقاء هي التي حثت نتنياهو في واقع الامر بل غريزة الانتحار. فلو أنه استقر رأيه في أيار من هذا العام على انتخابات في ايلول ولم يُعوج طريقه نحو حلف مع كديما انهار سريعا لكان قد أصبح الآن الفائز الأكبر في هذه الانتخابات. فكما أضر هو نفسه بشعبيته في مطلع أيار من هذا العام وفي تموز بعد ذلك، مع حل لجنة بلاسنر والانفصال عن كديما، أحرز هدفا ذاتيا ثالثا مدهشا في نهاية تشرين الاول.

        ان غول اليمين المتطرف لا يثير الرعب في اليسار والمركز فقط بل بين كثيرين في معسكر اليمين والليكود نفسه، ويتوقع الآن ان يترك مصوتون كثيرون الليكود الى "يش عتيد" والى حزب العمل وشاس. واذا كان خوف نتنياهو من ان تُزيل شاس برئاسة آريه درعي تأييدها له قد حثه فان هذا السيناريو أصبح واقعيا أكثر مع انشاء الليكود – بيتنا. ستكون هذه القائمة الحزبية، مثل كديما في الانتخابات السابقة، هي القائمة الكبرى في الكنيست كما يبدو، لكن يُشك في ان تشكل الحكومة القادمة.

        بخلاف اقتراح محللين مختلفين، لا حاجة الى ان تتحد الكتلة المسماة مركز – يسار في قائمة حزبية مشتركة ايضا لأنها ستضائل قوتها فقط، بل يكفيها ان تجلس في هدوء وتُمكّن نتنياهو من ان يُدمر نفسه، وهكذا لن يُدمرنا، على الأقل.