تحليل غزة على « صفيح ساخن » بعد تحالف « نتنياهو ليبرمان »

الساعة 07:46 م|29 أكتوبر 2012

غزة (خـاص)

أجمع محللون سياسيون ومتابعون للشأن الصهيوني أن الخطوة التي أعلن عنها رئيس حزب الليكود "بنيامين نتانياهو" ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" "أفيغدور ليبرمان" حول تشكيل قائمة واحدة تحت اسم "الليكود بيتنا" لخوض انتخابات الكنيست، هو بمثابة إعلان حرب صريحة وواضحة على الفلسطينيين وهو ما وصفوه بـ "توحد التطرف".

وأكد المحللون في أحاديث منفصلة  لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن اجتماع ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا والمتطرف نتنياهو رئيس حزب الليكود, هو تكاتف للعنصرية والتطرف داخل الكيان "الإسرائيلي" وخطر موجه على المنطقة العربية بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص.

وكان مؤتمر حزب الليكود صادق مساء اليوم الاثنين بأغلبية ساحقة من الأصوات على اتفاق التحالف مع حزب "إسرائيل" بيتنا. 

الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أكد أن التحالف المشترك هو إعلان حرب بالدرجة الأولى على فلسطيني (48) واصفاً إياه بالفاشي الذي يمارس "الأبارتهايد" ضد كل عنصر عربي.

وأوضح أن التحالف يشكل خطراً كبيراً  وواضحاً على قطاع غزة  أكثر من ما مرت عليه الحكومات "الإسرائيلية" السابقة.

وقال حبيب :"بهذا التحالف يجتمع اكبر أقطاب العنصرية والفاشية التي تمارس الإرهاب بجميع أشكال, وتاريخهم الإجرامي يشهد بذلك, وهو تحالف عسكري أكبر من كونه تحالف انتخابي".

وأعتبر حبيب أن التحالف بمثابة التصريح الواضح لاستمرار الاستيطان بالضفة الغربية وتهويد القدس المحتلة وبدأ مرحلة جديدة وخطرة تجاه المقدسات بصفة عامة.

وأرجع حبيب أسباب التحالف بين حزبي "إسرائيل بيتنا" و"الليكود" انه جاء لسببين, الأول:نتيجة للتقرير "الإسرائيلي" الذي يشير صراحة إلى اعتراف الكيان بنظام الأبارتهايد.

وكان تقرير حكومي "إسرائيلي" نشر مسبقاً أوضح بأن أعداد اليهود لم يعودوا أغلبية بين النهر والبحر، ما يعني عمليا، القول بأن النظام السائد في "إسرائيل" هو نظام "أبارتهايد"، إذ تحكم الأقلية اليهودية (5.9 مليون نسمة) الأغلبية عربية (6.1 مليون عربي) والذين يعيشون في فلسطين التاريخية بين النهر والبحر.

وأوضح أن السبب الثاني يرجع إلى المشاكل والمعضلات والملفات العديدة التي يعاني منها الكيان والحكومة "الإسرائيلية".

ورشح حبيب أن تكون هناك تحالفات جديدة داخل الكيان, خاصة بين الوسط "الإسرائيلي" (حزب العمل - وكاديما) لمواجهة تحالف "إسرائيل بيتنا".

أما عن استمرارية المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية" في ظل تحالف قوى التطرف, قال:"المفاوضات مع الاحتلال وصلت إلى نهايتها في ظل حكومة نتنياهو ولن يكتب لها الاستمرار في ظل التحالف اليميني المتطرف والمتشدد".

ولم يخف حبيب توقعاته بتوجه ضربة عسكرية "إسرائيلية" إلى قطاع غزة في حال نجاح تحالف "الليكود بيتنا" على غرار حرب 2008/2009.

وقال :"الساحة الفلسطينية عامة ستشهد تصعيد كبير, ولكن على وجه الخصوص قطاع غزة سيشهد ضربات متتالية, وعملية تسخين دائم, وستشهد المرحلة القادمة استهداف لعناصر وكواد فاعلة في المقاومة الفلسطينية, ولا سيما قادة عسكريين كبار".

ورأى حبيب أن مواجهة تحالف "الليكود بيتنا" تتطلب الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني, واعتراف السلطة الفلسطينية بفشل خيار المفاوضات, داعياً القيادة الفلسطينية للتوجه إلى خيارات أقوى لمواجهة الغطرسة الصهيونية التي ستنتج عن التحالف.  

أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم فكان أوضح في مقال نشرته "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بعنوان (تحالف نتانياهو ليبرمان: نتائج عكسية) أن خطوة نتانياهو ليبرمان هي تعبير عن مخاوف نتانياهو من أن ينجح حزب من أحزاب الوسط في الحصول على عدد مقاعد مساو لمقاعد “الليكود”، وقد يواجه نتانياهو صعوبات لتشكيل حكومة جديدة، ويعرضه إلى تنازلات وابتزاز أحزاب الائتلاف.

وقال إبراهيم :"إن نتانياهو يطمح للفوز في الانتخابات بـ 40 مقعداً وأكثر، ما يؤهله ليكون المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة بصفته الكتلة الأكبر، إذ ستكون مهمة تشكيلها أسهل بكثير مما لو بقي “إسرائيل بيتنا” المتطرف مستقلاً".

وأضاف:"هذا التحالف الخطير يضمن نتنياهو الفوز برئاسة الحكومة وكما يرى بعض المعلقين الإسرائيليين فإنه سيمس بالديمقراطية داخل إسرائيل وحقوق العرب الفلسطينيين وسترتفع وتيرة التطرف وسن القوانين المعادية لهم، وسيعمل هذا التحالف على تشويه صورة إسرائيل في الخارج، خاصة وان ليبرمان متهم بالفاشية ولم يتحرر منها ولا يحترم قواعد اللعبة الديمقراطية".

واختتم حديثه قائلاً:"استطلاعات الرأي أظهرت أن تحالف نتانياهو ليبرمان اليميني المتطرف قد يأتي بنتائج عكسية، ويقلص من تقدمهما قبل الانتخابات، وجاءت نتيجة الاستطلاع مغايرة لتوقعات نتنياهو".