خبر نبيل عمرو: اليسار الفلسطيني انقرض وفتح تحولت لبؤرة صراع داخلي

الساعة 09:39 ص|25 أكتوبر 2012

القدس العربي

طالب نبيل عمرو عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح المجلس الوطني الفلسطيني الاربعاء بتحديد موعد محدد لاجراء الانتخابات العامة للفلسطينيين لتجديد الشرعيات الفلسطينية وتحمل اي جهة تعطل الانتخابات المسؤولية، وذلك في اشارة الى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وحذر عمرو من خطورة فقدان جميع الشرعيات الفلسطينية الشرعية بسبب عدم اجراء الانتخابات، وقال للقدس العربي الاربعاء 'اخشى ان نكون الوحيدين فوق سطح الكرة الارضية من سيشكك في شرعيتهم في زمن تجددت فيه جميع الشرعيات على مستوى العالم'.

وتابع عمرو قائلا لـ'القدس العربي' 'اننا بحاجة ماسة وعاجلة لتجديد الشرعيات الفلسطينية جميعا، شرعية الرئاسية وشرعية السلطة وشرعية المنظمة'.

واضاف عمرو 'الرئيس محمود عباس يواجه تحديات كثيرة ولكن لا مناص من ان يصارح الشعب الفلسطيني بما يجري وما هي الخطوات المتكاملة التي ينبغي اتخاذها للخروج من المأزق. ان الامر اضحى بحاجة الى مجلس وطني فلسطيني وانصح بعقده في اقرب فرصة لان الشرعية السياسية هي لمنظمة التحرير والبرنامج السياسي الذي يلتزم به الشعب الفلسطيني هو برنامج منظمة التحرير وحين تنهار العملية السياسية بالصورة التي نراها فالامر ليس قرار شخص ولا قرار هيئة تنفيذية انه قرار المجلس الوطني سيد الشرعية ومانحها ومانعها، المؤسف انه رغم كل الصعوبات التي نواجهها فان مؤسسات المنظمة معطلة تماما واذا كان صعبا عقد المجلس الوطني كل سنة او سنتين فهنالك صيغة بديلة يجسدها المجلس المركزي الذي قُتل هو ايضا وكأنه غير موجود، انني انصح الرئيس محمود عباس ان ينتبه كثيرا الى هذا الامر وليأخذ المجلس الوطني قرارا قاطعا باجراء الانتخابات العامة في موعد محدد ومن يعارض يتحمل المسؤولية'.

وبشأن امكانية استمرار الانقسام الفلسطيني لفترة طويلة قال عمرو 'اذا ظلت الامور تدار بالطريقة التي نراها الآن واذا كان من حق حماس او الزهار - محمود الزهار- مثلا وضع المصالحة في الثلاجة وقتما يريد فلا امل بانجاز المصالحة'، مضيفا 'ولا يجوز ان يظل كل شيء فلسطيني مرتهنا لتفاهم مستحيل بين فتح وحماس فالشعب الفلسطيني اكبر واهم من ذلك'، نافيا امكانية ان يكون هناك دور فعال الى فصائل اليسار الفلسطيني، وقال 'اليسار الفلسطيني اظن انه انقرض'.

وعبر عمرو عن اعتقاده بان الثورات العربية وتغيير انظمة الحكم في المنطقة سينعكس ايجابا على الفلسطينيين وقضيتهم، وقال 'الديمقراطية وحكم الشعب والشفافية هما الاركان الاساسية لولادة قوة عربية مؤثرة ، لقد انطلقت المسيرة ، ستواجه صعوبات كثيرة وستؤجل العناية بالقضية الفلسطينية الى حين بسبب الانشغال بالوضع الجديد ولكن سيولد في عالمنا العربي مصادر قوة جديدة ستكون في مصلحتنا ومصلحة مستقبل عربي افضل'.

وبشأن زيارة امير قطر الثلاثاء الى قطاع غزة وما رافقها من ضجة في رام الله حول مس تلك الزيارة بوحدانية شرعية التمثيل الفلسطيني قال عمرو لـ'القدس العربي' 'لا اعتقد ان زيارة امير قطر لغزة تشكل اخلالا بوحدانية تمثيل منظمة التحرير لكل الشعب الفلسطيني ولا اعتقد ان قطر غيرت موقفها الثابت من هذا الامر بل انها تحرص على وحدانية تمثيل المنظمة للشعب الفلسطيني وتلتزم بذلك. وانا شخصيا اعتبر ان زيارة امير قطر ليست زيارة لحماس فانا لا اعترف بوجود امارة اسلامية في غزة، انها زيارة لغزة ولو ان الظروف تسمح فلا بأس ان تتكرر في رام الله وانصح بعدم المبالغة في انتقاد هذه الزيارة'.

وحول اذا ما باتت حماس جهة فلسطينية معترفا بها عربيا بل ودوليا كجهة مسؤولة عن قطاع غزة ، قال عمرو 'هذه مسألة ملتبسة وفضّل العالم بما في ذلك العرب وحتى الفلسطينيون الاعتراف بحماس كسلطة امر واقع في غزة، وهذا امر يختلف كثيرا عن الاعتراف السياسي بشرعية حكم حماس لغزة، حتى مصر التي يحكم فيها الان قانونيا على الاقل الاخوان المسملون فانهم لا يعترفون بشرعية حكم حماس لغزة لان الدولة المصرية تعترف بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وتعترف بمحمود عباس رئيسا شرعيا للسلطة الوطنية ولا اعتقد ان احدا من العرب او العجم يقبل قسمة التمثيل الفلسطيني والشرعية الفلسطينية'.

وبشأن الانتخابات المحلية التي قاطعتها حماس والتي جرت السبت الماضي في الضفة الغربية وفازت حركة فتح بالكثير من مجالس الهيئات المحلية رغم خسارتها بلديتي نابلس وجنين لصالح كوادر خاضوا الانتخابات كمستقلين، قال عمرو 'نجاح الانتخابات في ظل مقاطعة حماس، يتوقف على شرطين اساسيين، الاول: ارتفاع نسبة الناخبين بحيث يبدو ان المقاطعة هامشية وهذا لم يتحقق. والثاني: وجود تنافس حار وقوي بين قوى مختلفة في السياسة والرؤيا وهذا ايضا لم يتحقق. لذلك لا ارى ان نتائج الانتخابات تتناسب مع المكانة التاريخية والشعبية المألوفة عن حركة فتح'.

وعلى ضوء الانتخابات المحلية وما حققته حركة فتح من نتائج طالب عمرو بضرورة عقد مؤتمر عام جديد للحركة لانتخاب اطر قيادية جديدة، وقال 'هنالك اكثر من دافع جوهري يحتم الاسراع في عقد مؤتمر جديد، اول هذه الدوافع هو فشل القيادة التي انبثقت عن المؤتمر السادس في تطوير الحركة ومعالجة اخفاقاتها على كل الصعد واظن ان القائد العام للحركة السيد محمود عباس ومعظم اعضاء اللجنة المركزية يقرون بذلك، جاءت الانتخابات ـ المحلية - وخسارة المدن الكبرى ـ نابلس وجنين ـ لتضيف سببا جديدا لعقد مؤتمر جديد'.

وبشأن المدى الذي وصل اليه الصراع والانقسام داخل صفوف لحركة، قال عمرو 'وصل الى مستويات خطرة ، لقد تحولت فتح الى بؤرة صراع داخلي لا تتوقف واصبح الشرخ النفسي بين قياداتها واعضائها هو السمة المميزة لواقعها والعلاقات الداخلية فيها.