خبر حوت يقلد صوت الإنسان كالببغاء!

الساعة 08:27 ص|25 أكتوبر 2012

رام الله

توصل علماء في الولايات المتحدة إلى اكتشاف مذهل، يشير الى أن حوت "بيلوغا – Beluga" الأبيض، يصدر أصواتا وثيقة الشبه بصوت الإنسان، وأنه يقلده كالببغاء.

ففي الوقت الذي يجرى فيه تدريب الدلافين على محاكاة طرق ومدة حديث الإنسان، لا نجد في أي حيوان آخر القدرة على إتقان مثل هذا المحاكاة.

وقد رصدت في الماضي حيتان تقلد صوت الإنسان، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها الباحثون من تسجيل هذه الأصوات التي تبرهن أن الحيتان قادرة على إصدار أصوات شبيهة بصوت الإنسان.

وقد استمع العلماء إلى حوت يبلغ من العمر تسع سنوات، يدعى "نوك - NOC"، يصدر أصواتا ذات طبقة صوتية أقل من الطبقة العادية على نحو متقطع، وكان لا بد من تحديد من أين تصدر مثل هذه الأصوات.

وبدأت رحلة هذا الاكتشاف، عندما صعد غواص لدى "المؤسسة الوطنية للثديات البحرية" في ولاية كاليفورنيا إلى السطح قال: "من قال لي أن أخرج من الحوض؟"، دون أن يفعل أحد منهم ذلك، وحينئذ أدرك العلماء أن هناك مصدر ما للصوت ويجب أن يعثروا عليه.

وبمجرد أن حدد العلماء أن الحوت "نوك" هو الفاعل، سجلوا الصوت على شريط، ووجد العلماء أن الحوت يصدر ثلاث تقطيعات صوتية في المتوسط كل ثلاث ثوان، مع فاصل أشبه بحديث الإنسان، وأظهر تحليل التسجيلات الصوتية وجود ذبذبات تنتشر بحسب "علم الأصوات الموسيقية"، بطريقة لا تشبه إطلاقا الأصوات العادية الصادرة من الحيتان، لكنها وثيقة الشبه بالإنسان.

بعدها كافأ العلماء الحوت "نوك" على ما أصدره من أصوات أشبه بحديث الإنسان، لتعليمه إصدار مثل هذه الأصوات عندما يطلب منه ذلك، كما وضع العلماء جهازا لقياس تحويل الضغط في جيوبه الأنفية حيث تصدر الأصوات، بهدف مراقبة ما يحدث.

الحوت يعدل آلياته الصوتية ليصدر صوتًا شبيهًا بصوت الإنسان

وقال سام ريجدواي، رئيس "المؤسسة الوطنية للثديات البحرية"، والمشرف على البحث: "تشير ملاحظاتنا إلى أن الحوت يضطر إلى تعديل آلياته الصوتية بغية إصدار أصوات شبيهة بحديث الإنسان".

وشرح أن الحيتان تصدر الأصوات من أنفها وليس من حنجرتها كما يفعل البشر، وبالتالي، كان الحوت على الأرجح يعدل ضغط الهواء في جيوبه الأنفيه، ويقوم كذلك بتعديلات عضلية أخرى من أجل تضخيم الأجزاء الصوتية ذات الذبذبات المنخفضة نسبيا، إذ يملأ ما يعرف بالكيس الدهليزي (Vestibular Sac)، في فتحة التنفس (أعلى جسم الحوت)، على نحو يعمل على منع دخول الماء إلى الرئة، ليتمكن من تقليد صوت الإنسان، وهذا الأمر ليس بسهل.

وأضاف أن الأصوات التي نسمعها "مثال واضح على تعليم صوتي للحوت الأبيض."

وأوضح سام ريدجواي أن الحوت قلد صوت الإنسان على مدى أربع سنوات تقريبا إلى أن بلغ النضج الجنسي.

العلماء لاحظوا أصواتًا غريبة يصدرها الحوت الأبيض منذ العام 1984

يذكر أن العلماء، ومنذ العام 1984، بدأوا يلاحظون أن أصواتا غريبة تصدر من الحوض الذي كان الحوت الأبيض المسمى "أن أو سي"، يعيش فيه مع عدد من الدلافين، وغالبا ما كان محاطا بالبشر، وكانت الأصوات أشبه بمحادثة بين شخصين بعيدين جدا إلى درجة أنه يستحيل فهمهما.

وقد عاش الحوت "أن أو سي" مدة ثلاثين سنة في الحوض الذي يتواجد بسان دييغو في كاليفورنيا، وكان قادرا على تقليد صوت الإنسان.

وقد  قال شرح سام ريدجواي، إن "هذا الاكتشاف يدفعنا إلى الاعتقاد أن الحوت الذي كان يدعى أن أو سي، والذي نفق قبل خمس سنوات، كان يحاول الاتصال بالبشر