خبر كفى لغسل العقول- هآرتس

الساعة 09:18 ص|24 أكتوبر 2012

بقلم: أسرة التحرير

المسلمة الاساسية، التي تقول ان لكل امرأة الحق في اتخاذ القرارات المتعلقة بجسدها دون أي تدخل خارجي ليست مفهومة من تلقاء نفسها في اسرائيل العام 2012. تعبير جلي عن ذلك هو وجود جمعية "افرات"، التي تعمل على اقناع النساء، في لحظاتهن الاشد، بعدم تنفيذ اجهاض، وذلك من خلال ممارسة الضغوط واستخدام اساليب الدعاية المرفوضة. ويعد هذا استغلالا ساخرا لازمة تعيشها هذه النسوة: فليس مصلحتهن الشخصية هي التي توجه خطة الجمعة بل الرغبة في رفع نسبة الولادة في أوساط السكان اليهود. وعلى حد قول ابناء عائلة راز اتياس – الشاب ابن الـ 18 الذي اطلق النار عليه في نهاية الاسبوع متطوعو الشرطة قرب بيت شيمش -  وعائلة صديقته القاصر، فقد  حاولت متطوعات جمعية "افرات" اقناع الشابة بعدم الاجهاض، عندما دخلت هذه المستشفى في نهاريا لاجراء الفحوصات. "غسل العقول"، كما وصف ذلك ابناء العائلتين لم يؤدِ الا الى تشديد العصف الانفعالي الذي عاشه الشابان، حتى القرار المأساوي بالانتحار. في الجمعية نفوا ان يكونوا على اتصال بالشابة. خير تفعل وزارة الصحة اذا ما أنعشت وفرضت الانظمة التي تحظر على جهات خارجية العمل في المستشفيات.

        ليست المشكلة في النشاط التبشيري لجمعية "افرات"، بل الدعم الواسع الذي تمنحها لها شخصيات رفيعة المستوى في العالم الديني والاصولي. ويعرض موقع "افرات" على الانترنت سلسلة من الحاخامين الذين يمجدون الجمعية ويدعون الى دعمها من ناحية اقتصادية. وبين المؤيدين يمكن لنا أن نجد الزعيم الروحي لحركة شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف، الحاخام الرئيس السابق وحاخام تل أبيب اسرائيل مئير لاو، وحاخام مجدال هعيمق، اسحق دافيد غروسمان. وتمتع هؤلاء الاشخاص بالمكانة الرفيعة في أوساط شرائح واسعة في المعسكر العلماني ايضا، ولكن تأييدهم لـ "افرات" يعمق الهوة التي بين العالم الديني والعالم الحر.

        العنصرية، القومية المتطرفة والشوفينية تختلط جميعها في جمعية "افرات". والنتيجة هي أن رحم المرأة يصادر منها، ويتحول الى أداة في حرب خيالية على مستقبل الشعب اليهودي وضد الشيطان الديمغرافي العربي. من يخاف على صورة دولة اسرائيل، ليس فقط الديمقراطية بل وايضا اليهودية، يجب أن يندد باعمال "افرات".