خبر زيارة الأمير- معاريف

الساعة 09:15 ص|24 أكتوبر 2012

ايران آوت، قطر إن

بقلم: يوئيل جوجنسكي

باحث في معهد بحوث الامن القومي

        (المضمون: يلحق نشاط قطر في الموضوع الفلسطيني باسرائيل قدرا كبيرا من الضرر. يمكن الافتراض بأن اسرائيل غير مرتاحة من الزيارة ومن الانجاز الذي تنطوي عليه لحماس، حتى لو كان قطع المنظمة عن "المحور المتطرف" بحد ذاته هو أمر ايجابي - المصدر).

        لزيارة أمير قطر، زيارة اول لرئيس دولة الى قطاع غزة، تحت حكم حماس، معنى سياسي داخلي وخارجي لا بأس به – يتجاوز الجانب الاقتصادي – سواء لاسرائيل أم للسلطة الفلسطينية.

        نشاط الامارة في النزاع الداخلي في الساحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ليس جديدا. وقد احتلت مكانا محترما الى جانب مصر، التي تنشغل بمشاكلها الداخلية، كعراب مركزي في مساعي الوساطة بين المنظمتن.

        اتفاق الاطار الذي تحقق في شباط 2012 بين هاتين الحركتين وقع في قطر. ومع ذلك، فان الزيارة الى القطاع ستجعل صعبا على قطر مواصلة احتلال موقع الوسيط النزيه. فسلوك الامارة لا بد لن يساهم في محاولات رأب الصدع الفلسطيني الداخلي. وفي الزيارة ما يمنح حماس شرعية تنقصها والتخفيف من أزمتها الاقتصادية.

        في رام الله، بالمقابل، تفسر الزيارة كمس بمكانة السلطة الفلسطينية التي تعاني من أزمة مالية خطيرة وتجد صعوبة في دفع رواتب موظفيها. وبالفعل فان محافل فلسطينية تتماثل مع فتح انتقدت حاكم قطر الذي يبحث عن النفوذ، على حد قولهم، على ظهر الفلسطينيين ووصفوا الزيارة بانها "لحظة حزينة في تاريخ الشعب الفلسطيني" ومس بوحدته الوطنية.

        الامارة هي اليوم المصدرة الاكبر في العالم للغاز الطبيعي، وفي اراضيها توجد الاحتياطات الاكبر في العالم للغاز الطبيعي بعد روسيا وايران. وقد جعل هذا المقدر المطلوب مواطني قطر (250 الف من اصل نحو مليون نسمة) اصحاب الدخل الخام للفرد الاعلى في العالم. القوة الاقتصادية الهائلة والاستعداد لاستخدامها لاغراض سياسية، اضافة الى ضعف بعض من مراكز القوى التقليدية بسبب الهزة التي تلم بالمنطقة العربية، ابرز القوة الصاعدة لقطر وسياستها الخارجية الخاصة التي تبنتها، والتي تتضمن التدخل، الفاعل ايضا، في معظم مراكز الهزة في المنطقة، من ليبيا وحتى سوريا.

        وتبادر قطر الى مشاريع بناء كبرى في غزة، في اطارها ستنقل ايضا مواد بناء عبر المعبر البري في رفح. واعلن الامير بان في نيته ان يستثمر قرابة نصف مليار دولار في اعادة بناء غزة – الاستثمار الاهم في اعادة بناء القطاع منذ حملة "رصاص مصبوب" قبل أربع سنوات. بسبب الازمة في سوريا ابتعدت حماس عن ايران وسوريا، التي استضافت حتى ذلك الحين الحركة في اراضيها ومنحتها تمويلا كبيرا ووسائل قتالية متطورة، واقتربت من قطر، حيث يمكث الان مسؤولوها الان. وعلم أن الامارة بدأت في الاشهر الاخيرة بتوريد النفط لحماس لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع. وكقاعدة، تعتبر الزيارة كتعويض لحماس عن القطيعة عن ايران وسوريا، والمنظمة تستغل ذلك لتحقيق انجاز في الوعي حيال اسرائيل – "نجحت في تحطيم الحصار الاسرائيلي على غزة". يلحق نشاط قطر في الموضوع الفلسطيني باسرائيل قدرا كبيرا من الضرر. يمكن الافتراض بأن اسرائيل غير مرتاحة من الزيارة ومن الانجاز الذي تنطوي عليه لحماس، حتى لو كان قطع المنظمة عن "المحور المتطرف" بحد ذاته هو أمر ايجابي.