خبر يحيموفيتش تطلب من أبو مازن الاعتراف بدولة يهودية -هآرتس

الساعة 09:14 ص|24 أكتوبر 2012

بقلم: براك ربيد

        (المضمون: يحيموفيتش تسعى الى توسيع تجربتها السياسية ولكنها تصر على الأجندة الاقتصادية الاجتماعية رغم أنها تستعين بمستشارين سياسيين في المجال السياسي وتتمسك بمواقف حزب العمل التقليدية - المصدر).

        في 23 تموز هبطت رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفيتش، في باريس. وكانت دُرة التاج لقاءها مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. ويتبين من وثائق وصلت الى "هآرتس" ان يحيموفيتش تحدثت في اللقاء بلغة تشبه لغة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كل ما يتعلق بالمسيرة السلمية، وأشارت الى أنها ستطلب من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. اضافة الى ذلك، فقد دعت الى استئناف المفاوضات معهم دون شروط مسبقة – حتى دون مطلب تجميد البناء في المستوطنات.

        وكانت زيارة يحيموفيتش الى باريس قد نُظمت بسرية تامة، ولم يعرف بها سوى حفنة من المستشارين، السفير الفرنسي في اسرائيل كريستوف بيجو والسفير الاسرائيلي في فرنسا يوسي غال. وقد أخفت يحيموفيتش عن معظم اعضاء الحزب بمن فيهم المقربون منها مثل النائب دانييل بن سيمون أمر الزيارة.

        ووصلت الى "هآرتس" برقيتان أرسلهما الى وزارة الخارجية في القدس دبلوماسيون من السفارة الاسرائيلية في باريس رافقوا رئيسة العمل في لقاءاتها. وقد سافرت يحيموفيتش الى فرنسا كي تراكم تجربة سياسية، ولكن يتبين من البرقيتين انه في اللقاءين كانت تستمع أساسا. وعندما تحدثت فقد تناولت أساسا الموضوع المقرب الى قلبها، الاشتراكي الديمقراطي.

        واحتل النقاش في البرنامج الاجتماعي – الاقتصادي لحزب العمل والحزب الاشتراكي في فرنسا قسما مركزيا من اللقاءين. وحسب احدى البرقيتين، ففي اللقاء مع وزير الخارجية فبيوس، اهتمت يحيموفيتش على نحو خاص في مداولات الحكومة الفرنسية عن شرائح الضريبة بمعدل 75 في المائة لأصحاب المال.

        وكان أولاند وفبيوس بالذات هما اللذان طرحا الموضوع الفلسطيني وطلبا سماع رأي يحيموفيتش فيه. وحسب البرقية، كان جوابها عموميا وذكرت رسائل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاباته في الكنيست، في الكونغرس الامريكي وفي الجمعية العمومية للامم المتحدة. ومثل نتنياهو، يحيموفيتش هي الاخرى أشارت الى ان على الفلسطينيين ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية.

        "سأل الرئيس أولاند يحيموفيتش ما هو موقف حزب العمل من استئناف المفاوضات مع أبو مازن"، كُتب في البرقية. "فأشارت يحيموفيتش الى ان الحزب مع الاستئناف الفوري للمفاوضات دون شروط مسبقة بهدف الوصول الى حل الدولتين من خلال تسوية اقليمية، الحفاظ على أمن دولة اسرائيل، وكذا الاعتراف الفلسطيني في حق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية – ديمقراطية".

        أما دعوة نتنياهو للمفاوضات دون شروط مسبقة، أي دون تجميد البناء في المستوطنات ومطالبته باعتراف فلسطيني باسرائيل كدولة يهودية كشرط لكل اتفاق، فقد كانت مباديء أساسية في سياسته. ولا يزال الفلسطينيون من جهتهم يطالبون بتجميد البناء في المستوطنات ويدعون بأنهم اعترفوا باسرائيل في اتفاق اوسلو، ولكنهم لن يعترفوا بها كدولة يهودية كون الأمر من شأنه ان يمس بحقوق العرب مواطني اسرائيل.

        في حزب العمل ثمة من هو قلق من ان يحيموفيتش موضعت نفسها كسياسية لموضوع واحد – الأجندة الاجتماعية – الاقتصادية. هكذا ايضا تُدير الحملة الانتخابية لحزبها هذه الايام. في نظرها، الموضوع السياسي يعني النخبة، ولكنه لا يعني الناخبين حقا.

        "أنتم لا تستيقظون في الصباح وتفكرون بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني"، قالت في جامعة تل ابيب في آب 2011. "معظم الاسرائيليين لا ينهضون في الصباح مع هذا النقاش، ولكنه الوحيد الذي يجري".

        في برنامج حزب العمل السياسي للكنيست الثامنة عشرة كُتب بأن "السلام هو مصلحة قومية عليا لدولة اسرائيل... وسيؤدي الى نمو اقتصادي واصلاح اجتماعي. السلام، الأمن والرفاه يرتبط الواحد بالآخر". وقُبيل الانتخابات للكنيست التاسعة عشرة قلبت يحيموفيتش الامور. فقط اذا كان في اسرائيل اقتصاد قوي، تضامن وعدالة اجتماعية، كما تدعي، يمكن للحكومة ان تحث المسيرة السلمية بجدية بل وتُطبقها.

        ثلاثة نواب في حزب العمل، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لتخوفهم من الاصطدام بيحيموفيتش، ادعوا بأنها "تفر من الانشغال بالموضوع الفلسطيني كما يفر المرء من النار"، ولم تُجر أي نقاش عن ذلك في الكتلة. وعلى حد قولهم، تخشى يحيموفيتش من ان يُهرب الامر المقترعين ويصور حزب العمل كحزب يساري، ولهذا فانها تعرض مواقف اقتصادية وغامضة في المواضيع السياسية ولا تحاول ان تكون بديلا سياسيا لبنيامين نتنياهو. "كل شيء عندها اقتصادي – اجتاعي"، قال أحد النواب. "حاولوا اقناعها بالسفر الى رام الله ولقاء أبو مازن فلم تعرب عن الاهتمام".

        ويعترف مستشارو يحيموفيتش بأن انعدام تجربتها السياسية هو أحد نقاط ضعفها، ولكنهم يرفضون الانتقاد. فيحيموفيتش تستعين بمستشارين غير رسميين في المواضيع السياسية – الامنية، د. حاييم آسا، الذي كان مستشار رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين، ورئيس شعبة الاستخبارات الأسبق اللواء احتياط عاموس يادلين.

        ضم اللواء احتياط أوري ساغي الى الحزب، والذي عقدت معه يحيموفيتش مؤتمرا صحفيا يوم أمس، يأتي كي يُري بأن رئيسة الحزب ترفع ايضا العلم السياسي. اضافة الى ذلك، بعد الانتخابات في الولايات المتحدة في السادس من تشرين الثاني، مخططة لها سفريتان الى الولايات المتحدة – للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي للمنظمات اليهودية ومنتدى سبان في واشنطن.

        وتذكر اوساط يحيموفيتش بأن رئيسة العمل قالت عدة مرات بأنها تؤيد صيغة الرئيس كلينتون، التي تتضمن انسحابا من معظم الضفة الغربية، وكذا تقسيم القدس وفقا لقاعدة "ما هو يهودي لليهود وما هو عربي للفلسطينيين".

        في الموضوع الفلسطيني، كما يدعي مستشارو يحيموفيتش، نتنياهو هو الذي اقترب من مواقف حزب العمل، وليس العكس – بما في ذلك في موضوع الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية. "شيلي يحيموفيتش تؤمن بالمواقف المتماسكة والتقليدية لحزب العمل، والتي تقول ان التسوية السليمة والعملية هي دولتان للشعبين – يهودية وفلسطينية – تعترف الواحدة بالاخرى. لا يوجد هنا أي تغيير أو تجديد"، قال أحد مستشاريها الكبار. "موقف يحيموفيتش هو انه لا تنقص مشاريع سياسية على الطاولة – وعلى رأسها مشروع كلينتون – ما ينقص هو تنفيذ هذه المشاريع والاستعداد لادارة مفاوضات ناجعة".