تقرير كيف يقرأ الساسة زيارة أمير قطر لغزة؟

الساعة 01:36 م|23 أكتوبر 2012

غزة

أثارت زيارة أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني وقرينته الشيخة موزة والوفد المرافق لهما إلى قطاع غزة واستقباله استقبالاً رسمياً من قبل رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية، جدلاً كبيراً بين المحللين السياسيين حول انعكاس تلك الزيارة على الوضع الفلسطيني الداخلي. فالبعض رأى بالزيارة تعميقاً للانقسام وآخرين رأوا بأن الزيارة استيراتيجية وأعادت التوازن بين حركتي فتح وحماس.

حيث اعتبر محللان سياسيان أن الزيارة تعزز الانقسام الفلسطيني وتؤجج الصراع بين حماس وفتح حول التمثيل الفلسطيني وإعلان عن قيام دولة غزة.

فيما رأى محلل آخر أن الزيارة أعادت التوازن بين حماس وفتح وستعزز المصالحة الفلسطينية وليس كما تنظر لها الفصائل الفلسطينية الغير مشاركة في استقبال الأمير القطري.

من جهته أكد المحلل السياسي طلال عوكل أن زيارة الأمير القطري حمد بن جاسم والوفد المرافق له إلى قطاع غزة ستؤجج الصراع الفلسطيني الفلسطيني بين حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية بشأن وحدة التمثيل والشرعية الفلسطينية على المستوى الإقليمي والدولي.

وأوضح عوكل في تصريح خاص لـ  "فلسطين اليوم"، بان الاستقبالات والبروتوكولات الرسمية التي يتم خلالها استقبال أمير قطر بغزة واستقبال حماس في الدول العربية ولدت لدى السلطة الفلسطينية شكوك بأن هذا الأمر لعبُ على تقسيم التمثيل الفلسطيني.

وأضاف زيارة الأمير ليس لإنهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية بل هي تعمق وتكرس وقائع الانقسام أكثر فأكثر مؤكداً بأن المصالحة لا تتم إلى عبر مصر وليس قطر.

وفي رده حول سؤال مراسلنا عما سيشهده المواطن الفلسطيني من الزيارة قال :"المواطن الفلسطيني سيشهد تحسن على الأوضاع الاقتصادية فهو متعطش ويرحب بأي دعم اقتصادي سواء عربي أو أجنبي من أجل تحسن الأوضاع الاقتصادية مشيراً إلى أن أهل غزة ذاقوا ويلات الحرب الإسرائيلية على غزة وشهدوا الدمار والخراب لذلك فهم يرحبون بأي دعم اقتصادي من أي دولة.

وتابع قوله :"المواطن الفلسطيني ليس مغفل..!! فهو يتساءل إن كان من الضروري أن يأتي أمير قطر إلى جانب وفد مرافق مكون من 200 شخص لتقديم مساعدات وبناء قطاع غزة بل أن هناك شكوك تنتاب المواطن من هذه الزيارة بشأن المواقف السياسية.

وبين المحلل عوكل بأن تخوف المواطن حول ظهور مؤشرات على تحسن العلاقات القطرية الإسرائيلية فلا يمكن لوفد من هذا المستوى أن يزور قطاع غزة الذي يقع تحت الاحتلال إلا بموافقة الاحتلال "الإسرائيلي" وبضمانات "إسرائيلية" ومصرية وأمريكية.

وفيما يتعلق بكسر الحصار أكد عوكل بأن كسر الحصار يأتي من خلال ظهور قوة أكبر من القوة التي تفرض الحصار وهذه الزيارة لن تكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة..!

من جانبه يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور إبراهيم أبراش أن زيارة الأمير القطري لقطاع غزة دون تنسيق مسبق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو اعتراف من الأمير حمد بوجود كيان سياسي مستقل في غزة برئاسة حركة حماس.

وأشار الدكتور أبراش في تصريح خاص لـ "فلسطين اليوم"، إلى أن الزيارة لها هدف سياسي وليس اقتصادي وهي تعلن قيام دولة غزة، موضحاً بان الزيارة لو كان هدفها اقتصادي لكان بإمكان قطر وأميرها تدشين المشاريع الاقتصادية دون أن يأتي لزيارة غزة ككافة المشاريع الاقتصادية التي تدعمها المؤسسات الخيرية العربية والأجنبية.

وبين الدكتور أبراش بان أثر الزيارة على الوضع الفلسطيني الداخلي ستعزز الانقسام الداخلي، قائلاً :"الزيارة ستعزز موقف حماس وستدفعهم لرفض أي جهد عربي أو غيره من أجل إنهاء الانقسام ورأب الصدع الفلسطيني وعلى حد قوله فإن قيادات حماس تحدثت عن هذا الأمر مراراً بوجود كيان سياسي في غزة منفصل عن الضفة الغربية ما سيؤدي لتكريس الانقسام.

بدوره أكد المحلل لسياسي وسام عفيفي بان زيارة الأمير القطري لغزة أعادة التوازن بين حركة حماس في وحركة فتح بعدم احتكار الشرعية الفلسطينية مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عفيفي في تصريح خاص لفلسطين اليوم الإخبارية، أن العزلة السياسية والاقتصادية المفروضة على قطاع غزة بدأت تتآكل، موضحاً بأن أي لقاء للمصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح سيكون لها دور إيجابي بفعل إعادة التوازن بين الحركتين خاصة بعد زيارة الأمير القطري الذي أعطى الشرعية لحماس والحكومة الفلسطينية بغزة.

وأوضح المحلل السياسي بأن موقف السلطة الفلسطينية من الزيارة ليس غريباً وهو أمر متفهم لكن موقف فصائل اليسار من الامتناع عن المشاركة مدان ومستنكر قائلاً كيف يعلقون على زيارة الأمير القطري إلى غزة في ظل وجودهم تحت مظلة منظمة التحرير التي تعترف بالاحتلال الصهيوني والذين ينسقون أمنين مع الاحتلال تحت مظلة منظمة التحرير، متسائلاً كيف لمنظمات اليسار أن تتحدث عن الانعكاس السلبي للزيارة اتجاه المصالحة الفلسطينية وهم أكبر المكرسين للانقسام بسبب مشاركتهم بالانتخابات المحلية بالضفة الغربية.