تقرير بلدية غزة تعاقب مواطنيها .. وتُكرم ضيوفها !!

الساعة 09:47 ص|23 أكتوبر 2012

غزة - خاص

استيقظ "أبو يوسف" في صباح يوم زيارة أمير قطر لقطاع غزة ناظراً من شرفته صوب شوارع قطاع غزة, ولكنه لم يفاجأ البتة من زيارة الأمير القطري, بقدر ما تفاجأ بنظافة شوارع المدينة, والتي حلم بأن تكون بهذه الصورة منذ النكبة الفلسطينية, "أبو يوسف" لم يستوعب المنظر الحضاري حتى نادى زوجته وبدأ بالتقاط صور تذكارية لشوارع المدينة, لأنه متيقناً أنها لن تدوم الا لفترة وجيزة من الوقت!!

مراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" قام بجولة لرصد أراء بعض مواطني القطاع حول الهمة التي وصفت بـ"الغريبة".

المواطن أحمد الشنطي(40عاماً), أستيقظ من نومه ذاهباً إلى حيث عمله لم يكن يتوقع أن يبدو مشهد مدينة غزة بهذه النظافة التي تشهدها بهذه اللحظات .

الشنطي أكد انه سعيد بهذا المنظر والمشهد الحضاري ولكن سرعان ما قال ساخراً:"باريت أمير قطر "حمد " يقيم بغزة إلى الأبد ليس حب فيه ولكن حتى تظل بلدية غزة في حالة من الاستمرارية في عملها", وأضاف"باللهجة الغزية" متهكماً:" مش ضايل الا يرشوا ريحة في الشوارع .. الله الله".

وأكد الشنطي إن تلك النظافة والرقة لن تدوم الا لسويعات أو بالأحرى ستنتهي عقب زيارة الأمير القطري متهماً "بلدية غزة بعدم متابعة نظافة المدينة الا في المناسبات".

 وتساءل الشنطي, بحرقة "لماذا لا تعمل بلدية غزة دائماً بهذا الجهد وبهذه الطاقات وبهذه الجهود؟!".

المواطن محمد المري (27عاماً) التقينا به بالقرب من مفترق السرايا وسط مدينة غزة الذي يعج بعمال النظافة التابعين لبلدية غزة  يقول "بصراحة أنا أشعر بسعادة لنظافة مدينتا وشوارعها ومرافقها وينتابني الفخر كغزي أنا أستيقظ في الصباح أجد المدينة وشواربعها نظيفة ولكن على النقيض من ذلك أشعر بالتعاسة لان ذلك لن يدوم طويلاً جراء تكاسل عمل بلدية غزة عن مهامها".

المري ابدي استياءه من دور البلدية التي وصفها "بالهزيلة" وقال بحرقة "للأسف بلدية غزة لا تعمل على الوجه المطلوب ولا تلبي تطلعات ابناء المدينة وإنما هي فقط عبارة عن بلدية مسيرة من قبل الحكومة علاوة على إنها لا تعمل الا في المناسبات".

وطالب المري بلدية غزة ممثلة برئيسها بضرورة العمل على الارتقاء في عمل الكادر البلدي والارتقاء بشوارع ومرافق المدينة لتصبح يومياً وباستمرارية على شاكلة اليوم.

وبنهاية حديثه قال ساخراً "باريت كل يوم رؤساء في غزة حتى تبدو مدينتا أجمل".

بدوره أكد أنور الجندي - قائم بأعمال- مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية غزة أن طواقم بلدية غزة تعمل -بنظام الطوارئ- لأكثر من أسبوع متواصل يومياً لمدة 24 ساعة متواصلة, استعانت خلالها بلدية غزة بكافة طاقمها للعمل على نظافة المدينة معللاً ذلك "تمهيداً لزيارة الأمير القطري لدخول القطاع وفق خطط البلدية".

الجندي أوضح  لـ "وكالة فلسطين اليوم"أن البلدية قامت بتنظيف أغلب شوارع ومرافق قطاع غزة خاصة الشوارع العامة في قطاع غزة والتي تقع في منتصف المدينة.

وعن رده حول سؤال لماذا لا تقوم كواد البلدية بعملها على أكمل الوجه كما هذه الأيام قال: "هذا حدث طارئ لا بد الاجتهاد فيه, كما أننا في بلدية غزة تنقصنا الكوادر, وتنقصنا المعدات, ولا نستطيع القيام ولا نستطيع إرهاق العامل وكوادر البلدية".

 كما ألقى الجندي اللوم الأكبر بنظافة المدينة على مواطني قطاع غزة قائلاً:" للأسف المواطن هو المسئول عن نظافة شوارع البلدية حيث أن 90 % من نظافة المدينة تلقى على عاتق المواطن قائلاً بالعامية:"إحنا بنطف وهما بيوسخوا".

"إن الله جميل يحب الجمال" .. مواطني قطاع غزة لا يطالبون بالشيء الكثير فقط هم يطالبون بان تبقى شوارع مدينتهم تحاكي صفحات مجدهم وبطولاتهم بان تكون نظيفة, فيرددون بأعلى أصواتهم "يا بلدية غزة الا نستحق ذلك؟!".