خبر هجمة زائدة في القاهرة- معاريف

الساعة 10:31 ص|22 أكتوبر 2012

 

بقلم: اسحق ليفانون

سفير اسرائيلي سابق في مصر

ما أن عاد السفير المصري الجديد الى وطنه بعد تقديمه أوراق اعتماده لرئيس الدولة شمعون بيرس حتى اضطر الى التصدي لعاصفة سياسية أطلقتها شخصيات سياسية بدعم من وسائل الاعلام في مصر.

ولاسفي، فان احدا ما عندنا حرص على أن يسرب الى موقع "دي نيوز اوف اسرائيل" صيغة أوراق الاعتماد التي جلبها معه السفير من القاهرة فأشعل بذلك سلسلة هجمات علنية وانتقاد لصيغة الرسالة الودية تجاه الرئيس بيرس. وكل الجهود للشرح بأن صيغة اوراق الاعتماد موحدة في كل العالم، وهذا موضوع بروتوكولي باءت بالفشل، والان تطالب حركة 6 ابريل، إحدى الحركات المركزية لشباب الثورة، باخضاع اتفاق السلام الى استفتاء شعبي بغرض الغائه.

وسخر المهاجمون من الرئيس المصري مرسي على رسالته الحارة وطلبوا منه أن يشرح معنى تعبير "صديقي العزيز جدا" الذي استخدمه تجاه الرئيس بيرس. وآخرون سألوه بهزء اذا كانت أوراق الاعتماد للسفير المكلف الى الجزائر يجب أن تكون مشابهة للصيغة التي يرفعها السفير في اسرائيل.

أنا لا أتهم الرئيس مرسي في هذه القضية. فمن أتاح خلق أجواء معادية تجاه اسرائيل ليس أحد سوى الرئيس مبارك. فبعناد سمح لكل الاتحادات المهنية بمقاطعة اسرائيل، رفض تلطيف حدة هجمات وسائل الاعلام المصرية التي نشرت على نحو دائم أمورا تشهر باسرائيل، وأتاح نشر رسومات مناهضة لاسرائيل ولا سامية – وكل ذلك بحجة أنه توجد في مصر حرية تعبير. الهجمات ضد اسرائيل على مدى فترة طويلة على طول حكم مبارك، خلقت أجواء عامة وجدت تعبيرها في الهجمة الزائدة والغريبة في قضية رفع أوراق اعتماد السفير المصري. فالاجواء صعبة لدرجة أن السفير اضطر الى تبرير نفسه أمام صحيفة "اليوم السابع"، إذ تلقى ضيافة كأس ماء في مكتب الرئيس بيرس – كمن يريد القول انه لم يكن هناك شراب كحولي، المحظور حسب الشريعة، دين الاسلام.

محقة اسرائيل في معارضتها فتح اتفاق السلام. ولكن اذا حصل هذا، لاي سبب كان، فان على اسرائيل أن تصر على احياء اللجنة المشتركة بينها وبين المصريين لمنع التحريض. فلعلها تنجح في أن تفتح في مصر عيون المواطنين وتنقل الى الحكم في القاهرة في أنه اذا كان يريد العمل ضمن اسرة الشعوب، فثمة رمز أخلاقي للسلوك المقبول من الجميع وفي إطاره الصيغة الموحدة التي تكتب في أوراق اعتماد السفراء. وما العمل، أوراق الاعتماد مصوغة بتعابير ودية.