خبر الى أخي وإبني أوباما- هآرتس

الساعة 10:29 ص|22 أكتوبر 2012

 

بقلم: عميرة هاس

"في إحدى الرسائل لاخي وابني، رئيس الولايات المتحدة (براك اوباما) كتبت بانه بحاجة ماسة الى شجاعة أمه وإلى الاستعداد للمخاطرة الذي اظهرته في حياتها". كاتب هذه الكلمات، د. فينسنت هاردينغ، معروف للرئيس الامريكي، وينبغي التقدير بانه يبعث أيضا في قلبه مشاعر المحبة، التقدير والاعتراف بالمعروف. للامريكيين اسمه يرتبط فورا باسم د. مارتين لوثر كينغ، وذلك لان هاردينغ كان صديقا قريبا وشريكا في طريق زعيم حركة الكفاح من أجل مساواة الحقوق في الولايات المتحدة، الذي قتل في 4 نيسان 1968.  المؤرخ وعالم الاديان ابن الـثمانين، من مواليد هارلم، مسيحي مؤمن، كتب (وقال) بكلمات أديبة ان مشكلة اوباما انه لم يكن جريئا بما فيه الكفاية. "اقتبست شيئا ذكر بـ فرانكلين روزفيلد، الذي كان احد الطرق التي طورها لخدمة الامة هو استعداده للخروج عن الحدود التقليدية، حين عين المستشارين. فقد بحث عن مستشارين لم يسمع عنهم أحد، لانه كان مستعدا لان يخرج عن المسارات المتوقعة، المتبعة.

"اوباما لم يكن قادرا، أو لم يكن حرا، ربما، في تبني مثل هذا النوع من القرارات. كشخص حذر بشكل عام، يبدو أنه لم يرغب في أن يجلب معه قدرا أكبر من المقربين، قدرا أكبر من الناس ببساطة يعتبرون كأفارقة – أمريكيين. أعتقد أنه يواصل المعاناة من النقص بالمستشارين الابداعيين والمحدثين، الذين يخرجون عن الطرق الاعتيادية".

        هاردينغ لا يخفي النقطة الحارة المحفوظة في قلبه للرئيس الاسود: آراؤه بلورها استنادا الى قراءة ذكريات اوباما، التي كتبها قبل أن يفكر بالتنافس على الرئاسة. رجل ذو استقامة، حكمة واكتراث "بالناس الذين يعيشون الضائقة في مجتمعنا وفي العالم بأسره" – هكذا رأى اوباما. وبرأيه، "فقد وصل على ما يبدو الى الرئاسة دون أن يعرف كل آليات القوة الرئاسية الامريكية والمسؤولية التي يتعين عليه أن يتحملها. أعتقد أنه فكر بانه سيغير الكثير وأمل بالتغيير، ولكنه لم يعرف ما الذي يتطلبه ذلك.

"لا يزال له قلب رائع. ماذا يحصل لقلبه، حين يسمح لنفسه بان يكون الحارس على قائمة أهداف قيادة السي.أي.ايه، هذا سؤال صعب. في احيان قريبة اتساءل أي احاديث يجريها مع ابنتيه- والحمد لله انه يحاول الجلوس مع ابنتيه، زوجته وحماته أكبر قدر ممكن حول طاولة الطعام – كون ابنتيه تذهبان الى مدرسة كويكرزية، وأنا أتساءل اي أسئلة تطرح هناك عما يفعله أبويهما في ضوء ما آمل أن تكون المدرسة تعلمهما".

الحديث عن أوباما تم أول أمس في النبي صالح، في منزل نريمان وباسم التميمي، من قادة الكفاح الشعبي في قريتهما. هاردنغ هو عضو في الوفد الذي يزور البلاد هذه الايام ويضم نشطاء اجتماعيين وسياسيين امريكيين منهم بعض من قدامى الكفاح في سبيل مساواة الحقوق في الولايات المتحدة، مثله ومثل دوروثي كوتون – امرأة التعليم ونشيطة متفانية منذ الخمسينيات، عملت الى جانب كينغ. وجاءت مبادرة الزيارة من معهد يأخذ اسمه، لتطوير قيادة شابة بروح الكفاح في سبيل مساواة الحقوق. وكان هاردينغ كتب خطاب كينغ ضد استمرار الحرب في فيتنام، والذي ألقاه امام جمهور غفير في كنيسة في نيويورك، قبل سنة بالضبط من اغتياله. ويهدىء هاردينغ الروع فيقول: "بشكل عام كينغ كتب خطاباته بنفسه، ولكن في حينه يبدو أنه ظن أن "زعيم حركة سوداء، اكثر انشغالا من بروفيسور في كلية". وقد بلورا ارائهما ضد الحرب معا. هاردينغ وكينغ قالا لابناء الطائفة السوداء الذين تحفظوا من موقف الحركة من السياسة الخارجية: "نحن دوما سررنا عندما أعربت أصوات من خارج الولايات المتحدة ولا سيما من العالم الثالث، عن تأييدهما لكفاحنا".

لذات السبب من الطبيعي لهاردينغ ورفاقه أن يأتوا اليوم ليستمعوا الى الفلسطينيين والاسرائيليين العاملين ضد الاحتلال: في القدس وفي بلعين، رام الله، الخليل، الدهيشة وقرية الولجة.

أحد الامور التي تعلمها على الفور في أول يومين هو "كم كنت جاهلا عما يحصل هنا حقا. كم قليلا أعرف وكم قليلا من الفكر كرسته لحقيقة اني أعرف هذا القدر القليل. وهذا أمر غير عادي عندي. فأنا آتي الى هنا ليس كإنسان عادي كان مشاركا في كل أنواع النشاطات غير العنيفة، بل كمن منذ الثانوية اهتم بالكارثة وتعلم عنها. قي قسم منه يرتبط الامر بالمعلمين اليهود الذين كانوا لي في الثانوية، والذين بعضهم أحبني جدا وشجعني على أن استغل بجدية الفرص التي كانت لي. بعد ذلك، في سيتي كولدج التي تعلمت فيها، كان 96 في المائة من الطلاب يهودا. كنت محوطا بعالم من أبناء الكارثة والناجين.

"كنت ايضا مرتبطا جدا باليهود الذين انضموا الى كفاحنا للحرية في الجنوب. وقد دفعوا لقاء ذلك الثمن بحياتهم. هكذا بحيث أني آتي هنا بكل ضروب المشاعر. هذا جزء من مجالي، الذي يشرح الألم الذي أشعر به بعد كل ما رأيته هنا. وأنا آتي من واقع أمريكي من الابرتهايد من اللحظة التي تأسست فيها الولايات المتحدة، وبعد ذلك واقع الكفاح في سبيل التخلص من هذا الابرتهايد. وعندما سمعت الى أخواتي واخوتي هنا شعرت قربا وتماثلا حقيقيا. كان يمكنني أن أتماثل في الاتجاهين. عليّ أن أشدد مرة اخرى باني جئت الى هنا كشخص محب ليهود معينين، وكشخص يشعر مشاركا نفسيا في المأساة الكبرى للكارثة. وكشخص قاتل ضد التمييز العنصري والسيطرة العنصرية، بحيث ان كل ما أراه هو حديث، وأليم وجد معروف".

وماذا ستفعل الان بما تعلمته؟

"وهبتُ شبكة كبيرة من المعارف والاصدقاء والزملاء، وأنا أرى هذا كمسؤولية كبرى أن أنشر الان العلم والمعرفة والانطباعات خطيا وشفويا. كما سألتقي مع مشرعين".

ومع أوباما؟

"اذا تمكن فسألتقيه. إذا ما رُتب لي لقاء، فسأذهب. ولكني مؤمن متزمت بالديمقراطية التشاركية، بحيث اني اركز على الناس الذين يمكنهم ان يدفعوا اوباما لاعادة النظر في علاقاتنا مع اسرائيل، في ظل سياستها تجاه السكان الاصليين، الفلسطينيين".

ولكن هذه سياسة أمريكية لا تقل عن كونها اسرائيلية في امريكا ايضا الناس يريدونها

"الناس ارادوا فصلا عنصريا الى أن جاءت حركة هائلة تؤمن بشيء آخر فأحدثت التغيير".