خبر د. عبد الستار قاسم: الانتخابات المحلية فارغة المحتوى و المضمون

الساعة 08:08 م|21 أكتوبر 2012

رام الله

أكد الدكتور عبد الستار قاسم، استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ان اجواء الانتخابات المحلية التي جرت اليوم تشبه الانتخابات الديمقراطية العربية التقليدية، موضحا ان هناك عنصران اساسيان في عملية الانتخاب، هما رجال النظام و العائلات.

و قال قاسم في حديث تلفزيوني مساء اليوم الاحد، ان الانتخابات المحلية التي جرت في الضفة الغربية اليوم لم تاخذ بعدا و طنيا او سياسيا او حزبيا، لكنها كانت غالبا عائلية او لاشخاص في السلطة الفلسطينية، مشيراً الى أن النتائج اثبتت ذلك.

و بحسب قاسم، فإن العائلات اخذت جزء كبير من النتائج و ان حركة فتح و الفصائل الفلسطينية الاخرى التي شاركت في الانتخابات ايضا توجهت للعائلات، لافتاً الى ان البعد العائلي هو الذي كسب في هذه الانتخابات، معتبرا ان هذا مؤشر غير ايجابي على الساحة الفلسطينية، و ذلك لان التركيبة العائلية و العشائرية هي التي اضعفت الشعب الفلسطيني و اثرت سلبا في قدرته على حماية الوطن.

و ارجع الدكتور قاسم سبب هذا الطابع الذي اخذته الانتخابات الى الفراغ السياسي الموجود في الساحة الفلسطينية، حيث لم تشارك الاطياف الفلسطينية المختلفة في هذه الانتخابات، حتى تكون الانتخابات منهجية و ديمقراطية، منوهاً الى أنه كان من المفروض ان يكون هناك برامج و منافسة سياسية و ابعاد وطنية، مؤكداً أن هذه العناصر كانت مفقودة، و اذا فقد الجوهر و المحتوى لا بد للعائلات ان تملا الفراغ و هذا ما حصل.

و تابع يقول: " ان الكثير من العائلات في القرى كان لها قوائم خاصة، و ما تناقلته وسائل الاعلام حول فوز مستقلين غير صحيح، بل من فاز هي العائلات، فلو كان الطيف السياسي الفلسطيني موجودا لما اخذت الانتخابات هذا البعد العائلي و بهذه القوة".

و اضاف قاسم انه في هذه الانتخابات تكرست ابعاد عائلية مقيتة و حصل نوع من التمسك الاجتماعي بالكثير من البلدات و المدن و حتى ان هناك فصائل و من بينها حركة فتح لجأت للحصول على دعم العائلات، و هذا له تبعات خطيرة على مجمل القضية الفلسطينية.

و قال: "خلال الحملات الانتخابية لم اسمع شعارا وطنيا واحدا لمواجهة الاحتلال و اسرائيل"، مشيرا الى انه لا يمكن الفصل بين الصفة الخدماتية التي وصفت بها الانتخابات و الهدف الرئيسي و هو عملية التحرير في اشارة الى غياب البرامج الوطنية عنها.

و حول تاثير هذه الانتخابات على الانقسام الفلسطيني، قال قاسم: "لا اعتقد ان الانتخابات عمقت الانقسام، لان الانقسام اصلا عميق، بل ان الخطر يكمن في التفكك الاجتماعي الذي هو اخطر من الانقسام،و هذا ما نعاني منه منذ ان قامت السلطة الفلسطينية و بدأت الخلافات الحادة بين الفلسطينيين و اصبح الفساد موجود و الواسطات في التعيينات و الوظائف، مما ادى للتفكك الاجتماعي، ما يعني ان وحدتنا التربوية الثقافية قد تجزات الى حد كبير مما اثر سلبا على المنحى الوطني لصالح الاشياء الشخصية و العائلية".

و شدد على ان القضية تمس التماسك الاجتماعي الذي هو اهم من وحدة الفصائل،و هو الذي يجبر الفصائل على الوحدة، موضحا ان الفصائل الفلسطينية استمرت في الانقسام لان المجتمع الفلسطيني قد اصيب، و في هذه الانتخابات اصيب بالمزيد.

و حمل قاسم السلطة الفلسطينية المسؤولية عن هذا التفكك، و لا سيما و هي التي و قعت و طبقت اتفاق اوسلو و جعلت الفلسطيني ضد الفلسطيني و اقامت كل هذا الفساد في البلاد و جعلت الوظائف حكرا على حركة معينة و تنسق امنيا مع اسرائيل.

 و دعا قاسم بمراجعة شاملة، و اعادة البناء بعد ايقاف عملية التدهور، و ان يتم التركيز على هدف استراتيجي يتمثل في تحقيق حرية الانسان الفلسطيني الذي يكون قادر على تحرير الوطن و المقدسات.