خبر الاثنان سيئان- هآرتس

الساعة 09:36 ص|21 أكتوبر 2012

الاثنان سيئان- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        حركة شاس، التي على مدى 30 سنة شغلت منظومة فرض القانون ومصلحة السجون أكثر من أي حزب آخر، سجلت في طالحها في الاسبوع الماضي "رقما قياسيا" اسرائيليا آخر، يعد على اي حال سابقة عالمية ايضا. فلاول مرة منذ قيام الدولة  سيدخل في بوابات المجلس التشريعي في اسرائيل وزير ونائب ادين بعمل جنائي. فالزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسيف، المسمى "عظيم الجيل"، والذي أمر باعادة السجين السابق آريه درعي الى قيادة الحزب، وصم الحياة السياسية والمجتمع الاسرائيلي بوصمة عار كبرى. وحتى بعد أن قررت المحكمة بانه كان يعاني من تعفن أخلاقي وفساد وحكمت عليه بالسجن الفعلي لسنتين، على تلقي الرشوة، الغش واستخلاص الاموال للخداع من الصندوق العام، لم يكف درعي عن تحريض الجمهور ضد الجهاز القضائي، الشرطة ووسائل الاعلام. وقد فعل ذلك في ظل استغلال عديم المسؤولية للموضوع الطائفي، وحتى اليوم لم يعرب عن الندم على افعاله.

        قرار تعيين درعي عضوا في قيادة ثلاثية لشاس ورئيس قيادة الانتخابات فيها يجب أن يحفز نواب الكنيست الـ 19 على سد الثغرة في القانون، التي تسمح للسياسيين المدانين بمخالفات فيها عار من الوصول الى بوابات مقر الكنيست في ختام فترة التبريد. المجلس التشريعي هو نافذة العرض للديمقراطية وقدوة احترام القانون ونظافة اليدين. مكان السياسيين المدانين بمخالفات جنائية خطيرة مثل درعي، ليس على مقاعد الكنيست وعلى طاولة الحكومة.

        ومع ذلك، فان اعادة درعي الى قيادة شاس، الى جانب ارئيل اتياس، يبشر بتقليص القوة والنفوذ السيء لرئيس الحزب المنصرف ايلي يشاي. بقيادة يشاي تحولت شاس الى حزب يميني مفعم بمشاعر الخوف والاراء المسبقة. يشاي، في منصبه كوزير للداخلية، انتهج سياسة متطرفة وعديمة الرحمة تجاه اللاجئين ومهاجري العمل في ظل تصريحات بائسة أشعلت مشاعر العداء تجاههم. بل انه كان شريكا كبيرا في فشل خدمات الاطفائية في مواجهة الحريق الكبير في الكرمل. توزيع المناصب الجديد في قيادة شاس بين من أدين بالجنائي وبين من صب مضمونا مخجلا في احدى الحقائب الحكومية الكبيرة يجسد الضرر الجسيم الذي أوقعه الحزب بالحياة السياسية في اسرائيل.