خبر الموقع: صديقكم المخلص- يديعوت

الساعة 09:35 ص|21 أكتوبر 2012

الموقع: صديقكم المخلص- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

كان يفترض ان يكون هذا حدثا رسميا ذا ربطة عنق، مملا كثيرا. فرئيس الدولة شمعون بيرس يستقبل ثمانية سفراء جددا سيُقدمون بحسب الدور كتب اعتمادهم. لكن كان واضحا سلفا ان اثنين من السفراء يجران معهما "رزمة" غير سهلة، فقد تلقى سفير الاردن، وليد عبيدات، تهديدات من أعيان قبيلته. ويعلم السفير المصري، عاطف سالم، ما يعلمونه عندنا وهو أنه لولا التهديدات بوقف مساعدة اقتصاد مصر لما حلم أحد بارساله الى تل ابيب.

يصعب ان نُصدق أي ضجيج عال تُحدثه عندهم الرسالة التي جاء بها السفير الجديد معه، وكل من يرى نفسه مستشارا للرئيس مرسي يُجند نفسه الآن للانكار وللتشهير بنا وبالاصرار على منح اسرائيل منحة بالمجان. وقد أثار عصبيتهم في القاهرة أكثر من كل شيء آخر انه تم الكشف عن الرسالة عندنا في وسائل الاعلام مع الصورة الأصلية لمنع الانكار. وأصروا مع كل ذلك على الانكار وعلى زعم ان اسرائيل زورت الوثيقة.

"صديق عزيز جليل"، هكذا يتوجه مرسي الى بيرس. وفي هذه المرة ايضا، وانتبهوا، لا يذكر اسم اسرائيل. وبعد ان أصبح بيرس "صديقا عزيزا"، تحولت الرسالة لتصبح هاذية: "عن رغبة وتصميم على حفظ العلاقات القائمة وتعزيزها بين دولتينا بما يُفرحني، استقر رأيي على ان أُعين السفير صاحب القدرات... وما أشبه. والموقع، وانتبهوا مرة اخرى، "صديقكم المخلص، محمد مرسي".

ننتقل الآن الى التفسير: هذا قبل كل شيء دين احترام للرسالة القسرية التي أرسلها مرسي الى الرئيس بيرس ردا على تهنئة "رمضان كريم" في شهر رمضان وانتخابه رئيسا لمصر. وقد أرسل نتنياهو تهنئة ايضا لكنه لم يحظ برد. وفي مقابله تلقى الرئيس بيرس آنذاك رسالة غير موقعة من غير شعار قصر الرئاسة في مصر وكأن أحدا ما نفذ عملا خاطفا. وفي ذلك اليوم نفسه أنكر متحدث مرسي النشيط انه وُجدت رسالة أصلا.

ان الرسالة الجديدة تحمل التوقيعات المنمقة للرئيس، ووزير الخارجية ورئيس مكتب الرئاسة في القصر المصري. والتاريخ، وانتبهوا، هو 19 تموز وهو اليوم الذي هبطت عندنا فيه الرسالة الاولى. وكأن شخصا ما استقر رأيه بعد الانتقاد على أداء دين دبلوماسي.

وفي شأن نعوت التكريم المُطرية لـ "صديقي الجليل" من "صديقكم المخلص" والمهمة التي أُلقيت على السفير "ان يطور علاقات حب تربط بين دولتينا" لا يجدر ان نتأثر. فالسفير القديم هاني خلف يُبين "ان هذا هو الاسلوب العادي الذي يُكتب به الى رؤساء الدول. فقد تلقى ميلوسوفيتش ايضا، مجرم الحرب من يوغسلافيا، نفس الرسالة بالضبط".

صدر صوت أكثر إقلاقا في المقابل عن مكتب محمد بديع، المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين. ففي حين كان السفير الجديد يُقدم رسالة اعتماده في القدس، كان الزعيم الروحي يدعو الى الجهاد لتحرير القدس ويُبين ان "الصهاينة لا يفهمون إلا القوة". وحينما يكون الاخوان في الحكم فلا أحد سيغلق فم المرشد العام.

ان هذا الازدواج – ولا يجوز ان نستخف بخطوة واحدة الى الأمام من قبل مرسي ولا يجوز ايضا ان نتجاهل تحريض المرشد العام – يصور وجهي السلام مع مصر واللغة المزدوجة لـ "الاخوان المسلمين". لم يكادوا يخرجون من العمل السري ولم تيعلموا بعد فتح عينين اثنتين تتركزان على هدف واحد من غير خطة بديلة. ان الرئيس بيرس ليس على أية حال من الاحوال "الصديق العزيز الجليل" بل هو أحسن الاختيارين السيئين قياسا بنتنياهو. وليس السفير سالم مُعينا تعيينا شخصيا من مرسي بل هو منتخب الحاكم المؤقت الذي تم ابعاده، الطنطاوي.

ما تزال العلاقات معنا لم تستقر في القاهرة. ومن كان عنده ما يفعله عندهم ويُسهم في شؤون الامن والاقتصاد فليأت أهلا وسهلا وليصنع وليذهب، مثل عاموس جلعاد ومولخو ورجال اعمال، أما الباقون جميعا فلينتظروا الى ان يستقر رأي الرئيس في مصر آخر الامر على كيفية النظر الى اتفاق السلام مع دولة اسرائيل.