تقرير لماذا تتحكم « إسرائيل » في « السعرات الحرارية » لسكان غزة ؟

الساعة 09:21 ص|21 أكتوبر 2012

غزة (خـاص)

في الآونة الأخيرة، كُشف النقاب عن وثيقة "إسرائيلية" رسمية داخلية تضمنت إجراءات تقضي بتحديد كمية السعرات الحرارية الموجودة بالسلع الغذائية التي تسمح إسرائيل بإدخالها إلى غزة، حيث تكون هذه السعرات قليلة إلى الحد الذي لا يسمح بتمتع الفلسطينيين في غزة بشروط صحية كافية تكفل شعورهم بالشح والحصار ؛ وهو ما أثار استهجان منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والكل الفلسطيني.

ويظهر في الوثيقة، جدول فيه عدد السعرات الحرارية المطلوبة المبنية على أساس العمر والجنس، قدمها مسؤولون صهاينة في أجهزة الحرب ووزارة الصحة.

وكانت حكومة الاحتلال قد قررت في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول 2007 بتشديد الحصار على قطاع غزة، بعد أن أخذت حركة حماس زمام الأمور في قطاع غزة، مما دفع "إسرائيل" إلى اعتباره "منطقة معادية".

عقاب جماعي

عصام يونس هو مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة أكد أن وثيقة "السعرات الحرارية" عنصرية بامتياز وسبق أن استخدمت في بداية الحصار، حيث حددت كميات الوقود الداخلة للقطاع، وبالتالي فإن ماجاء بالوثيقة ليس جديداً.

وأضاف يونس في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن العنصرية واضحة في قرارات الاحتلال، التي تخضع الاحتياجات الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين ضمن الحدود الدنيا، وهي ما يعتبر مخالفة لقواعد القانون الدولي.

واعتبر يونس، أن ماتقوم به "إسرائيل" مخالف للقانون الدولي، حيث أنها مُلزمة قانوناً بتوفير الاحتياجات للسكان المدنيين في الأراضي المحتلة، وهو عقاب جماعي لكافة الفلسطينيين غرضه سياسي واضح، منوهاً إلى أنه تم استخدام نفس الطريقة خلال الحرب العالمية الثانية حيث تم تحديد السعرات الحرارية.

وأوضح يونس، أنه من الناحية الفعلية فـ"إسرائيل" تحدد الكميات التي تدخل قطاع غزة من مواد غذائية وأخرى، وهو بشكل رسمي مطبق، وتراعي فيه "إسرائيل" ما يبقي سكان القطاع أحياء ولا يموتون جوعاً، منوهاً إلى أن ذلك التفكير جزء أصيل من التفكير يعكس عوراً أخلاقياً واضحاً.

وعن التقصير تجاه ممارسات الاحتلال، اتهم يونس المجتمع الدولي الذي يعطي الاحتلال غطاءً دولياً لممارساته، والضوء الأخضر للاستمرار في الجرائم، ويجعل الاحتلال مطلق اليدين في ظل صمت دولي.

وعفا يونس المؤسسات الحقوقية الدولية من المسؤولية عن استمرار "إسرائيل" في تعنتها وانتهاكاتها بحق الفلسطينيين، مؤكداً أن هذه المؤسسات سَيَرت سفن تضامنية وقوافل للمتضامنين الدوليين الذين يصلون غزة.

سياسات عنصرية تتطلب وقفة

الكاتب والمحلل السياسي ناجي شراب قال:"إن وثيقة "السعرات الحرارية" تؤكد السياسات العنصرية "الإسرائيلية" ضد مواطني قطاع غزة، حيث تحدد "إسرائيل" الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وهي الدولة التي تتدعي القانون والديمقراطية.

وأضاف شُراب لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن "الإسرائيلي" يتمتع بمئات السعرات الحرارية، فيما يحصل المواطن الفلسطيني على 225 سُعراً حرارياً فقط، وهي سياسة عنصرية لا أخلاقية ولا إنسانية، يجب ألا يتم المرور عنها مرور الكرام.

وأكد شُراب، ضرورة التصدي لهذه السياسات العنصرية على كافة المستويات، ودراسة أبعادها الخطيرة، وتوظيف كافة وسائل الإعلام لمناقشتها ومحاربتها، مشيراً إلى أهمية حث المجتمع الدولي على القيام بدوره لوقف هذه الانتهاكات.   

كما دعا، النشطاء لفضح ممارسات الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والتويتر كونها تصل للمواطنين كافةً في دول العالم الذين يشكلون ضغطاً على صانعي القرار، مشدداً على ضرورة أن يقرأ المواطن الفلسطيني للحدث قراءة دقيقة متعمقة لكي يتم توظيفها بشكل جيد.