خبر غزة: مشاركون يؤكدون على أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية

الساعة 01:40 م|20 أكتوبر 2012

غزة

اختتم تحالف السلام الفلسطيني في غزة ورشة عمل شبابية حول التثقيف السياسي استمرت لمدة يومين بعنوان "الشباب الفلسطيني ... المشاركة السياسية والمجتمعية السلمية" وذلك ضمن المشروع الدنمركي بمشاركة العشرات من الشباب والشابات.

وتحدث في اللقاء كلاً من الدكتور هاني عودة  أستاذ التاريخ والعلوم السياسية والدكتور نبهان عمر أستاذ الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة والناشط الدكتور شاهر نصار والصحفي صالح المصري رئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم الاخبارية.

وأجمع المشاركون والمتحدثون في الورشة على ضرورة إفساح المجال أمام الشباب للمشاركة في الحياة السياسية ورسم السياسات المستقبلية.

وأكد المشاركون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني يقوض من فرص إقامة الدولة الفلسطينية.

وثمن المشاركون توجه القيادة الفلسطينية للجمعية العامة للأمم المتحدة لرفع مكانة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى دولة غير عضو  من شأنه يساعد على إنهاء الاحتلال ويكرس قواعد جديدة لعملية السلام في المنطقة.

كما أكد المشاركون على أهمية ودور الإعلام المحلي في دعم القضايا المصيرية التي تخص الشعب الفلسطيني والاهتمام بقضايا الشباب.

وطالب المشاركون بضرورة ترسيخ مفاهيم سليمة تعزز لغة الحوار بين الشباب وتعزيز دورهم في نشر مفاهيم تقبل الآخر بعيداً عن العنف والإقصاء، والتركيز على ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع.

وفي كلمة له استعرض الدكتور هاني عودة مفهوم المشاركة السياسية، موضحاً أنها عملية دخول المواطن العادي طواعية بكامل إرادته في نشاط اجتماعي تتداخل فيه مصالح الفرد مع المجموع.

وأكد أن المشاركة السياسية ترتبط بالتنشئة السياسية التي هي تهيئة الفرد باكتساب مهارات جديدة تجعله قادر على الممارسة السياسية، داعياً الشباب إلى أخذ زمام المبادرة تجاه الحالة الفلسطينية.

كما أكد على أن استمرار سياسة التهويد وتكثيف الاستيطان في أنحاء الضفة الغربية والأغوار تمنع قيام دولة فلسطينية.

وطالب عودة بالضغط على المجتمع الدولي ليكون له موقف قوي رادع لوضع حد للممارسات الإسرائيلية لأن الاستيطان يمثل عقبة كبرى أمام عملية السلام.

كما طالب عودة بانهاء حالة الانقسام باعتباره غير قانوني وغير شرعي، ومضر بالقضية الفلسطينية، داعياً في الوقت ذاته إلى توحيد الخطاب الإعلامي والسياسي الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.

وقال عودة إن ذهاب القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة خطوه مهمة نحو إقامة الدولة الفلسطينية واصفاً اياها بالمعركة حقيقية ونضال دبلوماسي تخوضه القيادة نحو إحقاق الحقوق الفلسطينية.

وحث الشباب على الخروج لدعم موقف القيادة الفلسطينية في هذا التوجه، كما طالب عودة باعادة النظر في النظام السياسي الفلسطيني باعتباره نظام مختلط وهذا ما أوجد المشكلة. ودعا إلى صياغة دستور يكفل حرية المواطن ويحاسب كل من ينتهكه ويضمن الحقوق والواجبات.

وأكد أن النظام الديمقراطي هو نظام سياسي هدفه إدخال الحريات في العلاقات السياسية القائمة، مشيراً إلى أن الديمقراطية هي الضمانة لتوفير الحريات والحقوق وفي مقدمتها.

من جانبه، أكد الدكتور نبهان عمر أهمية مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجتمعية حتى يكون لهم دور فاعل في عملية البناء والتغير الإيجابي داخل المجتمع.

ولفت نبهان إلى وجود رغبة حقيقية لدى الشباب للمشاركة في الحياة السياسية ولكنه انتقد الآليات التي يستخدمها الشباب لتحقيق هذه الرغبة.

وأكد نبهان أن لدى الشباب القدرة على إثبات دورهم في المجتمع بدليل ما يقوموا به في الضفة الغربية من مقاومة شعبية سليمة تجاه الممارسات الإسرائيلية والجدار حيث استطاعوا من خلالها أن يرسلوا رسالة واضحة  للمجتمع الدولي حول مطالب الشعب الفلسطيني.

كما أكد نبهان على أهمية المقاومة الشعبية باعتبارها  مقاومة في صلب الجماهير والتي  تعمل على تعبئة الشباب والمواطنين، مضيفاً أن المقاومة السلمية هي جزء من أشكال المقاومة.

وأكد نبهان أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الشباب ربما تكون عائق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والمجتمعية.

وأشار نبهان إلى وجود فرق بين المشاركة السياسية والتنمية السياسية، مؤكدا على أهمية الوعي السياسي لدي الشباب.

وأكد على أهمية تعزيز مفاهيم المواطنة السلمية حتى يستطيع الشباب معرفة ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات اتجاه مجتمعهم.

كما أكد نبهان على أهمية الحوار البناء بين الشباب لأنه يؤسس لعلاقات متينة بين أفراد المجتمع مبنية على أسس صحيحة، لأن العنف والخلافات لا تولد إلا العنف وهذا يؤثر على كل مقومات الحياة الاجتماعية.

بدوره طالب الناشط الدكتور شاهر نصار الإعلام الفلسطيني بالاهتمام ومنح مساحات واسعة للاهتمام بقضايا الشباب لأنهم طاقة وأمل ورجال المستقبل وهم أساس التنمية.

وشدد على أهمية الاستفادة من طاقات الشباب في استكمال أسس التنمية الشاملة في كامل المجالات، منوها إلى أن مستقبل أي مجتمع يكون نابعاً من طاقات عناصرها الشابة.

وأكد أن المجتمعات الناجحة والراغبة في تحقيق التنمية لا بد لها من الاستفادة من قدرات الشباب وتعزيز فرص مشاركتهم في عملية التنمية.

وأكد نصار أن الإعلام يعتبر أهم الوسائل الفاعلة في أي مجتمع لتغيير القيم والإتجاهات ولتعزيز أي سلوك إيجابي وتكريسه, وتهميش أي سلوك سلبي في نفس المجتمع.

وفي كلمة له لفت صالح المصري رئيس تحرير وكالة فلسطين اليوم إلى وجود قصور كبير من وسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة في تناول قضايا الشباب داخل المجتمع الفلسطيني.

وقال المصري إن وسائل الإعلام تتحدث عن أن الشباب لا يشاركون في برامجهم ولا يتفاعلوا مع قضاياهم لكن من وجهه نظري الشباب هم من يمتلكون المبادرة لطرح قضاياهم بقوة.

واستعرض المصري تجربتين للشباب نجحتا في رام الله، الأولي وهي الحراك الشبابي الذي بدا يظهر بعد الثورات العربية وأول ما طالب بأنها الانقسام واستطاع الإعلام أن يظهر دور الشباب الفاعل في عملية التغيير في المجتمع.

وأكد على ضرورة وجود حاضنة للشباب مؤكداً أن للحكومات دور كبير في تفعيل قضايا الشباب ويجب تبني قضاياهم.

وطالب باستغلال الاعلام لخدمة القضايا المهمة، كما دعا إلى وجود خطط إستراتيجية مخططة للارتقاء بالقضايا المهمة داخل المجتمع والعمل على توفير كل الاحتياجات المطلوب بالشباب.