خبر إلا نتنياهو- هآرتس

الساعة 09:42 ص|19 أكتوبر 2012

 

بقلم: يوسي سريد

لن ينافس اليسار في الانتخابات القريبة مثل لواء واحد. لن يحدث هذا ونشك في أنه يجب ان يحدث. ان الغريزة الأساسية في الحقيقة تأمر بتوحيد القوى لأنه يجب انشاء جبهة انقاذ وطنية. لكن ليس جميع المرشحين يرون أنفسهم شركاء. فيئير لبيد مثلا يمتعض حينما يسمع كلمة "يسار"، بل ان "المركز – اليسار" يسبب له طفحا جلديا. فلبيد يفضل سياسة – الهُلام، البراق والممسوح ايضا. وحينما لا يكون الامر فوق شمس مشرقة بل تحتها فما العجب من كون "الطريقة" زاهرة ومن تحولها لتصبح المشهد العام.

يعلق محللون الياقة في أعناق النفوس العاملة والمستعملة: فبسبب ذاتيتها المنتفخة لا يوجد احتمال للخلاص طرفة عين. وتعلمون ان المحللين بلا أنا تماما. لكن ليس الأنا وحدها بل توجد اسباب موضوعية لتبريد الحماسة: فليس من المؤكد ألبتة ان ضم المضمومات يزيد في القوة، وفي أكثر الحالات تكون الاجزاء اكبر من المجموع. فللرياضيات الانتخابية قوانين خاصة لأن واحدا مع واحد يكون حاصلهما احيانا واحدا ونصفا.

        لا نرى من موقع طيران العصفور الفروق بين الاجزاء لكن الناخبين كالعصافير لا يأكلون ما يشمئزون منه. ومن ذا لا يعرف العصافير الغريبة التي لو فرضوا عليها ان يكون اولمرت زعيما لفضلت ان تهاجر الى مكان عقوبة؛ ولو مسحوها بباراك لوزنت ان تقفز من برج عال؛ وما كان شاؤول موفاز ليكون فريق أحلامهم ايضا. فالحديث اذا عن أنا الناخبين اكثر من ان يكون الحديث عن أنا المنتخبين.

        ماذا نفعل اذا وكيف نسوي هذا التناقض: فمن جهة توجد ضرورة التخلص من بنيامين نتنياهو قبل ان يقع الشغب؛ وقبل ان تقوم اسرائيل وحيدة مقصاة بسبب الاحتلال؛ وقبل ان تضيق عليها حلقة القطيعة، وقبل ان تخسر حليفتها الكبرى الوحيدة. ان سؤال ماذا سيكون حل محله هل سيكون، ولا تقولوا انكم لم تسمعوا، فهو يثور مثل صوت داخلي من بطونكم ايضا. الحقيقة أن نتنياهو لم يبدأ "حروبا لا داعي لها" ساعد على نشوبها، لكن الانتحار ممكن ايضا بوجبة زائدة من الأفيون الوطني للجماهير أو بحبة منوم وسم تقرير ادموند ليفي. ألا ينام حارس اسرائيل؟ لماذا ينام حينما يقطعون اشجار الزيتون ويقطعون بذلك الغصن الذي تجلس الصهيونية عليه.

        كل هذا من جهة – أعني ابعاد الخطر القريب والمحقق؛ ومن جهة ثانية – عدم القدرة أو عدم الاستعداد لانشاء جبهة الانقاذ فورا والوقوف في الصف الامامي منها. الاتحاد أو اللااتحاد – ليس هذا هو السؤال الآن. وليس الجواب في الاتحاد خصوصا بل بالتعاون بناءا على الخوف الوجودي المشترك من النار المقدسة التي ستأكل كل شيء. لا لقائمة واحدة ونعم لمهمة واحدة: ليكن الجميع إلا نتنياهو وإلا ورثة رحبعام زئيفي ومُخلدي ذكراه. فقد أقسم "المركز" ايضا ان يضع حدا لهذه السلطة الداروينية والدواوينية ايضا، واذا لم ينجح في ان يهزمها فسينضم اليها بما يجلب عليه الخزي والكارثة لأن المعارضة في اسرائيل تعتبر لعنة وتعطلا.

        هذه هي الخطة الدنيا لاسقاط السلطة وتغييرها: يجب على كل من ليس "ليكوديا بالدم" أو "شريكا طبيعيا" ان يكشف عن أوراق لعبه قبل الأوان وأن يعلن بأن ولاءه الأولي هو لائتلاف مختلف. ونلتزم نحن جميعا يهودا وعربا مسبقا ان نوصي رئيس الدولة بمرشحنا البديل لرئاسة الوزراء؛ ممن حصل من بيننا على أكبر عدد من الاصوات – وليكن من كان إلا بيبي.

        هذا هو القدر الأدنى الضروري ولا يحل الاكتفاء بأقل من هذا ولا يحل التصويت بيقين. وهكذا فقط سنعلم من لنا – مواطني اسرائيل الذين يفترسهم القلق – ومن لليبرمان الذي استطاع ان يلتزم لصديقه. سنتعلم منه كيف نبني كتلة حسم. قد لا يكفي هذا للفوز في صناديق الاقتراع هذه المرة لكن من المؤكد انه سيسهم في نقاء أوراق اللعب استعدادا للمرة القادمة.