خبر تقديرات أولية: عودة درعي تهدد بخسارة الليكود خمسة مقاعد لصالح « شاس »

الساعة 08:36 ص|19 أكتوبر 2012

وكالات

اهتمت الصحف الإسرائيلية وأبرز محلليها صباح اليوم، الجمعة، بتداعيات قرار "شاس" تشكيل قيادة ثلاثية "ترويكا" تضم إيلي يشاي وأريه درعي والوزير أريئيل أتياس على المعركة الانتخابية في إسرائيل، وعلى حجم المقاعد التي سيحصل عليها لليكود مع عودة درعي منتصرا إلى صفوف قيادة شاس. وأجمع ثلاثة من كبار محللي السياسة الحزبية في إسرائيل، ناحوم برنيع وسيما كدمون (يديعوت أحرونوت) ويوسي فيرتير (هآرتس) أن عودة درعي تعني قبل كل شيء خسارة كبيرة لليكود لأصوات  أبناء الطوائف الشرقية، لا سيما وأن ذلك تزامن مع اعتزال أبرز نجم شرقي في كتلة الليكود، الوزير موشيه كحلون.

واعتبر المحللون الثلاثة أن عودة درعي تعني مصدر قلق و"وجع رأس" كبير لبنيامين نتنياهو، الذي على الرغم من تقدمه في الاستطلاعات على خصومه إلا أنه لا ينجح في زيادة عدد المقاعد التي حصل عليها الليكود في الدورة الماضية، بل إنه يفقد عددا من المقاعد تبعا للتشكيلات الحزبية المختلفة التي قد تفرزها المعركة الانتخابية الحالية.

ويرى هؤلاء، واعتمادا على تقديرات أولية لرئيس الكنيست رؤوبين ريفلين، أوردها ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت" اليوم، أن الليكود من شأنه أن يفقد خمسة مقاعد لصالح حركة "شاس". لكن متاعب نتانياهو من عودة درعي للصفوف الأولى في قيادة "شاس" لا تقف عند هذا الحد. إذ تبيِّن سيما كدمون مثلا، أن وجود درعي في القيادة وزيادة مقاعد "شاس" بخمسة مقاعد يتيح للأخير مثلا أن يكسر  الحلف القائم مع الليكود، واستغلال موازين القوى التي ستفرزها الانتخابات لابتزاز أكبر حزبين من حيث عدد المقاعد بعد الانتخابات، والانتقال من الائتلاف مع الليكود إلى ائتلاف حكومي جديد سواء قادته شيلي يحيموفيتش في حال حصل حزب العمل على أكثر من 20 مقعدا، أو مع قائمة يترأسها أيهود أولمرت، تتوقع لها الاستطلاعات التفوق من حيث عدد المقاعد على عدد المقاعد التي سيحصل عليها الليكود.

وفي هذا السياق يرى برنيع مثلا، أن نتنياهو الذي أطلق المعركة الانتخابية في جو من التفاؤل بكونه الفائز حتما في الانتخابات، قد يجد نفسه مضطرا لبذل جهود كبيرة لحماية هذا التفاؤل، وتفادي انتقال المقاعد لـ"شاس" والوسط، ومن ثم لاحقا كسر ميزان القوى الحالي بين كتلة اليمين وبين كتلة الوسط واليسار، في حال تمكنت الكتلة الأخيرة من بناء توليفة انتخابية تهز ثقة نتنياهو بنفسه.

أما يوسي فيرتر فاعتبر في "هآرتس"، أن عودة درعي تعني العودة إلى السياسات الشرقية والخطاب الطائفي المدافع عن أبناء الطوائف الشرقية وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية السيئة مقارنة بالطوائف الغربية. لكن فيرتير يؤكد مع ذلك أن نتنياهو قلق من درعي لكون الأخير مشاكسا ومراوغا قد يسبب له متاعب كبيرة مقارنة بالولاء والخضوع الذي ميز "شاس" تحت قيادة إيلي يشاي.

ويوضح فيرتير، أنه على الرغم من كل الاستطلاعات، فإن نتنياهو على قناعة راسخة أن أحدا لن يتمكن من ضرب وحدة تحالف اليمين القائم على ائتلاف الليكود و"يسرائيل بيتينو" وأحزاب الحريديم المختلفة، فهو (أي نتنياهو) مثلا يدرك أن أيا من مرشحي اليسار أو الوسط لن يتمكن من بلورة جسم يملك تأييد 59 عضو كنيست يوصون رئيس الدولة بتكليف مرشح اليسار بتشكيل الحكومة القادمة، بينما يعمل نتنياهو لضمان جسم يملك 61 عضوا يمكنهم طلب تكليفه هو بتشكيل الحكومة، وبالتالي فإن نتنياهو عاقد العزم على تشكيل ائتلاف حكومي قادم يشمل أيضا إذا تسنى الأمر حزب العمل وحزب يئير لبيد حتى لا يكون ائتلافه مرهونا بنزوة سياسي أو حزب دون غيره.