خبر حتى الزواج ممنوع بين الضفة وغزة

الساعة 08:05 ص|19 أكتوبر 2012

وكالات - الحياة اللندنية

التقى علي بطحة من الضفة الغربية، ورحاب أبو حشيش من قطاع غزة على مقاعد الدراسة في جامعة بير زيت في الضفة الغربية عام 2000، وعاشا قصة حب قادتهما إلى الزواج. لكن، لم يكن الشاب والفتاة يعلمان في ذلك الوقت أن السياسة الإسرائيلية تتجه إلى فصل قطاع غزة بالكامل عن الضفة، ومنع أي تواصل بينهما، بما في ذلك حتى الزواج.

وقال علي (31 عاماً) لـ «الحياة»، إن رحاب وهي في العمر ذاته، عادت إلى قطاع غزة عندما تخرجت في الجامعة عام 2004، ومنذ ذلك الحين لم تسمح لها السلطات الإسرائيلية بالعودة.

وأمام منع رحاب من دخول الضفة، ومنع علي من دخول غزة، قرر الخطيبان الزواج في منطقة ثالثة، فتوجها إلى دبي عام 2007، وأجريا مراسيم الزواج، آملين في أن تسمح لهما السلطات الإسرائيلية بالعيش معاً في بيت الزوج في قرية بتير التاريخية جنوب الضفة الغربية، بعد تقديم عقد زواج الشرعي.

وقال علي: «كتبنا عقد الزواج، وتوجهنا إلى الجسر (المعبر الحدودي بين الأردن والضفة)، وقدمنا للإسرائيليين عقد الزواج والبطاقات، لكنهم رفضوا السماح لرحاب بالدخول معي».

عاد الزوجان الخائبان من جديد إلى دبي، وأخذا يعملان هناك بانتظار حدوث تغيير يسمح لهما بالعيش معاً في بلدهما، لكن ذلك لم يحصل.

وكعادته، لم يتوقف الحنين إلى الوطن من الطرق على باب علي ورحاب، فقرر علي العودة إلى الضفة، ورحاب إلى غزة، وأخذ كل من جانبه يبحث عن وسيلة تجمعهما معاً في بيت واحد في وطنهما.

قال علي بمرارة: «لم أترك باباً إلا وطرقته، وكان الجواب واحداً: الأمر في يد الإسرائيليين».

وقطعت السلطات الإسرائيلية الروابط بين غزة والضفة لدى اندلاع الانتفاضة عام 2000، لكنها أبقت على الروابط الرسمية. وبعد انسحاب إسرائيل أحادياً من قطاع غزة عام 2009، جعلت حتى الروابط الرسمية ضمن الحدود الدنيا، واتبعت سياسة تقوم بفصل القطاع بصورة تامة عن الضفة.

وقال علي: «وجدنا أنفسنا نعيش أمام خيارين، إما الانتظار بحثاً عن تغيير يسمح لرحاب بالدخول إلى الضفة والعيش معي، أو أن نبحث عن وطن ثان، ولأن الغربة قاسية، قررنا الانتظار».

لكن السؤال الذي يطرق باب العروسين اللذين يمضي بهما الزمن من دون رحمة هو: إلى متى يمكنهما الانتظار؟