خبر صعود « درعي » الصاروخي يغير حسابات الانتخابات الإسرائيلية

الساعة 07:04 م|18 أكتوبر 2012

وكالات

عاد حزب شاس الديني المتشدد في إسرائيل إلى الأضواء زعيما سابقا يحظى بشعبية كبيرة بعد غياب استمر 13 عاما منها عدة سنوات في السجن، وهو ما قد يحرم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من بعض الأصوات في الانتخابات التي ستجرى في 22 من يناير.

وأعلن حزب شاس في وقت متأخر أمس الأربعاء، أن أرييه درعي (53 عاما) انضم إلى القيادة الثلاثية الجديدة للحزب في الانتخابات العامة التي تتوقع استطلاعات الرأي أن تتيح لنتنياهو الاستمرار في منصبه.

ويحظى حزبا شاس وليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو بتأييد واسع في أوساط اليهود المتدينين من ذوي الأصول الشرق أوسطية، وهو ما يعني أن عودة درعي يمكن أن تحرم حزب نتنياهو من كثير من الأصوات.

وحقق درعي صعودا صاروخيا على الساحة السياسية في إسرائيل. وعين وزيرا للداخلية في عام 1988، ليصبح أصغر عضو على الإطلاق في حكومة إسرائيلية في سن التاسعة والعشرين.

وانضم درعي إلى حكومة إسحق رابين في عام 1992 وأعطى حزبه تأييدا مهما للزعيم الراحل عندما سعى للحصول على موافقة البرلمان على اتفاق أوسلو للسلام الذي وقعته إسرائيل مع الفلسطينيين في عام 1993.

لكن سقوط درعي بدأ بعد ذلك مباشرة عندما دفعته المحكمة العليا للاستقالة من الحكومة في عام 1993 في اتهامات فساد. وبقي زعيما لحزب شاس حتى عام 1999 عندما حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لتلقيه رشوة.

ويشغل حزب شاس 11 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، ويعتبر الحاخام عوفاديا يوسف (92 عاما) زعيمه الروحي الذي بارك اتفاق القيادة الأخير الذي أجبر وزير الداخلية ايلي يشاي على اقتسام السلطة مع درعي الأقل تشددا.

وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليسارية اليوم الخميس أن حزب شاس إذا تولى زعامته درعي سيفوز بثلاثة مقاعد إضافية في البرلمان في الانتخابات المبكرة التي دعا إليها نتنياهو بعدما فشلت حكومته في الاتفاق على ميزانية الدولة لعام 2013.

وقال كاميل فوكس (من جامعة تل أبيب) الذي أجرى الاستطلاع لراديو الجيش "درعي سيحصل على هذه المقاعد من ليكود".

وقال موقع صحيفة يديعوت أحرونوت على الإنترنت إن درعي يشغل الترتيب الثامن والخمسين "لأعظم إسرائيلي" في كل العصور في قائمة تضم 200 اسم. ويحتل الموقع قمة المواقع الإخبارية الإسرائيلية على شبكة الإنترنت، كما جاء في مسح أجري عام 2005.

وذكر استطلاع صحيفة هاآرتس اليوم الخميس أنه إذا قرر رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت دخول السباق وشكل تحالفا مع أحزاب الوسط فإن كتلتهم الجديدة ستحصل على 25 مقعدا في البرلمان مقابل 24 لحزب ليكود.

لكنه وجد أيضا أنه إذا جاء ليكود في المرتبة الثانية في الانتخابات فإن نتنياهو سيتمكن من تشكيل حكومة مع الأحزاب القومية والدينية بما فيها حزب شاس.

ويمكن أن تتغير هذه المعادلة إذا تحرك حزب شاس في ظل القيادة المشتركة لدرعي نحو اتجاه الوسط. وفي السابق انضم حزب شاس إلى حكومات برئاسة أحزاب تنتمي إلى اليمين وإلى اليسار والوسط مقابل فوائد لمؤيديه وهم من الإسرائيليين الأقل دخلا.

واستقال أولمرت من منصب رئيس الوزراء في عام 2008 بشأن مزاعم فساد، ومنذ ثلاثة أشهر برأت ساحته من أخطر الاتهامات مما فتح الطريق أمام عودته. وقال مساعدون إنه يفكر في خوض الانتخابات ويتوقع على نطاق واسع أن يكشف عن نواياه خلال الأيام القادمة.

وفي حالة درعي فإن أنصار الحزب قالوا إنه كان ضحية تمييز من جانب "النخبة" من يهود الاشكينازي ذوي الأصول الأوروبية الذين هيمنوا لفترة طويلة على السياسة الإسرائيلية.

وحصل شاس على 17 مقعدا، وهو أفضل أداء له على الإطلاق، في انتخابات عام 1999 التي أعقبت إدانة درعي.

وبقي درعي بعيدا عن دائرة الضوء إلى حد كبير منذ إطلاق سراحه من السجن بموجب عفو في عام 2002 . وقال زملاؤه إنه كان يركز على الدراسات الدينية والعمل الخيري مع الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع السياسيين العلمانيين البارزين.

وفي العام الماضي أعلن أنه يعتزم خوض الانتخابات قائلا إنه يشعر بأنه بإمكانه أن يجلب الأمل للإسرائيليين.