خبر بيبي صادق القول- يديعوت

الساعة 10:37 ص|18 أكتوبر 2012

بيبي صادق القول- يديعوت

بقلم: امنون ابراموفيتش

كانت الجلسة الافتتاحية الشتوية للكنيست جلسة افتتاح لمعركة الانتخابات ايضا. وأراد رئيس الوزراء نتنياهو تفويضا من جديد وولاية ثالثة. وكان توجهه الى الجمهور، في رأيي على الأقل، منظما وصحيحا بل احتفاليا. من المؤسف فقط انه لم يتجرأ على ان يكتب خطبة شخصية وحقيقية وصريحة من غير خشية ان يعبر عن نقاط ضعف في طبيعته ورأيه. وها هو ذا اقتراح غير مُلزم لمضمون ممكن لنتنياهو، لخطبة بديلة.

أيتها الرفيقات والرفاق،

إسمحوا لي ان أصدقكم القول، انسانا لناس. سأعترف لكم ولن أخجل: أنا لست انسانا حرا. لست حرا. فأنا محتجز بين شينين، سارة وشلدون، من جهة وبين مجموعتي ضغط قويتين، المستوطنين والحريديين من جهة ثانية.

إنني لأعلم ان اسرائيل في سنوات ولايتي قد أخذت تبتعد عن الدولة القومية للشعب اليهودي واقتربت من دولة ذات قوميتين؟ أولست أعلم أن آلافا هاجروا من البلاد واستصدر عشرات آلاف آخرون جوازا اجنبيا؟ وان العزلة الدولية قد قويت؟ وان علاقاتنا بالولايات المتحدة قد ساءت الى حد الرعب؟.

حلمت بأن أهاجم ايران، صحيح، لكن اهود باراك خدعني. فقد زدت له ميزانية الدفاع بمليارات وهو شيء أحدث الفجوة في ميزانية الدولة. لكنه بدل ان يجابه أعداء اسرائيل اختار ان يجابه رئيس هيئة الاركان وهيئة الاركان العامة. لقد أضلني وكنت مغفلا.

أعدت جلعاد شليط الى البيت وليس هذا أمرا يستهان به، فقد استسلمت للارهاب بدل ان أجعله يستسلم. ونقضت مبادئي ونذري. وهي مباديء كتبت فيها كتبا وخطبت خطبا وبنيت حياتي المهنية عليها. ولم يكن ذلك سهلا علي لكن توجد لحظة يجب ان تعلم فيها كيف تتخذ قرارا قياديا.

(صيحة معترضة: نفذت 100 استطلاع للرأي عن جلعاد شليط في مدة ثلاث سنين. لست زعيما ولست قائدا بل أنت مقود).

أيها الرفاق، ان السياسة عمل بهلواني يوجب المرونة والخفة والكلام المزدوج من طرفي الفم. فها أنا ذا قد خطبت خطبة بار ايلان التي تحدثت عن دولتين للشعبين وحظيت بالمدح في أنحاء العالم. وبعد ذلك تمت استضافتي في معهد مركاز هراف الديني وحظيت هناك بهتاف مجلجل.

(صيحة اعتراض: من الذي خدعته علنا – العالم أم طلاب مركاز هراف؟).

أصدقائي الأعزاء، أردت جدا ووعدت بتنفيذ اصلاحات كبيرة، وثورات وبأن أقلب الجهاز العام رأسا على عقب. لكن طريقة الحكم لا تُمكّن من ذلك. لا يمكن التحرك.

(صيحة اعتراض: كان عندك ائتلاف ضخم. وكان رؤساء حكومات صنعوا أمورا أكبر مع ائتلافات أصغر).

اجل، كان عندي ائتلاف ضخم من 94 نائبا. كنت أرغب مثلا في تحرير الميزانية من قبضة الحريديين. وان أُفرّق الاجهزة الضخمة للتربية الحريدية. وأن أوجه مئات آلاف الرجال والنساء الى سوق العمل. فقد كان هذا سيجعل انتاجنا الوطني العام يقفز في طرفة عين الى أعلى. لكن الحقيقة انه لم تكن عندي الشجاعة! أُذكركم بأنني حينما كنت وزير مالية قلصت مخصصات الاولاد. وقرر بنك اسرائيل ان سياستي هذه قللت بصورة حادة الولادة بين البدو والحريديين وحثتهم على الخروج للعمل. بيد انه نجمت مشكلة آنذاك فقد أصدر الحاخام عوفاديا يوسف فيّ فتوى واضطررت الى التراجع عن ذلك. فذهبت اليه على أربع وأقسمت له ان ما كان لن يكون.

فيما يلي من المساء سيخطب هنا رئيس المعارضة شاؤول موفاز وأنا لا أحسب له حسابا. وستخطب بعده رئيسة العمل شيلي يحيموفيتش. وتهب لها استطلاعات الرأي 20 نائبا. أيتها السيدة يحيموفيتش، أنت سياسية شابة. فاسمحي لي ان أقول لك ان حزب العمل من وجهة تاريخية يحصل في الانتخابات على أقل مما يحصل في استطلاعات الرأي بـ 20 في المائة. وعلى كل حال ستكون حكومتي مفتوحة لك وسأُسوي أنا وأنت أمورنا. ستتشاجر شعاراتنا. ولن تكون عندي مشكلة في ان أُسمي الحكومة "حكومة الليكود الوطنية الاشتراكية الديمقراطية". ما الذي يفصل بيننا؟ أهو السلام؟ انه يعني بالنسبة اليك الحمص في دمشق، ويعني بالنسبة إلي الطحينة في رام الله. أهي المستوطنات؟ إننا نُجل المستوطنين ومشروعهم. أنا بقدر أقل وأنت بقدر أكبر. أهم الحريديون؟ كلانا مستعد للاستجابة لهم، أنا بالسر وبخجل، وأنت في العلن وبفخر. فما الذي بقي؟ أنت تُعادين الاتحادات الكبيرة وأنا أُعادي اللجان الصغيرة. وقد حطمنا وسحقنا الاتحادات. وسأُصالحك على اللجان، على حساب البيت.

يوجد سياسي شاب غير موجود هنا، لكنه سيوجد هنا من غد الانتخابات واسمه يئير لبيد. أنا أوده وأخافه في آن واحد. وأنا عالِم بالطاقة الكامنة فيه. فهو يُذكرني بنفسي في شبابي: فهو وسيم ومثقف وفصيح ويؤيده أصحاب مال. وأنا أُقدّر انه سيحصل على 10 نواب على الأقل بل على أكثر من ذلك، على 14 الى 15 نائبا. فماذا سيفعل بنوابه؟ هل يحزمهم ويمضي ليجف في المعارضة مع زهافا غلئون؟.

(صيحة اعتراض: ماذا عن اولمرت؟ أنت تخشى اولمرت!).

هُراء. لم يكن اولمرت قط ذا شعبية وشهد بذلك هو نفسه. وهو ايضا مغفل وأبله. وقد حصل على دعم سياسي بلغ 30 ألف دولار من داعمه. وأنا أحصل من سيدي ومُستعملي على دعم سياسي يبلغ عشرات الملايين من الدولارات. فقد حصل على القروش في مغلفات. وأنا أحصل على الملايين على صورة أوراق صحيفة. فقولوا أين هو وأين أنا؟.