خبر الجهل والسخافة- معاريف

الساعة 11:09 ص|17 أكتوبر 2012

الجهل والسخافة- معاريف

بقلم: نداف هعتسني

        (المضمون: يوجد يهود في الولايات المتحدة لا تهمهم اسرائيل. ولكن الجالية الاكبر هي جالية الجهلة – الذين لا يفهمون بان اوباما خطير علينا - المصدر).

        البائع في محل أدوات الابحار كان قاطعا وحاسما ما أن سمع أني من اسرائيل: "اعتذر عن رئيسنا"، قال ومن هنا بدأ بحوار من طرف واحد قاسٍ ومرير ضد الرئيس اوباما، المصيبة التي يوقعها على الولايات المتحدة وأفكاره تجاه اسرائيل. البائع كان أبيض، غير يهودي على نحو ظاهر وتماما ليس من الطبقات الميسورة. التقيته الاسبوع الماضي في مدينة صغيرة في فلوريدا، احدى الولايات الاساس في الانتخابات الامريكية المقتربة. ومع ذلك، ما شخصه البائع غير اليهودي – الخطر على اسرائيل – رفض قبول مدقق حسابات يهودي، من الطبقة الوسطى، التقيته قبل يوم من ذلك. بعد ساعة طويلة من عدم التوافق قلت له اني آسف وآخذ الذنب علينا لاننا، نحن يهود اسرائيل، فشلنا في ان نجسد امامه وأمام يهود الولايات المتحدة الذين يكترثون لنا شدة الخطر الكامن في ولاية ثانية لادارة اوباما. هكذا، دون معطيات وانطلاقا من محاولة التهدئة النفسية، قال لي في النهاية محاوري: "الولايات المتحدة لن تخوزق اسرائيل ابدا، فعل تعرف لماذا؟ لاننا نحن اليهود نسيطر هنا".

        بجملة واحدة تلخص الجهل والسخافة. جهل غير معني حقا وليس ضالعا في التماثل الاساس لبراك اوباما مع الامة الاسلامية ومظاهره في الولاية الحالية. اما السخافة فهي سخافة من يعفي نفسه بالكليشيهات عديمة الاساس وخطيرة، من الافضل على الاطلاق الا يقولها بصوت عالٍ.

        الجمهور الامريكي مستقطب ومغتاظ، مثلما لم يكن ربما منذ الحرب الاهلية. وفي ظل كل هذا، يلعب العامل الاسرائيلي دورا هاما، ولكنه يتجاوز قسما هاما من اليهود الامريكيين. في الجالية اليهودية تجرى أمسيات اعلامية للشرح والاقناع، حيث يعرب مؤيدو رومني عن كراهيتهم لاوباما مرتين – مرة بسبب الولايات المتحدة ومرة بسبب اسرائيل. ووجدت بينهم مظاهر من المشاعر لاوباما على مستويات من الصعب ايجادها اليوم بين المعسكرات السياسية في البلاد. ولكن الكثير من الديمقراطيين القدامى يرفضون التصديق لماذا يتنكرون لهم في الطرف الاخر. وهم يطرحون نقاطا لا بأس بها عن اجهزة الصحة والتعليم الاشكالية في الولايات المتحدة، ولكن ليس لديهم اي ذخيرة في الموضوع الاسرائيلي. وهم يسطحون الامر ويتمسكون بكلمات فارغة ويحافظون على المشاعر الديمقراطية فقط لانهم لم يتعرفوا على الحقائق بكامل حدتها. يوجد يهود لا تهمهم اسرائيل، يوجد أناس يساريون يريدون أن ينقذوا اسرائيل من نفسها، ولكن الجالية الاكبر هي جالية الجهلة. وعندهم لم يحسم الامر بالنسبة لاوباما: تماثله الاساس مع العرب، انعدام الفهم لطبيعة العالم الاسلامي، وحقيقة أنه كرئيس في الولاية الثانية من شأنه أن يدخل في مواجهة مباشرة معنا، صحيح أنه لا يمكنه ان يهزمنا، ولكنه سيلحق أضرارا جسيمة. حكومة اسرائيل، بطبيعة الاحوال، لا يمكنها أن تدير حملة صريحة ضد الادارة الامريكية، ولكن يجب ابداء الابداعية وحث من يمكنه حقا أن يعطي نزالا أخيرا في المعسكر اليهودي الديمقراطي وتفجير فقاعة الجهل والتجاهل. طرح الحقائق وايقاف اليهود أمام ضمائرهم، دون قدرة على التمسك باقوال جانبية مخلولة. يحتمل أن يكون الوقت لم يفت بعد. لعله يمكن اقناع قسم من اليهود الديمقراطيين بعدم التصويت. لان التصويت هذه المرة قد يحسم باصوات قليلة وفي أماكن تجمع اليهود مثل فلوريدا. ولهذا فان كل جهد مجدٍ وكل فشل قد يكون محمل بالمصائر للولايات المتحدة ولنا على حد سواء.