خبر تأخر الرواتب وتجزئتها..يوقف حال مشاريع المواطنين الخاصة

الساعة 08:27 ص|17 أكتوبر 2012

غزة (خـاص)

تراجعت المواطنة أم تامر عوض الله من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، عن الاستعدادات التي أتمتها لإعادة تأهيل منزلها وترميمه، وذلك بعد أن تيقنت بوجود تذبذب في صرف الرواتب وتأخرها بشكل مستمر منذ عدة أشهر.

عوض الله (33 عاماً)، موظفة وتعمل لدى حكومة رام الله، بدأت تخشى من البدء بمشروع ترميم منزلها الذي يحتاج لأكثر من 12 ألف دولار لإعادة تأهيله، وذلك نظراً لأزمة الرواتب التي تراوح مكانها، ولم تعد منتظمة كما كانت في السابق.

وأوضحت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنها لا ترغب بالمغامرة في دفع مالديها من أموال قامت بجمعها خلال السنوات الماضية، من أجل إعادة ترميم المنزل، ومن ثم تتعرض لأزمة اقتصادية في منزلها جراء تأخر رواتبها وتجزئتها، منوهةً إلى أنها قررت تأجيل مشروعها الخاص لحين الانتظام في مسألة الرواتب.

وكان مجلس الوزراء برام الله أعلن بالأمس، أنه سيتم صرف نصف الراتب لجميع الموظفين، وبما لا يقل عن 1500 شيقل، ولا يزيد عن 4000 شيقل وذلك يوم الخميس المقبل، مؤكداً استمرار الجهود لصرف دفعة أخرى قبل عطلة عيد الأضحى المبارك.

المواطن أكرم أبو حسنين لم يكن أفضل حالاً من عوض الله، حيث أكد أنه دخل جمعية مالية-  (مشاركة مجموعة من الأفراد في دفع مبلغ مالي شهرياً ليحصل عليها شخص واحد كل شهر)، لكن جميع الموظفين التابعين لحكومة رام الله قد تراجعوا عن المشاركة بسبب تأخر الرواتب وتجزأتها.

ونوه أبو حسنين لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن انسحاب العديد من الموظفين من تلك الجمعية قد أثر على استمرار ما بدأ به من تسديد ديون شراء أرضه، وهو ما انعكس سلباً عليه، خاصةً أن العديد ممن استدان منه بدؤوا يطالبونه بأموالهم.

الطالبة الجامعية ألاء الشيخ (21 عاماً) التي تدرس قسم التربية بجامعة الأقصى، تشير إلى أنها بدأت بمشروع خاص بها وهو تعليم الطلاب دروس خصوصية لزيادة دخلها، نظراً لأن راتب والدها الموظف لم يعد يكفِ لمصروفاتها الجامعية، كما أن تأخيره يحدث لها العديد من المشكلات.

وبينت لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن عائلتها دائماً ما تخصص مبلغاً للطوارئ من راتب والدها، لكن تأخر الرواتب والاضطرار إلى تسيير أمور المنزل هو ما يوقع العائلة بمشكلات اقتصادية.

جدير بالذكر، أن قطاع غزة يعاني حالة كساد كبيرة لم يسبق لها مثيل خاصةً مع عدم صرف رواتب الموظفين وتزايد معدلات البطالة والفقر، حيث بلغ معدل البطالة 28.4% في غزة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون الغزيون دفعت العديد من ربات البيوت للعمل في مهن لم يعتدن عليها من قبل, فبعضهن عمل في مجال التدريس في رياض الأطفال, وأخريات فتحن بيوتهن كحضانات لأبناء النساء العاملات، وأخريات يبعن مشغولات يدوية ومطرزات.