خبر أبو مرزوق: لماذا يتم تجاهل « إسرائيل » مما يحدث في سوريا؟

الساعة 05:15 م|16 أكتوبر 2012

القبس الكويتية

قال نائب رئيس المكتب لحركة حماس موسى ابو مرزوق انه لن يرشح نفسه لانتخابات المكتب السياسي.

وفيما يلي نص الحوارالذي اجرته مع صحيفة "القبس "الكويتية:

سألت الرجل الثانى في حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق ما إذا كان سيرشح نفسه لمنصب الرجل الأول في الحركة، فأجاب «لا أحد يرشح نفسه في حركتنا.. هناك سلسلة من الترشيحات تبدأ من المستويات المختلفة. والذي يتولى أي موقع في حماس يصبح في دائرة النار، وتقع عليه مسؤولية شاقة أمام الشعب الفلسطيني».

ما قاله أبو مرزوق، الذي يستقر هذه الأيام في القاهرة بعد أن خرجت قيادات حماس من دمشق، يؤكده الواقع. فالرجل محاط بعدد من الحراس الأشداء، ومن المؤكد أن ما حدث لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في عمان عندما حاول جهاز الموساد اغتياله عام 1997 لا يزال درسا ماثلا أمام الجميع. كما أن وجود الحركة في مصر مفتوح على مخاطر عدة مع وجود سفارة لإسرائيل ولرجال مخابراتها وغيرها من الدول التي تعتبر حماس منظمة إرهابية، وقادتها إرهابيين.

ورغم أن جماعة الإخوان المسلمين (الحركة التي ولدت حماس من رحمها) على سدة الحكم في مصر اليوم، يبقى الاحتياط واجب، لاسيما أن حماس تعيد تقديم نفسها لمختلف القوى السياسية المصرية وبشكل مباشر حتى تلك التى تختلف جذريا معها، مثل قيادة حزب التجمع اليساري وزعيمه الدكتور رفعت السعيد الذي كان المحطة الثانية للقاءات التي أجراها أبو مرزوق في القاهرة مؤخرا.

سايكس- بيكو

أبو مرزوق الذي يبدو أقرب الى بنية المقاتلين، والمولود في معسكر كندا في رفح على الخط الحدودي بين مصر وفلسطين عام 1951، قال لـ القبس، متسائلا «كيف تستمر حدود مؤامرة سايكس ـ بيكو واتفاقيات أوسلو وباريس، بينما يدفع الشعب الفلسطيني الى اليوم ثمنا لهذه المؤامرة الاستعمارية وللاتفاقيات الجائرة من حصار وتجويع وحروب؟».

وردا على سؤال ما إذا كان تدمير حدود سايكس ـ بيكو سيكون على حساب مصر، أجاب:

لا يوجد فلسطيني واحد يريد، أو حتى يقبل، بحل القضية الفلسطينية على حساب مصر. والإخوان والشيوعيون الفلسطينيون أفشلوا مشروع توطين فلسطينيين في سيناء عام 1954، وحين اقتحم الفلسطينيون حدود سايكس ـ بيكو في أعقاب عدوان إسرائيل على غزة وتدميرها في عام 2008 دخلوا للحصول على احتياجاتهم المعيشية وعادوا أدراجهم. والمصريون تفهموا ذلك. فمن الطبيعي جدا أن نلجأ الى مصر على مختلف المستويات.

الأنفاق

ولكن الأنفاق تخرب الاقتصاد المصري؟

ـ هناك نوعان من الأنفاق الموجودة شرق معبر رفح تسيطر عليها إسرائيل التي من خلالها تنفذ الى سيناء برجال مخابرات تحت لافتة تجار وسياح وغير ذلك. أما الأنفاق التي تتابع حماس عملها من خلالها فهي تعمل على توفير الاحتياجات الأساسية وبقيمة مالية محدودة وبأسعار عالية، لأن هناك تجارا يستغلون الموقف حيث تدخل بضائع بمليار و300 ألف جنيه سنويا. والحركة تحصل قرابة خمسة ملايين دولار تصرف على الخدمات. ثم إننا نريد إغلاق الأنفاق وإقامة منطقة تجارة حرة مع مصر، وفتح معبر رفح أمام البضائع. ويجب ألا تتحول المعابر الى جزء من كامب ديفيد.

والأسلحة والمخدرات والإرهابيون الذين يتدفقون الى مصر؟ والعمليات العسكرية ضد إسرائيل التي تشن من الأراضى المصرية؟

ـ مصر تركت الأنفاق تعمل وتجاهلت وجودها (من أيام حسني مبارك) لأنها تعرف ما الذي يدخل الى أراضيها. المشكلة في سيناء التى امتلأت بالتكفيريين، ولا يوجد في غزة سوى أعداد محدودة منهم.

التكفيريون خرجوا من مصر، وقلت للإخوة في المخابرات المصرية أن الحل ليس عسكرياً في سيناء بالدرجة الأولى، وتجب متابعة نشاط إسرائيل هناك أمنياً. ومن الغريب أن يتم تبرئة إسرائيل واتهام حماس والمنظمات الفلسطينية وتصدر اتهامات بإطلاق نار من غزة أثناء عملية رفح.

دور مصر

ستتوقف مثل تلك الاتهامات بعد أن أصبحتم في رعاية الإخوان ومن أهل البيت!

ـ الوضع قد يكون أصعب علينا، والدليل خطاب الرئيس محمد مرسي عن الحكم الذاتي للفلسطينيين، ثم رفض مشروع المنطقة الحرة.. وأملنا أن تعود مصر تهتم بالقضية الفلسطينية بعد مسارات فاشلة مثل مسار أوسلو. ومؤخراً طلبنا أن تمارس مصر دورها لإتمام المصالحة الفلسطينية بعد أن تنازلت حماس عن انعقاد البرلمان رغم أنه حق لها وطلبنا حكومة بدون مشاركتنا تقوم بإعمار غزة ودمج الأجهزة الأمنية والوزارات بين الضفة الغربية وقطاع غزة وكسر الحصار، وتهيئة الأجواء للانتخابات، وحرية العمل السياسي في الضفة والقطاع، وتشكيل لجنة قضائية تشرف على الانتخابات. ونأمل أن تنجح مصر الآن في تحقيق المصالحة.

جيش مقاوم

لكن الرئيس محمود عباس لا يريد المقاومة المسلحة ويراهن على الاعتراف الدولي من الامم المتحدة. هل اوقفتم انتم المقاومة المسلحة؟

ـ حركة حماس تعد جيشا مقاوما مسلحا بشكل قوي، وإذا صارت أي حرب ستجد إسرائيل أنها أمام مقاومة مختلفة، ولن تستطيع احتلال غزة مرة ثانية. وقد فككت المستوطنات القريبة وأقرب مدينة (أشدود) تقع على بعد 30 كلم. وهناك بعض المستوطنات في غلاف غزة وأي صواريخ تطلق عليها الآن لن تكون فاعلة. حماس اتفقت مع بقية الفصائل على إيقاف إطلاق الصواريخ، ولكننا لا نمنع الرد على أي عدوان.

أما حكاية الاعتراف الدولي وطلب العضوية فتلك مناورة من أبو مازن الذي لن يضحي بـ450 مليون دولار يحصل عليها من الولايات المتحدة. والدول العربية لن تؤمن له هذا المبلغ. ولهذا لن يمضي عباس في تحدي واشنطن.

الخروج من دمشق

لماذا خرجتم من سوريا؟

ـ خرجنا وكلنا ألم لما يحدث في سوريا. ولا نوافق لا من قريب ولا من بعيد على ما يحدث، رغم أننا عشنا هناك في ظل كرم بالغ واحتضان للمقاومة الفلسطينية. نقر بأننا لم نستطع التوسط لإيقاف المواجهات المسلحة بين الحكومة السورية والمعارضة، وندرك أن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان إغراق إيران في المرحلة المقبلة في الشأن السوري، علاوة على استنزاف سوريا نفسها. وتركيا تخشى من وصول الأكراد الى المشاركة بقوة في الحكم الجديد. الوضع في سوريا معقد: هناك 23 طائفة، والعلويون ليسوا ضعفاء، والسلفيون أخطأوا عندما حولوا الصراع الى «سنة ـ شيعة ـ علويين»، فالرئيس بشار الأسد أخرج السلفيين من السجون وأفلت الشبيحة في المناطق. ما يحدث في سوريا يؤثر في القضية الفلسطينية وعلى التوازن الهش فى لبنان والمنطقة. وأول من سيجني الثمار هو إسرائيل.

وأنا هنا أسأل الجميع لماذا تتجاهلون إسرائيل في كل ما يحدث؟!