خبر من يميز حقا بين الكتل الحزبية؟ - اسرائيل اليوم

الساعة 12:50 م|16 أكتوبر 2012

ترجــمة خـاصة

من يميز حقا بين الكتل الحزبية؟ - اسرائيل اليوم

بقلم: يوفال بنزيمان

(المضمون: الحقيقة انه لا توجد فروق رئيسة جوهرية بين الكتل الحزبية في اسرائيل حتى ولا بين اليسار واليمين - المصدر).

منذ أُعلن عن تقديم موعد الانتخابات، ولا سيما في ضوء استطلاعات الرأي التي جاءت بعد ذلك، انحصر النقاش العام في مسألة الكتل السياسية في انه كم من النواب ستحصل عليهم كتلة الليكود – اليمين – المتدينين؟ وهل تتحد احزاب اليسار – المركز في حزب واحد؟ وهل تنافس الاحزاب العربية مثل حزب واحد؟.

يبدو النقاش غريبا شيئا ما في واقعنا لسببين: الاول هو ان الطريقة الائتلافية تُمكّن نظريا وفعليا من انشاء حكومات مؤلفة من احزاب مختلفة لا تستجيب بالضرورة الى املاءات "الكتل". والثاني ان الفروق بين مصوتي كتلة واخرى منذ عقد إن لم نقل أكثر، ليست واضحة جدا.

يبدو بنظرة تاريخية ايضا ان التقسيم في كتل ربما لم يكن صحيحا قط لأن الاحزاب المتدينة والحريدية كانت مشاركة في كل ائتلاف تقريبا وعرفت الانضمام الى كل "كتلة"؛ ولم تكن الاحزاب العربية قط اعضاء حقيقية في أي ائتلاف لا لكتلة اليمين ولا لكتلة اليسار؛ وعرفت الاحزاب التي شكلت قاعدة الكتل الحزبية – الليكود والعمل – كيف تتحد وتنشيء حكومات وحدة؛ وعملت احزاب "اليمين" احيانا بطرق "كتلة اليسار" في حين تلتزم احزاب اليسار بمواقف كمواقف "كتلة اليمين"؛ وتوجد أمثلة اخرى تدحض فكرة الكتل الحزبية.

يبدو تقسيم الكتل غريبا بصورة خاصة حينما نفحص عمن سينافس في الانتخابات القريبة. لا يكاد يوجد فرق في الصعيد السياسي الامني بين من ستكون الاحزاب الكبرى: فلا تكاد شيلي يحيموفيتش تتكلم في هذه الامور، وحينما تفعل ذلك يُخيل الينا ان تأييدها لسياسة نتنياهو أكبر من معارضتها لها. ويفعل يئير لبيد الامر نفسه بالضبط. وليبرمان وباراك عضوان رفيعا المستوى في حكومة هذه هي سياستها. من بقي اذا؟ ان اعضاء الكنيست من ميرتس يقللون من الاشتغال بالشأن السياسي برغم انه يُخيل الينا أنهم يعارضون بيقين نتنيناهو، والاحزاب التي عن يمين الليكود ربما يختلف اعتقادها لكنها تعتمد على سياسة نتنياهو.

وليست الفروق كبيرة جدا في القضايا الاقتصادية – الاجتماعية التي توجد فروق بين الاحزاب فيها، في ظاهر الامر. فاذا اضطرت يحيموفيتش ونتنياهو فسينجحان في الاتفاق على خطوط أساسية مشتركة تُمكّن رئيس الوزراء القادم – نتنياهو كما يبدو – من ان يُعين يحيموفيتش وزيرة للمالية. ويمكن ان يصبح لبيد وزير التربية في كل حكومة تنشأ وفي كل تشكيل مع كل برنامج عمل اجتماعي وكل رئيس وزراء. ويستطيع يشاي أو درعي أو اتياس ان يكونوا وزراء الاسكان والداخلية والصحة حتى لو كانت شيلي "الاشتراكية" أو بيبي "الرأسمالي" أو اولمرت "البراغماتي" رؤساء الحكومة.

ويستطيع المرشحون المختلفون ان يجدوا اماكنهم في احزاب مختلفة ترتبط في ظاهر الامر بكتل حزبية مختلفة. فقد ينافس آفي ديختر مثلا الذي كان في الماضي ينافس في رئاسة كديما الذي هو في ظاهر الامر جزء من كتلة اليسار – المركز، يستطيع ان ينافس في الليكود. أولا يستطيع موشيه كحلون الذي اعتزل السياسة، نظريا على الأقل، ان يجد مكانه في حزب العمل؟ أولا يستطيع موشيه كابلنسكي الذي يُذكر اسمه في المكان الثاني بعد لبيد ان يندمج في كل حزب آخر تقريبا؟.

ان الفروق الرئيسة التي بقيت بين الاحزاب هي في تكوينها البشري وثقة الناخبين بها. ويجدر في هذا الوضع ان نتخلى عن النقاش الذي يدور حول "الكتل".