خبر الفصائل الفلسطينية تُدين التصعيد على غزة وتُحمل الاحتلال مسؤولية تَبِعَاتِه

الساعة 04:00 م|14 أكتوبر 2012

وكالات

أدانت فصائل فلسطينية مقاومة التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة والذي تسبب في استشهاد ثلاثة فلسطينيين في غارتين نفذهما سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال.
وحمَّل مسؤولون ومتحدثون في تصريحات منفصلة لـ" فلسطين" الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تبعات التصعيد ضِد غزة.
وارتفعت حصيلة شهداء التصعيد إلى خمسة، حسبما أفادت مصادر طبية، وهم أحمد فطاير وعز الدين نصار أبو نصيرة في غارة إسرائيلية على دير البلح وسط قطاع غزة.
كما استشهد هشام علي السعيدني (43 عاماً) ومرافقه في غارة شمال القِطاع، وياسر العتال (24 عاماً) من الجبهة الشعبية– القيادة العامة- في غارة إسرائيلية شرق خان يونس.

إمعان في الجرائم


وأكد الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، أن التصعيد "إمعان للاحتلال الإسرائيلي في جرائمه في ظل غياب تام للقرارات والمواقف الدولية الفعلية للجم الاحتلال".
وقال برهوم لـ"فلسطين": "العدوان غير مُبرر على الإطلاق وجريمة بكل المعايير والمقاييس وانعكاس لأزمة إسرائيلية داخلية ,حيث يهدف الاحتلال إلى تصديرها إلى قطاع غزة لتحقيق مكاسب سياسية وانتخابية".
ونبَّه إلى أن سفك الدم الفلسطيني هو المادة والسلعة والثمن لتحقيق هذه المكاسب الإسرائيلية، محمَّلا الاحتلال الذي فجر التصعيد المسؤولية الكاملة عما جرى، ومؤكداً على ضرورة وقف العدوان.
وأضاف: "وحدة المقاومة والموقف كفيلة بكسر كل معادلات الاحتلال التي يريد أن يفرضها على الشعب الفلسطيني وتحديداً في غزة، وذلك ضِمن استراتيجية واضحة هي الكفيلة بصد هذه الهجمة العدوانية الشرسة".
وتابع الناطق باسم حركة حماس: "المقاومة دائماً هي نتيجة للعدوان والاحتلال، وواجبها دائماً الدفاع عن الشعب وكسر معادلة الاحتلال وإجباره على وقف العدوان".
في ذات السياق، قالت حركة الجهاد الإسلامي: "إن التصعيد الأخير يأتي في إطار سياسة صهيونية ممنهجة لإرباك الشعب الفلسطيني دائماً ولإبقاء المُقاومة تحت الضغط".
وأضاف عضو المكتب السياسي للحركة نافذ عزام: "العدو يحاول خلق المبررات والإيحاء أن المستهدفين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد الكيان الصهيوني، للتغطية على جرائمه والتهيئة للتمادي في العدوان".
وعلَّق عزام في تصريحات صحفية على التصعيد الإسرائيلي الأخير بقوله: "إن العدو الصهيوني لم يوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني بتاتاً, ولكن العدوان يهدأ في لحظة ويشتد في لحظة أخرى".
واعتبر التهديدات الإسرائيلية ضد غزة وسكانها، بأنها تأتي في إطار "الحرب النفسية وللوقيعة بين المقاومة والشعب الفلسطيني"، مستدركاً: "شعبنا يدرك أن المقاومة تدافع عن شعبها وهي القادرة على استرداد الحقوق التي سلبها الاحتلال".
وعبر عن أمله في أن تضاعف مصر جهودها لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ونبَّه القيادي في الجهاد الإسلامي إلى أن حركته ستبحث مع فصائل المقاومة والجانب المصري كيفية الرد على العدوان, مؤكداً أن من "حق الشعب ومقاومته الدفاع عن النفس بكافة السبل المتاحة".

خطر عدواني


ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، التصعيد بأنه "خطير وغير مبرر ويعكس بوضوح السياسة العدوانية لحكومة بنيامين نتنياهو التي تحاول أن تبقي قطاع غزة في حالة متوترة".
ورأى "أبو ظريفة" في تصريح لـ" فلسطين" أن هدف الاحتلال من التصعيد هو الهروب من الاستحقاقات الداخلية الناجمة عن الأزمة الاجتماعية في ( إسرائيل) إضافة إلى أبعاد مالية.
وقال: "إن نتنياهو أراد تشكيل حالة لدى الرأي العام الإسرائيلي بأنه الأقدر على حماية أمن (إسرائيل) من أي دخيل عليها سواء كان من قطاع غزة أو من الخارج"، مشيرا إلى أن نتنياهو حاول من خلال التصعيد الأخير أيضاً "حصد أصوات أخرى تسبق عملية الصراع الداخلي الدائر في حزب الليكود والأحزاب الأخرى التي تحاول الصعود إلى الحلبة السياسية".
ورأى أنه بعد اختراق طائرة الاستطلاع التابعة لحزب الله اللبناني والتي أظهرت عيب القدرات التكنولوجية الإسرائيلية عن حماية أجواء الكيان العبري، حاول الأخير إبراز قُدراته من خلال التصعيد في غزة واغتيال قيادي بارز في (السلفية الجهادية).
وقال: "نحن كفلسطينيين لن نقف مكتوفي الأيدي، وقوى المقاومة ردَّت وهذا شيء طبيعي"، لافتاً إلى أنه في حال "التزمت ( إسرائيل) بحالة الهدوء، فإن الفصائل ستلتزم بالهدوء أيضاً".
ودعا المقاومة إلى التنسيق فيما بينها ميدانياً لمجابهة أي احتمالات قادمة فيما يتعلق بالتصعيد أو توسيعه.
أما الناطق باسم حركة الأحرار ياسر خلف، فقد رأى أن التصعيد الأخير دليل على أن "الاحتلال ما زال يمارس عدوانه الهمجي على الفلسطينيين".
وقال خلف في تصريح لـ"فلسطين": "نحن كفصائل مقاومة لا نقبل بالعدوان ولن نُسلِّم (...) المقاومة الفلسطينية من حقها الرد بالشكل الذي تراه مُناسباً".
وعدَّ أن التصعيد المفاجئ في غزة محاولة لتصدير الأزمة الداخلية في ( إسرائيل) بفعل الانتخابات التي من المقرر أن تجرى خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك عبر إراقة دماء الفلسطينيين من أجل الحصول على أكبر عدد من الأصوات ليفوز هذا الحزب أو ذاك، على حد رأيه.
وحول موقف حركته في حال جرى تصعيد جديد، شدَّد على حق المقاومة في الرد بكافة السبل، مضيفا: "في حال كان هناك إجماع فلسطيني على الرد، سنكون أول الرادين على العدوان".