خبر السرسك.. من الأسر إلى الاحتراف بتونس

الساعة 07:02 م|12 أكتوبر 2012

وكالات

لم يكن اللاعب الفلسطيني محمود السرسك يحلم بأن خروجه بعد سنوات من الأسر سيتزامن مع حصوله على عرض رسمي من النادي الأفريقي التونسي، أول فريق عربي رحب باحتضان اللاعب وتكريمه وإمضاء عقد انتداب شرفي معه.

وكان رئيس الأفريقي سليم الرياحي أعلن في وقت سابق أن إدارة ناديه ستتعاقد مع السرسك في إطار إنساني وليس رياضيا، وأنها تريد أن تتبنى وضعيات عدد من الأسرى الفلسطينيين القابعين خلف القضبان بإسرائيل.

ونزل السرسك منذ الأسبوع الماضي في ضيافة الأفريقي حيث كانت له جولة في مقر النادي ومركبه الرياضي بالعاصمة تونس، كما حضر تمارين المجموعة قبل أن ينضم إلى اللاعبين في معسكر مغلق بمدينة سوسة استعدادا لانطلاق الدوري التونسي مطلع الشهر المقبل. وقد أقيم حفل استقبال على شرف اللاعب بمناسبة احتفال النادي بمرور 92 عاما على تأسيسه.
وقال الناطق الرسمي عضو مجلس إدارة النادي عماد الرياحي إن قضية السرسك هي قضية دولية إنسانية قبل أن تكون رياضية، مشيرا إلى أن شخصيات رياضية عالمية مثل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) ميشيل بلاتيني سعوا إلى التدخل لتخليص هذا اللاعب من الأسر في سجون الاحتلال.

وأضاف الرياحي في حديثه للجزيرة نت أن "الأفريقي أول من بادر لاستضافة السرسك وخدمة القضية الفلسطينية وإماطة اللثام عن جرائم الكيان لصهيوني في حق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين بوجه خاص والشعب الفلسطيني بوجه عام، كما أنه بمناسبة احتفال نادينا بعيد ميلاده الـ92 ارتأينا أن يشاركنا هذه الذكرى ويكون لاعبا جديدا بيننا بصفة شرفية".

وبخصوص مستقبل الللاعب مع الفريق، رفض المتحدث التعليق واكتفي بالقول إن "استضافة السرسك تفتح ملفا آخر في الكرة التونسية وهو اعتماد اللاعبين العرب كأجانب في الدوري وهو ما نطالب بإلغائه حتى يصبح اللاعب العربي مثل اللاعب المحلي".

سنوات الجمر
من جهته، قال السرسك إن النادي الأفريقي هو الفريق العربي الوحيد الذي وجه له دعوة رسمية لتكريمه والإعلان عن مساندته بعد سنوات الجمر والعذاب التي قضاها خلف القضبان الإسرائيلية.

وأضاف في لقاء مع الجزيرة نت "لقد تركت هذه الزيارة انطباعا كبيرا وأثرا عميقا في نفسي، رئيس الأفريقي اتصل بي يوم خروجي من السجن وأكد لي أن النادي يرحب بي لاحتضاني، ويبقى حلمي أن ألعب لفائدة الأفريقي في مباريات الدوري".

وتابع الأسير السابق "رغم أن القانون لا يسمح بأكثر من خمسة لاعبين أجانب فإني أنتظر أن أعتمد كأي لاعب محلي تونسي وأنتظر أن يأخذ الاتحاد التونسي لكرة القدم بعين الاعتبار الوضع الخاص للاعبين الفلسطينيين ومنحي ترخيصا استثنائيا".
وكانت رابطة مشجعي الفريق بمدينة تستور (شمال غربي تونس) كرمت اللاعب الفلسطيني الأسبوع المنقضي بمناسبة ذكرى تأسيسها.
 
يشار أيضا إلى أن اللاعب الفلسطيني رفض في وقت سابق دعوة رسمية من رابطة أحباء نادي برشلونة الإسباني لحضور مباراة "الكلاسيكو" بين بلاغرانا وريال مدريد الأحد الماضي بسبب تزامنها مع دعوة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط ليكون من بين ضيوف تلك المباراة

أصغر لاعب
جدير بالذكر أن السرسك المولود في 20 يناير/ كانون الثاني 1987 التحق بنادي رفح الرياضي للأشبال عندما كان يبلغ من العمر ثماني سنوات قبل أن يتدرج في كل الأصناف ويقع الاختيار عليه للعب في صفوف منتخب فلسطين وهو لم يتجاوز سن الرابعة عشر من العمر، ليكون أصغر لاعب في صفوف المنتخب.

وتعرض اللاعب الفلسطيني إلى الاعتقال على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي في 22 يوليو/ تموز 2009 عندما كان في طريقه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي في نابلس.

وتم فك أسر اللاعب بعد ثلاث سنوات من اعتقاله إثر دخوله في إضراب جوع لأكثر من 96 يوما أطلق عليه اسم "إضراب الكرامة" ليغادر السجن في 10 يوليو/تموز الماضي بعد أن وصل ملف اعتقاله وإضرابه لأروقة الفيفا واليويفا.