خبر ممثل الجهاد في لبنان: هناك من يسعى الى توريط المخيمات لتصفيتها

الساعة 04:06 م|12 أكتوبر 2012

بيروت

  في إطار فعاليات إحياء الذكرى الـ 25 للإنطلاقة الجهادية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذكرى 17 لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي، أقامت الحركة لقاء حوارياً مع ممثلها في لبنان، الحاج أبو عماد الرفاعي، في مجمع الفرقان في مخيم برج البراجنة في بيروت، حضره ممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية واللجان الشعبية والمجتمع المدني، وحشد من أهالي المخيم.

  استهل الرفاعي حديثه بالتأكيد على تمسك حركة الجهاد بنهج المقاومة، رغم كل الظروف المحيطة، وعمليات الاعتقال والاغتيال التي تتم بحق أفرادها وكوادرها، ورغم حملات التشويه والتحريض التي تتعرض لها، مجدداً "العهد لدماء شهداء معركة الشجاعية، الذين فجروا الانتفاضة الأولى بدمائهم التي كانت الشرارة التي أطلقت العمل الجهادي ضد العدو فوق أرض فلسطين".  وتوقف الرفاعي عند الشخصية القيادية للشهيد الشقاقي الذي كان أول من دعا الحركة الإسلامية الى جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية، واستطاع نقل الصراع مع العدو الى داخل فلسطين. 

 وقال الرفاعي: "لم يكن الدكتور الشهيد مجرد قائد عسكري أو ميداني فحسب، بل كان أيضاً مجدداً وصاحب رؤية نهضوية تشمل العالم العربي والإسلامي، واستطاع حل كثير من الإشكالات الفكرية والنظرية، وكان أول من نادى بالجمع بين (الإسلام وفلسطين والجهاد) وأول من قدم حلاً لإشكالية الوطنية والإسلام في فلسطين".  وأضاف: "ذلك العقل الجهادي المتقد، الذي استطاع ان يجمع بين النظرية والتطبيق، وبين الرؤية والعمل المقاوم، هو ما أرعب العدو الصهيوني الذي اعتبره أخطر تهديد يواجه الوجود الصهيوني فوق أرض فلسطين، فعمل على اغتياله."  وقال الرفاعي: "دماء الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي لم تذهب سدى، بل أزهرت جيلاً مقاوماً صلباً، أجبر العدو على الرضوخ لشروط سرايا القدس في غزة، بوقف سياسة الاغتيالات، في معركة "بشائر الانتصار"، وعلى التوقيع على وثيقة الأسرى بوقف الاعتقال الإداري، في معركة "الأمعاء الخاوية" التي قادها الشيخ المجاهد خضر عدنان".

  وتناول الرفاعي الإساءات الغربية بحق الرسول (ص) وأمهات المؤمنين، محذراً من أن الهدف من وراء ذلك هو "استهداف المقدسات الإسلامية، ولا سيما في ظل المساعي والمخططات الصهيونية الى اقتسام المسجد الأقصى، كخطوة أولى على طريق ابتلاعه بالكامل، وهدمه لاحقاً، في ظل الانشغال العربي بالقضايا والهموم الداخلية."

  وتطرق الرفاعي الى الأحداث التي تجري في المنطقة، منبهاً من "المشروع الغربي الذي يعمل على تفتيت المنطقة العربية والإسلامية طائفياً وعرقياً ومذهبياً، لتسهيل الطريق أمام الهجمة الغربية لتحقيق أهدافها في إعاقة تنمية مجتمعاتنا وأمتنا، والإبقاء على التجزئة والانقسامات"، وقال: "مخطىء كل من يظن أن الخلافات هي خلافات طائفية أو مذهبية.. ففي الدول التي لا توجد فيها طوائف مختلفة، يتم تأجيج صراعات من نوع آخر، كالصراع بين الإسلاميين والعلمانيين في مصر، والصراع القبلي في ليبيا، والصراع بين النهضة والسلفيين في تونس، والصراع بين فتح وحماس في فلسطين.. وفي كل هذه الدول لا توجد طوائف متعددة، ولكن الغرب يسعى الى تأجيج صراعاتها الداخلية."  وأضاف: "ولذلك، يجب أن لا تنطلي علينا حيل الصراعات الطائفية في لبنان أو سوريا أو العراق."

  وركز الرفاعي على الوضع في المخيمات الفلسطينية في لبنان، مؤكداً أن الأوضاع الحالية تستوجب الإسراع في تشكيل "مرجعية سياسية، تأخذ على عاتقها إعادة ترتيب اللجان الشعبية والأمنية بهدف تحصين المخيمات في وجه الاختراقات الأمنية، ولا سيما في ظل المساعي التي تبذلها أيادٍ خارجية لزج الشعب الفلسطيني ومخيماته في صراعات لا تخدم القضية الفلسطينية ولا قضية اللاجئين"، محذراً من أن "هناك جهات تعمل على استدراج المخيمات في صراعات جانبية لضرب القضية الفلسطينية، وتوريط المخيمات في لبنان في هذه الصراعات بهدف تصفية قضية اللاجئين، وزيادة معاناتهم، وعدم إقرار حقوق شعبنا، وتيئيسه للقبول بمشاريع تصفية قضيته."

  وحذر الرفاعي من "تزايد المشاكل والأزمات في مخيمات لبنان، بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة للمخيمات، التي تغيب عنها أبسط مقومات العيش الآدمي"، مطالباً وكالة الأونروا بتحمل مسؤولياتها كافة في مجالات الطبابة والتعليم وتشغيل اللاجئين وصيانة البنى التحتية المهترئة"، مطالباً الحكومة اللبنانية "بضرورة تفعيل الحوار الفلسطيني – اللبناني، وإخراجه من دائرة المراوحة، وضرورة إقرار كافة القوانين التي تحترم الحقوق الفلسطينية في لبنان".

  وانتقد الرفاعي "بعض الأطراف الفلسطينية التي تعيق تشكيل المرجعية بحجج وذرائع واهية"، مؤكداً على وجود إمكانية فعلية وواقعية لتشكيل المرجعية السياسية وإعادة ترتيب أوضاع اللجان كافة".

  ودعا الرفاعي أبناء المخيمات الى ممارسة ضغط شعبي بهدف تشكيل المرجعية وترتيب أوضاع المخيمات، معتبراً أن "تشكيل المرجعية الفلسطينية هي مسؤولية الجميع، لأن الجميع يدفع ثمن غيابها".