خبر مصابات بسرطان الثدي:بعضهن طلقن وأخريات استبقن الموت بـ« الحياة »

الساعة 07:03 ص|12 أكتوبر 2012

غزة

في قاعة صغيرة في جمعية رعاية مرضى السرطان، تجلس عشرات النسوة المصابات بمرض سرطان الثدي أو اللواتي شفين منه، يتعلمن كيفية صناعة أثداء صناعية لهن أو لأقرانهن ممن فقدن أثداءهن للنجاة من السرطان، في محاولة للتغلب على تغير مظهرهن في مجتمع تقليدي عادة ما يعيب على المرأة ما ليس لها علاقة به، كاستئصال ثدييها أو نحل شعرها أو تبدل جسدها.

ولأيام متتالية تشارك (م . ح)في ورشة لتعليم تصنيع الأثداء، لتبدأ خطواتها الأولى في تصنيع أثداء لقريناتها، اللواتي ما زلن محرومات من مظهرهن الاعتيادي قبل استئصال أثدائهن، إذ تدرك كما غيرها أن هذه الأثداء وإن كانت صناعية وغير حقيقة، إلا أنها تعيد الكثير من الثقة بالنفس لمن يستعملنها.

وقالت لـدوت كوم : "أنا أكثر من تضرر من عدم وجود أثداء صناعية، زوجي طلقني بمجرد أن استأصلت ثديي، والجميع بدأ ينظر إلي نظرة شفقة أحياناً وتقزز أحياناً أخرى".

وأضافت: "النساء المصبات بهذا المريض الخطير، لم يجدن من يقف إلى جانبهن لاكتشاف المرض مبكراً، أو أثناء اكتشافه وحتى بعد الشفاء، المصابات بسرطان الثدي شريحة خارج حسابات أحد، ولا يدرك حجم هذا الألم إلا من عايشه أو اقترب من أصحابه".

أما أم وسيم (كما أطلقت على نفسها)، فتعتبر نفسها في صراع مع المرض، إما أن تنتصر بإرادتها وتسير في الحياة، لتصنع من الألم والمعاناة مستقبل مشرق، أو تستسلم لليأس وتنتهي حياتها، وهو خيار لا تقبله على الإطلاق - حسب ما تقول - لأنه لن يأتي الأمل إلا من الألم ولن تشعر بحلاوة الحياة إلا بعد أن تتذوق مرارتها.

وقالت: "كنت محبطة إلى أعلى درجة، وكذلك العشرات ممن عرفتهن وهن مصابات بسرطان الثدي، فتساءلنا جميعا ما الذي سيتحقق من إحباطنا المميت؟ ماذا لو صنعنا من ألمنا حياة؟ فقررنا جميعاً أن نخرج من اليأس إلى الأمل ومن الموت إلى الحياة، لتستمر حياتنا رغم كل هذه الظروف".

وأوضحت في حديثها مع دوت كوم: أن المصاب بمرض السرطان في غزة، يعيش الموت في كل لحظة، خصوصاً في ظل غياب مقومات التشخيص والعلاج والتكاليف الباهضة له إن وجد، مشيرة إلى أن تجربتها وغيرها من النساء تؤكد أن القطاع بحاجة إلى توعية حقيقية بهذا المرض سواء على المستوى الصحي أو الاجتماعي.

وبحسب تقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن هناك 10780 مريضا بالسرطان في قطاع غزة حتى عام 2010، يعانون من نقص الأطباء وإمكانات التشخيص مع نقص في العلاجات الكيماوية، التيقد لاتتوفر معظم شهور السنة، لافتاً إلى عدم وجود أقسام للمواد الإشعاعية،ونقص في توفر المضادات الحيوية المساعدة في حالة نقص المناعة بسبب تأثيرات ما يتلقونها لمرضى من علاجات كيماوية.

وأشار إلى وجود 900 حالة جديدة سنوياً، إذ بلغت نسبة الذكور 47 في المئة، بينما شكل مرض سرطان الثدي أعلى نسبة إصابة تصل إلى 16.5 في المئة، في حين كانت سرطان الرئة السبب الأول للوفاة يليه الثدي والقولون.

 وأكدت رئيس جمعية رعاية مرضى السرطان إيمان شنن أن الواقع صعب للغاية بالنسبة لمرضى السرطان في غزة، خصوصاً على صعيد النساء المصابات بسرطان الثدي، اللواتي يحرمن من أبسط حقوقهن الصحية والإنسانية، مشيرة إلى أن مشروع تصنيع الأثداء الصناعية يساهم بصورة مباشرة في تحسين مظهر النساء اللواتي استأصلت أثدائهن.

وبينت لـ دوت كوم أن تكلفة الثدي الصناعي الواحد في الخارج يبلغ 300 دولار، وتعلمت نساء غزة على تصنيعه بعشرين دولار فقط، كما أنه يوزع مجاناً، داعية إلى إنشاء برنامج متكامل في الأراضي الفلسطينية للكشف المبكر عن سرطان الثدي وتوفير علاجه مجاناً.

وأطلقت الجمعية أمس أطول شعار وردي للتوعية في العالم، كمحاولة لتسجيل رقم قياسي جديد في موسوعة "غينيس للأرقام القياسية"، للفت أنظار العالم إلى مأساة المصابين بهذا المرض في القطاع.