خبر غزة: كساد يخيم على الأسواق والجميع يسأل عن الراتب

الساعة 06:48 ص|12 أكتوبر 2012

غزة

 

يتسيد في مناطق غزة كافة قبل كل مناسبة كبيرة كالأعياد وشهر رمضان وبداية العام الدراسي سؤال مركزي عن موعد صرف الرواتب، دون أن يقتصر التساؤل على الموظفين المستفيدين مباشرة من صرف رواتب السلطة، فالتجار وأصحاب المصالح التجارية يشاركونهم بقوة في طرح هذا السؤال الذي يقض مضاجع الغالبية العظمى من سكان القطاع.

ويعتقد كثير من سكان القطاع أن رواتب موظفي حكومة رام الله هي التي تساعدهم على الاستمرار بالحد الأدنى من دورة الحياة والعجلة الاقتصادية، نظراً لارتفاع عدد المستفيدين مباشرة من هذه الرواتب إلى نحو 70 ألف موظف، إضافة إلى شرائح اجتماعية أخرى تستفيد بشكل أقل، كأسر الشهداء والجرحى والأسرى ومنتفعي الشؤون الاجتماعية.

وفي صورة تعكس مدى أهمية "القبضة" كما يطلق عليها سكان القطاع تسود حالة من الكساد وقلة الحركة أسواق القطاع المختلفة، أثارت ارتباك التجار الذين يستعدون لهذه المناسبة وغيرها من خلال شراء وتكديس كميات كبيرة من السلع لاسيما الملابس والأحذية وغيرها.

ولا تفلت أسواق الخضروات والفواكه التي يحتاجها المواطن بشكل روتيني من التأثر بتأخر صرف الرواتب، فالحركة فيها تقتصر على الأصناف الضرورية وبكميات أقل، كما يقول التاجر رمزي الجدي الذي يمتلك محلا لبيع الفاكهة في سوق الشيخ رضوان المركزي شمال مدينة غزة.

واشتكى الجدي من ضعف الحركة التجارية وإقبال المواطنين على الشراء رغم تدني الأسعار بشكل لافت مقارنة بأسعار الخضروات وأصناف أخرى من المأكولات، منوها إلى أنه يدرك أن الأولوية ليست للفواكه الآن.

ولم يخل حديث الجدي عن السؤال عن موعد صرف رواتب الموظفين بشكل عام وموظفي السلطة بشكل خاص، مؤكداً أن لا سوق ولا أرباح بدون صرفها.

ويقول طارق التوم الذي يبيع الخضروات في السوق نفسها إن "القبضة" تمنح السوق لوناً وطعماً آخر عما هي عليه الآن، ووصف الحركة التجارية في الأسواق بأنها صعبة وخاسرة بالنسبة لمعظم التجار، لافتا إلى أنهم يقضون معظم أوقاتهم في الحديث واحتساء المشروبات الساخنة عند عتبات محالهم.

وأضاف أن السوق والأيام الحقيقية للبيع بالنسبة له هي أول أسبوع يلي استلام الموظفين رواتبهم، معتبرا أن ما تبقى من الأيام تحصيل حاصل ومجرد إثبات وجود للتاجر.

ورغم قسوة وصف تجار السلع الضرورية لحال الأسواق فإن أصحاب محال الملابس والأحذية يصفون الحال بالكارثي إذا ما استمر كما هو.

ويخشى تاجر الملبوسات نائل عبد الله تأخر موعد صرف الرواتب بشكل عام وخصوصاً رواتب موظفي السلطة، لذا يكتفي هذه الأيام بعرض الملابس ومن ثم طيها مرة أخرى وإغلاق محله، بانتظار تحسن الحركة الشرائية التي تلي أيام صرف الرواتب كعادتها.

ويخشى التاجر مالك مصطفى الذي عاد قبل أيام من إحدى دول جنوب شرق آسيا مرافقا حاوية "كونتينر" من الملبوسات المخصصة للعيد تأخر صرف الرواتب فترة أطول، ما سيقلص فترة التسوق، ولفت إلى أن رغبة التجار لا تكمن في صرف الرواتب فقط وإنما في إعطاء مساحة أكبر للمواطنين للتسوق والشراء كذلك، مشيراً إلى أن أيام المناورة بالنسبة للتجار أصبحت محدودة وخطر الكساد الموسمي بدأ بمداهمتهم.

ولم يستبعد مصطفى الذي استثمر عشرات الآلاف من الدولارات في شراء الملبوسات الجديدة أن يتعرض وغيره من التجار إلى مزيد من الخسائر المادية في حال تأخر الرواتب فترة أطول، لأن ذلك سيغير من أولويات الموظفين الشرائية.

وقال إن تجار الملابس يعلقون آمالاً كبيرة على هذا الموسم الذي يأتي بالتوازي مع موسم الشتاء