تقرير معرض الكتاب بغزة..رحلة علمية للقراءة والإطلاع مع قلة في الشراء

غزة (خـاص)

عندما تتنقل بين زوايا المعرض الدولي للكتاب الذي يقام بمدينة غزة، تشعر أنك بين عالم كبير من الكتب المتنوعة والعلم الذي تتمنى أن تحصل عليها جميعاً، لتعرف محتوياته، ولتسترجع قيمة سلبتها الوسائل الالكترونية الحديثة.

المكان بات يشهد ازدحاماً شديداً، وإقبالاً كبيراً من مختلف المدارس والجامعات والكليات والمؤسسات الرسمية والمدنية في محافظات قطاع غزة، للمشاركة في المعرض الذي بدأ في الثالث من الشهر الجاري ومن المقرر أن ينتهي في الثالث عشر من الشهر الجاري.    

تميز المعرض، هذا العام بمشاركة واسعة وكبيرة لدور النشر العربية ومن أبرزها دور النشر المصرية التي حضرت إلى المعرض بقوة وجلبت معها عناوين جديدة  لعدد من الكتب القيمة التي كان يبحث عنها القراء بين صفحات الانترنت.

ويضم المعرض الذي أطلقته وزارة الثقافة في غزة، تحت شعار "اقرأ نصرة للنبي محمد" 200 ألف كتاب بمشاركة من 70 دار نشر عربية من مصر ولبنان والكويت والسعودية، و15 مكتبة ودار محلية في فلسطين إضافة إلى 17 مؤسسة تعليمية وثقافية بفلسطين.

رحلة علمية

الساحة إلى داخل المنتجع مغطاة بلوحات ومجلات كبيرة معروضة كأنها صفحات كتاب ملون ترتسم  لعرض  معلومات عن المعرض وكافة تفاصيله, ليتعرف الزوار إلى جوانب المعرض وزواياه والكم الكبير من المؤسسات والجامعات والمكتبات ووسائل الإعلام المشاركة بالمعرض خاصة العربية منها والتي لاقت ترحاباً كبيراً من قبل الزوار.

داخل أروقة المعرض، تُقام مسابقات ومحاضرات تعطى للزوار شعور وكأنك برحلة علمية مطولة تخطفك كل دقيقة في زواياها,  فهناك زوايا الأدب والتكنولوجيا والشريعة ولعب الأطفال والفن والمطبخ وعالم من المتعة بين سطور الكتب وصفحاتها البيضاء .

وفود دور النشر العربية وخاصة المصرية منها عبرت عن سعادتها بالمشاركة الأولى بالمعرض الدولي للكتاب المقام على أرض غزة واصفة شعورها بالجميل جداً بالحضور لغزة والمشاركة فيه فالعديد من دورا لنشر المصرية الحاضرة امتازت بكل جديد من الكتب خاصة العلمية منها التي يحتاجها الباحثون وطلبة الماجستير بغزة.

قوة حضور وضعف شراء

وقد عبر إبراهيم زبير وكيل دار البراءة للنشر المصرية في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن رضاه عن المعرض, واصفاً الإقبال بالجيد والحضور بالجميل , مشيرا إلى أن حركة الشراء ضعيفة رغم قوة الحضور وزيادة عدده، لكنه استدرك أن الأغلب يتفرج ويقرأ العناوين.

وأوضح زبير، أن التنظيم جيد والنظام القائم يعمل على أحسن ما يرام، مثنياً على الجمهور الفلسطيني المحب للقراءة والمرحب بالوفود لمشاركتهم بالمعرض, متمنيا أن يقام المعرض كل عام في مكان أوسع وأكبر ليتسنى لدور نشر أخرى المشاركة بشكل أكبر.

ومن جانبها، قَدَمت مؤسسة اقرأ المصرية عن شكرها للجنة التحضيرية للمعرض والقائمين عليه لدعوتهم بالمشاركة خاصة بأنها المشاركة الأولى لهم بغزة، معبرين عن سعادتهم بالتواجد على أرض غزة، لكنه أكد وجود ضعف في الشراء والتوقيت الغير مناسب على إقامة المعرض الذي أدى إلى عزوف الكثيرين عن الشراء, موضحين بأن أسعار الكتب مخفضة ومناسبة للجميع وليست بالغلاء الذي قيل عنه, مُبدياً استعداده المشاركة في المعرض السنة المقبلة في حال إقامته بغزة .

الكتب تأتي لغزة

الدكتور إبراهيم إسماعيل الباحث الاقتصادي والمحاضر بجامعة غزة عبر في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن سعادته لإقامة معرض دولي بغزة, مشيراً إلى أنه كان يضطر للذهاب إلى مصر حين إقامة معرض الكتاب هناك لشراء بعض الكتب الهامة, لكنه هذه السنة كان ببالغ السعادة لأن مشاركة مصر كانت بغزة وحضروا بكل ما يريده من عناوين لكتبه خاصة لأبحاثه القادمة.

وأكد إسماعيل، أن قيام معرض دولي للكتاب بغزة يُعتبر انجازاً كبيراً ونقطة نجاح لوزارة الثقافة بغزة ودليل عن قوة الشعب الفلسطيني وثقافته ورغبته القوية بالنهوض في مجال العلم والتعليم والأبحاث.

ووصف أن حضور العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه للمعرض الذي اعتبر أنه نهر ينهل منه الجميع, وخاصة حضور دور كتب مصرية وكويتية وأردنية وإماراتية  إلى المعرض الأمر الذي ساهم بإيجاد نوعية جديدة من الكتب كانت مفقودة من غزة ويضطر البعض للذهاب للخارج لإيجادها أحياناً .

الوقت غير مناسب

ومن جانب آخر، عبر أبو خالد أحد أصحاب المكتبات في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن استيائه من ضعف الحركة الشرائية مقارنةً بقوتها العام الماضي، عازياً البعض ذلك إلى تأخر صرف الرواتب، وأن أغلبية الحضور من الأطفال خاصة طلبة المدارس.

وطالب إدارة المعرض أن يقام المعرض في السنوات القادمة بأكثر تنظيماً وأن يتم تخصيص أيام لطلبة المدارس والجامعات وخلافهم حتى لا يكون الازدحام شديد وإعاقة بالحركة لكثير من المارة.

وأعربت عدد من الطالبات من مدرسة احمد شوقي الثانوية بغزة عن سعادتهم بزيارة المعرض خاصة أنها الزيارة الأولى لهن إليه، مشيرات على أن كم الكتب الموجود فاق توقعهن والجمهور أكثر من المتوقع  بالمكان.