خبر نتابع، ولا نتدخل- هآرتس

الساعة 09:36 ص|10 أكتوبر 2012

نتابع، ولا نتدخل- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

لا تقف السياسة الخارجية الامريكية في مركز الحملة الانتخابية للرئاسة، التي بعد أربعة اسابيع من هذا الصباح ستعلن نتائجها. فالمواطن الامريكي قلق أساسا على جيبه، مكان عمله، تأمينه الصحي. العالم مهم له، ولكن بالاساس بسبب تأثيره على الاقتصاد، ويخيل ان الانتخابات ستحسم في الداخل.

        لقد عرض المرشح الجمهوري ميت رومني هذا الاسبوع برنامجه للسياسة الخارجية، في معهد فيرجينيا العسكري. هذه مدرسة للضباط عظيم خريجيها، الذي مجده رومني، هو الجنرال جورج مارشل، رئيس الاركان في الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية في بداية الحرب الباردة (والذي عارض قرار الرئيس ترومن الاعتراف باسرائيل). رسالة رومني الاساس هي: فقط اذا ما منح القوة، في الانتخابات، فانه سيعيد الامجاد، يستبدل الرقة بالحزم ويعيد فرض هيبة أمريكا على الانظمة والمنظمات العاقة. وفي السياق الاسرائيلي، سيلتصق برئيس الوزراء ليكونا جسدا واحدا. اما لايران فلن يسمح بنيل سلاح نووي.

        هذه أقوال عادية بل ومتكررة، اختبارها هو كالمعتاد في التنفيذ، والسوابق تفيد بان قائليها يغيرون ذوقهم بعد أداء القسم، سواء لانهم يصطدمون باضطرارات الواقع أم لانهم غازلوا منذ البداية المقترعين فقط. براك اوباما هو الاخر أوهم نفسه قبل أربع سنوات بانه سيتمكن من احداث انعطافة في سياسة وصورة الولايات المتحدة، في ختام ثماني سنوات من حكم بوش. اما عمليا، فلم يغير سوى القليل، مثلما لم ينحرف بوش كثيرا، في مجالات الامن والخارجية، عن مسار بيل كلينتون، الذي سار في طريق بوش الاب، والقائمة طويلة.

        الجمهوريون، الذين تحت حكمهم اجتاح الجيش الامريكي افغانستان والعراق، لا يسارعون اكثر من الديمقراطيين لشن حرب اخرى في الشرق الاوسط. للفلسطينيين أيضا يعد رومني بالتأييد لدولة مستقلة، الى جانب اسرائيل. الفوارق الحقيقية رقيقة؛ والسؤال الهام هو كم سريعا ستنظم الادارة التالية نفسها للعمل، وبأي تصميم. وفي هذا يوجد تفوق لاوباما، الذي راكم الخبرة.

        الاسرائيليون، ولا سيما رئيس وزرائهم، ملزمون بالبقاء على الشرفة في هذه اللعبة الخارجية. مسموح المتابعة بل والعطف؛ محظور التدخل.