خبر انتظروا مفاجآت- يديعوت

الساعة 09:36 ص|10 أكتوبر 2012

انتظروا مفاجآت- يديعوت

بقلم: سيما كدمون

قام رئيس الوزراء أمس أمام عدسات التصوير وعرض المرشح الوحيد لرئاسة الحكومة القادمة، بنيامين نتنياهو. وهو يرى انه قد فعل الشيء الصحيح، أي بت أمر تقديم موعد الانتخابات وان تُجرى في أسرع وقت ممكن.

        لأنه حتى لو كانت مكانة نتنياهو العامة ليست كما كانت في أيار الاخير حينما استقر رأيه على انتخابات في ايلول، فما يزال وضعه أفضل كثيرا مما يمكن ان يكون عليه بعد سنة في وقت توجد فيه مجاهيل كثيرة في المعادلة – من انتخاب اوباما رئيسا الى سنة اقتصادية صعبة ثم الى الحاجة الى حسم في الشأن الذري الايراني. ربما يقف نتنياهو قصير النفس متعبا على خط بدء السباق لكنه يقف هناك وحده لأنه مهما نظرنا في الأمر فانه لا يوجد في هذه اللحظة أي خصم حقيقي لنتنياهو في التنافس في رئاسة الحكومة.

        اذا كان الامر كذلك واذا كان ينتظرنا بعد الانتخابات الشيء نفسه تقريبا فهناك مكان بيقين لأن نسأل من اجل ماذا كل هذا. لماذا يُقدم موعد الانتخابات اذا كانت الحكومة القادمة ستبدو كما تبدو اليوم. لكن يجدر ألا نصاب بالبلبلة لأن من اعتقد ان معركة الانتخابات هذه لا حاجة اليها ونتائجها معروفة سلفا يحسن به ان يفكر مرة اخرى، لأنه تنتظرنا مفاجآت كثيرة، من مرشحين محتملين قد يعلنون ترشحهم في الايام أو الاسابيع القريبة الى ائتلافات مختلفة عجيبة قد تشكل الحكومة القادمة.

        يبدو ان أحد سيسقط عن الكرسي اذا تبين ان اولمرت سيقرر ان ينافس رئيسا لحزب مركز جديد. وليس هذا ميله فهو ما يزال مترددا، لكن هناك احتمال ان تنجح حملة الضغوط التي ستُستعمل عليه. وبرغم النقائص الكثيرة التي ينطوي عليها منافسته في هذا الوقت فان فيها ايضا ميزة بالنسبة اليه في وقت يلعب تأثير الحكم عليه لصالحه وليس له خصم جدي لقيادة كتلة المركز – اليسار. ويستطيع قرار اولمرت على المنافسة ان يخطف أوراق اللعب وان يغير صورة المعركة الانتخابية تماما.

        وهناك لفني التي ستضطر خلافا لطبيعتها الى ان تقرر في الايام القريبة هل تُنزل عن الرف الحزب الذي انشأه من اجلها رامون وهي رئيسته أم أنها ما تزال في حيرة وتخبط وتسويف. وقد تنتظرنا ائتلافات غير متوقعة بين اشخاص واحزاب يقررون المنافسة معا. ويوجد شاس الذي لم يتقرر نهائيا بعد من سينافس في رئاسته، ومن الواضح انه اذا كان درعي فان صلته بالليكود غير آلية وقد يصبح لسان الميزان في الحكومة القادمة.

        ولم نتحدث بعد عن نتنياهو الذي لا نوصي أحدا بأن يوقع على كون ائتلافه القادم سيكون مع شركائه الطبيعيين. كما انه ليس من المؤكد ان يوصي ليبرمان الرئيس بنتيناهو ان ينشيء الحكومة القادمة. ومن المعقول ان ينتخب نتنياهو في ولايته الثانية شركاء آخرين وان يُدخل الى ائتلافه يحيموفيتش أو لبيد – أو الاثنين – ويُضعف شركاءه الحريديين واليمينيين.

        لكن يُخيل الينا ان أهم شيء بالنسبة لنتنياهو في هذه اللحظة ان حكومته التاركة قد أنهت اربع سنين. وتصويره علامة النصر المهمة هذه في سجله ربما لتكون تقويما لولايته الاولى، وقد ذكر هذا الامر مرتين أمس في خطبته القصيرة. وقد عرض ايضا الموضوع أو الموضوعات التي سيحصر عنايته فيها في معركة الانتخابات.

        لو ان الامر كان متعلقا به فمن المؤكد انه كان سيكون سعيدا في ان يحصر عنايته في الشأن الامني وان يدفع الى مقدمة جدول العمل التهديد الايراني. لكنه أوعى من ان يُهمل الشأن الاجتماعي في حين قد تبين له ان حملة يحيموفيتش ولبيد الانتخابية ستكون في هذا الشيء. ان الاحتجاج الاجتماعي قد وعد بشيء واحد على الأقل وهو ألا يمكن تجاهل الشأن الاجتماعي في أية معركة انتخابية.

        لا يجوز لنا ايضا ان نيأس: ان معركة الانتخابات هذه بعيدة عن ان تكون مملة وثلاثة اشهر هي زمان طويل. فكروا فيما حدث هنا في الاشهر الثلاثة الاخيرة: كيف انشأنا حكومة وحدة ونقضناها، وكيف كنا في طريقنا الى قصف المفاعل الذري الايراني وعدنا عن ذلك. وكيف كدنا نُجيز ميزانية ومضينا في النهاية الى الانتخابات.