خبر أسس بكلتي يديه دولة اسراطين -معاريف

الساعة 09:35 ص|10 أكتوبر 2012

أسس بكلتي يديه دولة اسراطين -معاريف

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: نتنياهو شريك في تصفية كل فرصة لتسوية تاريخية وشريك في اقامة اسراطين - المصدر).

        نقطة الجمود التي تسود المسيرة السياسية لم تكن أبدا على هذا القدر من التدني. فكل الاقتراحات المحتملة سبق أن طرحت: من مبادرة كلينتون واولمرت وحتى المبادرة العربية أو مبادرة جنيف. ولا شيء يحصل. معظم المحللين، بمن فيهم الموقع أدناه، يعتقدون بان الجمود يمس باسرائيل. ولكن يخيل أننا جميعنا نحتاج الى بعض التواضع. لاننا سبق أن كنا في هذا الفيلم، وكانت النتائج بشعة. بدلا من اختراق بعد قمة كامب ديفيد، اقتراح كلينتون ومحادثات طابا، تلقينا الانتفاضة الثانية. وبدلا من الهدوء والسكينة بعد فك الارتباط، حظينا بكيان ايراني آخر قرب الحدود، ولقدر أكبر من الصواريخ التي تشوش حياة الجنوب. وبدلا من تغيير تاريخي في أعقاب مبادرة اولمرت تلقينا حملة معززة من نزع الشرعية.

        غير أن هذا الجمود يخلق أيضا اسراطين. هذا مناسب أكثر لرؤيا أحمدي نجاد، حماس واليسار المناهض للصهيونية. في هذا الشأن لم نحظَ باي جواب جدي من جانب نتنياهو. لا اين يقود؟ الى أي تسوية يسعى؟ فليس فقط لا يملك الجمهور فكرة. يحتمل أن ليس لنتنياهو ايضا نفسه فكرة. وثمة نتيجة اخرى. ليس مهما ما تقوله المعارضة او اولئك الذين يعتبرون ممثلين لـ "معسكر السلام". الاهم من ذلك هو ما يفكر به عنا زعماء الدول الصديقة. وبالفعل، في هذا الشأن توجد جبهة موحدة. أنجيلا ميركيل، فرانسوا اولاند، غوردون براون وبالطبع براك اوباما – كلهم يوجهون اصبع اتهام لنتنياهو. فالجمود مسجل على اسمه.

        وحتى "اعلان بار ايلان"، الذي أثار غضب اليمين، نسي وكأنه لم يكن. فليست المشكلة هي ان البناء خلف الخط الاخضر أو خلف خط الفصل استمر بوتيرة متسارعة. تماما لا. الموضوع هو أن ابو مازن نجح في أن يغرس في وعي العالم النهج الذي يجمل الامر بـ "إما محادثات أو استيطان".

        في الجبهة السورية لعب الحظ في صالح نتنياهو. في ضوء حمام الدماء، فانه حتى أكبر المؤيدين للتنازل عن هضبة الجولان صمتوا. أو تراجعوا. في المدى المنظور، لا يبدو أن هذه المسألة ستشغل بال حكومة اسرائيل. وعلى فرض أن هضبة الجولان هي اقليم سوري، فان الحديث يدور عن الاقليم الاكثر نجاحا في سوريا. فمعظم السوريين كانوا يموتون على أن يبدلوا مواقعهم مع مواقع السكان هناك. فقد كان الحال هكذا حين بدأت الاضطرابات في سوريا، وبالتأكيد الحال هكذا في هذه الايام، عندما يوجد ارتفاع في عدد السكان المحليين الذين يطلبون الحصول على جنسية اسرائيلية. فهذا ليس "الشعب مع الجولان". هذا الشعب السوري الذي كان يريد أن يكون في أمان، سكينة ورفاه على نمط هضبة الجولان.

        وهكذا نتبقى مع النووي الايراني. ما الذي يحصل هناك بالضبط. من كثرة الشجر، الاحابيل الاعلامية والناطقين لا نرى الغابة. حتى قبل اسابيع قليلة كان واضحا بأن "نافذة الفرص" لعملية عسكرية، أمريكية أو اسرائيلية، تقف عند أسابيع غير قليلة. وها هو يتبين بانه يوجد الكثير من الوقت الاضافي. نتنياهو حرك عقرب الساعة الى صيف 2013. ومع ان العقوبات تضر بايران، الا انها بعيدة عن أن تحمل الايرانيين الى وضع من الانكسار. فروسيا والصين تنجحان في مد الكتف ومنع النتيجة المرجوة. ورغم ذلك، فان العالم مجند اليوم ضد ايران أكثر من أي مرحلة في الماضي. وهذا ليس فقط بسبب نتنياهو ولكن هذا بالتأكيد أيضا بسبب نتنياهو. واذا ما اشتدت العقوبات فان نتنياهو يمكنه ان يعزو هذا لنفسه.

        هكذا بحيث أنه من زاوية نظر مقترعي اليمين، فان نتنياهو وفر البضاعة. صحيح أنه شريك في اقامة اسراطين، ولكن هذه المسيرة تترافق ودواء تهدئة من الهدوء النسبي. مستوى الارهاب يقترب من نقطة الصفر. وضع الفلسطينيين في الضفة، رغم موجة المظاهرات الصغيرة، لم يسبق له أن كان أفضل، والرأي العام الدولي يهتم أقل فاقل بالنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. مع حظ نتنياهو، حسب استطلاعات اليومين الاخيرين، فقد يتبين ميت رومني كطير الرماد. معا، سينجحان في تصفية كل فرصة لتسوية تاريخية بين اسرائيل والفلسطينيين. هذا ليس الامر الافضل لاسرائيل. ولكنه بالتأكي جيد لنتنياهو، بحيث أن نتنياهو يمكنه أن يذوب ارتياحا. حتى هو ما كان يحلم بنتيجة جيدة بهذا القدر.