خبر ليس الميزانية، ليس ايران – بل اولمرت- معاريف

الساعة 09:35 ص|10 أكتوبر 2012

ليس الميزانية، ليس ايران – بل اولمرت- معاريف 

بقلم: بن كسبيت

(المضمون: نتنياهو هو رئيس وزراء قوي ولو اراد حقا لاجاز الميزانية. ولكنه لا يريد حقا. ما يريده حقا هو أن يستبق عودة اولمرت، ان يمسك بالخصوم وهم غير جاهزين وأن يسرق ولاية اخرى قبل أن يكون فات الأوان - المصدر).

        نحن نوجد في دراما سياسية عاصفة. اسرائيل تسير نحو الانتخابات ولا تزال لا تعرف من ضد من. كل شيء مفتوح. الساحة عطشىَ للمتنافسين، الموسيقى لا تزال لم تنطلق في الخلفي والكراسي الموسيقية شاغرة. لا تولوا انتباها للاحابيل الاعلامية، فهذه ليست الميزانية، ليست رومني وليست ايران. ما يحفز نتنياهو للاسراع الى صناديق الاقتراع على نحو يكاد يكون هستيريا، هو ايهود اولمرت.

        بيبي هو الآخر يرى الاستطلاعات، استطلاعات العمق والتوزيعات المهنية، وهو يعرف بان الوحيد القادر على اعطاء نزال حقيقي له، في مستوى العينين، مع احتمال حقيقي، هو اولمرت. نتنياهو هو رئيس وزراء قوي ولو اراد حقا لاجاز الميزانية. ولكنه لا يريد حقا. ما يريده حقا هو أن يستبق عودة اولمرت، ان يمسك بالخصوم وهم غير جاهزين وأن يسرق ولاية اخرى قبل أن يكون فات الأوان. خطوته أمس كانت بالتالي خطوة سياسية حزبية صحيحة. كان ينبغي لها أن تتم قبل ذلك، لو لم يدخل في قصة الغرام المهزوزة مع موفاز وكديما لكان اليوم بعد شهر من الانتخابات، وفي ذروة المفاوضات الائتلافية. ولكن هذا لم يحصل. وبالتالي فان ما يتبقى هو تقليص الاضرار والقطع الان.

        الكرة في ملعب اولمرت. يوجد ثلاثة لاعبين أساسيين آخرين الى جانبه: تسيبي لفني، شيلي يحيموفتش وغابي اشكنازي. إذا ما وافقت لفني على التنافس كرقم 2 مع اولمرت، فتوجد مباراة. اذا وافقت لفني على أن تتنافس كرقم 2 ليحيموفتش، توجد مباراة. كما أنها تتسلى بفكرة السباق وحده (في حزب حاييم رامون)، ولكن في مثل هذه الحالة احتمال تغيير نتنياهو يضعف. في مثل هذه الحالة سيكون في الوسط – اليسار ثلاثة كتل غير كبيرة (مع تصدر ليحيموفتش) ونتنياهو سيشكل الحكومة التالية. اولمرت ولفني معا، في كديما أو خارجه، تكون هذه مباراة اخرى. تصوروا أن غابي اشكنازي يأتي معهما ويعلن كوزير الدفاع القادم. كيف وزير الدفاع؟ ببساطة شديدة: الائتلاف الذي سيتشكل بعد الانتخابات سيتعهد بان يلغي، كأمر أول، قانون التبريد الفاشي. اولمرت، لفني واشكنازي، هذا خليط يعطي جوابا لليكود يكاد يكون في كل مقياس. هذه هي التشكيلة الوحيدة التي أمامها لا يمكن لنتنياهو ان يلوح بالنووي الايراني، إذ أنه حين يفعل ذلك، سيلوح أولمرت أمامه بالنووي السوري. الفرق بين النوويين، السوري والايراني، هو أن السوري دمره اولمرت بهدوء، والايراني نتنياهو لا ينجح في وقفه بصخب.

يحيموفتش؟ هي ايضا لديها قضية مشوقة. لديها استطلاعات تشير الى حوالي 30 مقعدا اذا ما انضمت اليها لفني كرقم 2. صحيح، يحتاج المرء الى خيال غني ومثمر كي يرى هذا يحصل، ولكن في مطارحنا سبق أن حصلت امور أكثر غرابة. الخليط النسوي ليحيموفتش ولفني سيحتاج الى تعزيز أمني، أحد مثل عاموس يدلين ربما (ابن أهرون يدلين، من الحجارة الاساس لحزب العمل) وربما اشكنازي أيضا.

بشكل عام، أسم اشكنازي يمكن ايجاده في كل مكان تقريبا. الان، عندما بات واضحا بان محاولة ايهود باراك تصفيته فشلت، رغم جيش المساعدين في وسائل الاعلام وغيرهم في وزارة الدفاع، واضح أن اشكنازي هو ذخر انتخابي منشود. أمس، بالمناسبة، نزل ليقول سلاما لاولمرت (مكتبا الرجلين مجاوران جدا في تل أبيب)، وهذه لم تكن المرة الاولى التي يتحدثان فيها. العلاقة بينهما شجاعة ومثمرة. ولكن هذا التعريف يمكن أن نلصقه اليوم تقريبا بكل ثنائي، مهما كان خياليا، في الساحة السياسية. الجميع يتحدث مع الجميع، يضغطون على الجميع، يجسون النبض مع الجميع.

نهاية الاسبوع هذه ستكون حاسمة. ستجرى فيها استطلاعات. والنتائج، تلك التي سيراها الجمهور، والخفية، تلك التي سيجريها أصحاب المهنة الحقيقيين وفي ستنفذ الملصقات المختلفة. الضغط على اولمرت شديد. 27 لاجيء من كديما يرون فيه مخلصا محتملا. ليس واضحا ماذا سيكون موقف موفاز، الرجل المنعزل في الكنيست، الرجل الطيب وكثير الحقوق الذي داس على مصداقيته نفسه وتحول الى غير ذي صلة. واضح أقل ماذا سيحصل في اليوم التالي للانتخابات مع ليبرمان، البعيد من أن يكون في جيب نتنياهو ومع آريه درعي (الذي يكثر من زيارة وزارة الخارجية، وليس كي ينسج لنفسه منصبا دبلوماسيا)، والذي لا يعد هو أيضا من عاطفي نتنياهو.

الخريطة السياسية تعج بالحركة، والقارات تتحرك، والحجارة لم تنتهي من الدوران  وهي لم تترتب بعد على لوح الشطرنج. هذه المباراة قد تكون مشوقة ومتلاصقة أكثر بكثير مما اعتقدنا، ولكن كي يحصل هذا فان بعضا من الاشخاص يجب أن يتخذوا بعضا من القرارات الصعبة. ايهود اولمرت، تسيبي لفني وربما غابي اشكنازي أيضا. باختصار، سيكون عندنا هنا شتاء حار.