محدث نتنياهو يعلن رسميا اجراء انتخابات مبكرة في « إسرائيل » مطلع العام المقبل

الساعة 07:19 م|09 أكتوبر 2012

القدس المحتلة

اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسمياً مساء اليوم الثلاثاء، عن تبكير اجراء الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية مطلع العام المقبل، علما ان عاما كاملا يفصل الاسرائيليين عن الموعد الرسمي لاجراء الانتخابات الاسرائيلية المفترض ان تتم في تشرين اول المقبل.
وجاءت خطوة نتنياهو هذه للهروب من مأزق الخلافات التي تواجهه لا سيما اقرار الموازنة المقبلة والصعوبات التي يواجهها في ذلك مع الاحزاب في ائتلافه.
وكانت نشبت خلافات بين نتنياهو وعدد من الوزراء وحلفائه في الأحزاب الأخرى بشأن العديد من الملفات والتحديات الداخلية مثل الموازنة العامة ومواجهة الاحتجاجات الاجتماعية، والتحديات الخارجية وأبرزها الملف النووي الإيراني والعلاقات المشوبة بالحذر مع الجانب الأميركي.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي له، في هذا الوقت الحرج لدولة إسرائيل أنا مضطر للذهاب لانتخابات مبكرة لعدم قدرة الائتلاف السياسي الحالي في إسرائيل على الموافقة على موازنة عامة تهدف لتقوية الاقتصاد والأمن الإسرائيلي.
وامتدح نتنياهو حكومته الحالية، قائلاً، على الرغم من الركود الاقتصادي في العالم عملنا على تعزيز قوة الاقتصاد والأمن في إسرائيل خلال 4 سنوات، وهو ما لم تنجح به حكومات سابقة منذ عشرات السنين في تحقيق هذا الاستقرار الكبير لشعب إسرائيل.
وأضاف، لن أسمح بتدهور الوضع الاقتصادي في إسرائيل كما يحصل الآن في بعض الدول الأوروبية، وأنا كرئيس وزراء واجبي أن احافظ على أمن إسرائيل وتعزيز اقتصادها ولذلك سأعمل على تقديم الانتخابات مبكراً.
وبينما رفض نتنياهو تحديد موعد الانتخابات المقبلة، قال، بعد 4 سنوات من خدمة الشعب الإسرائيلي سنذهب لانتخابات مبكرة ستثقل من موازنة الدولة، وسأطلب من رئيس الكنيست للعمل على حله ومن هنا أطالب الشعب الإسرائيلي بالتصويت لي مرة أخرى فأنا سأسعى مجدداً لبناء دولة اقتصادية – أمنية قوية.
وتطرق نتنياهو للأوضاع في المنطقة، قائلاً، لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ونحن سنحافظ على السلام مع جيراننا وكذلك في محيطنا الإقليمي، وأنا أتعهد بالسلام الاقتصادي والأمني والسياسي لإسرائيل.
وهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، ما قال عنها المنظمات "الإرهابية "في قطاع غزة والتي تطلق الصواريخ على جنوب إسرائيل، مشيداً بصمود سكان المستوطنات في محيط القطاع عقب سقوط العشرات من القذائف الصاروخية خلال الأيام الماضية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مصادر مقربة من نتنياهو قولها أن الانتخابات ربما تجرى في 19 أو نهاية شهر يناير/ كانون ثاني من العام المقبل 2013.
وبالرغم من استطلاعات الرأي التي توردها وسائل الإعلام والمراكز المتخصصة بشأن تفوق حزب الليكود على كاديما والعمل، فقد رحب قادة الأحزاب الإسرائيلية المعارضة المختلفة في إسرائيل بالقرار، واعتبروه "بداية سقوط حكم نتنياهو"، وطالب حزب العمل بتحديد موعد الانتخابات المقبلة في 29 يناير المقبل كأفضل موعد يسمح للإسرائيليين للمشاركة بقوة وكذلك يمنح الأحزاب الفرصة للإعداد إليها بشكل مناسب.
واعتبرت رئيسة العمل الجديدة، الصحافية السابقة والإصلاحية "شيلي يتشيموفيتش" في تصريحات لها، أن نتنياهو فشل في خياراته الاقتصادية أمام الشعب الإسرائيلي الذي تضرر من سياساته القاسية اتجاههم، وأن الأثرياء وحدهم هم الذين لم يتأثروا بالخطوات التي أقدم عليها نتنياهو اقتصادياً.
وقال عضو حزب كاديما "يوئيل حسون" أن الشعب الإسرائيلي يريد التغيير، إسرائيل يجب أن تتغير وسنفعل كل شيئاً من أجل نجاح هذا التغيير والسباق سيكون مفتوح ليختار الشعب من يريد.
وأعرب رئيس حزب ميرتس "زهافا غلئون" عن أمله في أن يكون قرار نتنياهو نهاية لإنقاذ مواطني إسرائيل من أسوأ 4 سنوات في تاريخ الشعب الإسرائيلي، مضيفاً، هذه الانتخابات فرصة نادرة للمواطنين الإسرائيليين الذين سيصوتون لصالح الحزب الوحيد الذي يفهم العلاقة الوثيقة بين التسوية السياسية وإنهاء الاحتلال مقابل العدالة الاجتماعية وقوة الاقتصاد.
وبينما تتسابق الأحزاب الإسرائيلية في تصريحاتها الدعائية ضد نتنياهو، نشر الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت، مساء اليوم الثلاثاء، إحصائية تشير إلى أن غالبية رؤوساء الوزراء في إسرائيل سابقاً لم يفلحوا في الوصول لسدة الحكم مجدداً عقب تنازلهم عنها وإعلان انتخابات مبكرة.
وأوضح التقرير تسلسلاً زمنياً منذ عهد أول رئيس وزراء إسرائيلي ممثلاً بـ "اسحاق شامير" ومن تبعه وصولاً للحكومات الأخيرة متمثلة بأولمرت وأخيراً نتنياهو، مشيراً في الوقت ذاته إلى استطلاعات الرأي القوية في الوقت الحالي التي تشير لقوة نجاح نتنياهو مجدداً في قيادة الحكومة الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة في تقريرها "التاريخ يعلمنا.. كل من دخل الانتخابات سابقاً لا يعود مجدداً".
ويرى المحلل السياسي والمعلق في التلفزيون الإسرائيلي "القناة 2"، "آمنون ابراموفيتوش" خطوة نتنياهو بأنها ووفقاً للتاريخ لن تعود بالنفع عليه مع استمرار الاحتجاجات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، مشدداً في الوقت ذاته على أن نتنياهو يحاول أن يستغل الانتخابات المبكرة للنجاح في تكوين ائتلاف سياسي – عسكري –أمني، يؤمن من خلاله جذب التركيز نحو الملف النووي الإيراني.
ويضيف، اما بالنسبة للموازنة العامة وإن كان تحالفه الائتلافي الحالي مع بعض الأحزاب هو الأكثر قوة ولم يسبق له مثيل، لكن الانتخابات ستعجل له بشراكة أخرى ستكون في انتظاره تمنحه شراكة أفضل وأكثر مسؤولية اتجاه كافة الملفات.
ويعتقد ابراموفيتش أن الانتخابات مع بدء فصل الشتاء سيكون أفضل لنتنياهو والجميع.