خبر تحذير من تسليح أبناء قبائل سيناء

الساعة 07:00 م|09 أكتوبر 2012

وكالات

حذر محللون وممثلون للقوى السياسية في شمال سيناء من مغبة الإقدام على تنفيذ مقترح يقضي بتسليح بعض أبناء القبائل للمشاركة في عملية حفظ الأمن واستعادة الاستقرار الذي غاب بشكل نسبي عن سيناء نتيجة تراكمات طويلة من العهد السابق وإفرازات ثورة 25 يناير.

واقترح بعض مشايخ القبائل الموضوع على وزير الداخلية المصري لدى زيارته شمال سيناء قبل نحو شهرين، قبل أن يجددوا مطلبهم للوزير الذي أبدى موافقته المبدئية خلال زيارتهم للقاهرة قبل أيام.

وقال علي فريج -أحد مشايخ القبائل ورئيس الحزب العربي للعدل والمساواة- إن وزير الداخلية أبدى موافقته على تدريب بعض أبناء سيناء وتزويدهم بالأسلحة ودمجهم في المنظومة الأمنية للمحافظة بغرض تمكينها من السيطرة على المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

بيد أن العديد من القوى السياسية في شمال سيناء عبرت عن رفضها للمشروع ومخاوفها من تداعياته.

وقال الناشط السياسي أسامة الكاشف -وهو عضو بحزب الكرامة- إن هذا المشروع لا يتناسب أبدا مع الطبيعة القبلية، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد أن بعض القبائل دخلت في نزاعات مع أخرى لمجرد أن رجل أمن ينتمي لقبيلة ما اعتقل شخصاً ينتمي لقبيلة أخرى.

وأضاف الكاشف أن معظم أبناء سيناء لن يرحبوا بهذا المشروع إذا جرى إقراره وسيعتبره بعضهم نوعا من العمالة للجهات الأمنية التي لا يكن لها أهل سيناء الكثير من الود، ويعتقدون أنها ظلمتهم كثيرا طوال سنوات حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

من جهة أخرى أوضح الكاشف أن مشايخ القبائل لا يمثلون أبناء القبائل بشكل حقيقي خاصة وأن شيخ القبيلة أصبح وظيفة رسمية والشيخ يجري تعيينه من الدولة وليس باختيار أبناء قبيلته. لافتا إلى أنه لم يعد لهم نفوذ كبير على قبائلهم.

من جهة أخرى قال عايش الترابين -أحد مشايخ سيناء- في حوار تلفزيوني أمس إن قيادات بحزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين هي التي طلبت تسليح القبائل وعرضت المشروع على الرئيس محمد مرسي ووزير الداخلية.

حرس وطني

في المقابل عبر رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات عن رفضه التام للمشروع الذي وصفه بالكارثي لأنه يعني اعترافا من الدولة بعجزها عن حفظ الأمن، متهما حزب الحرية والعدالة بأنه الجهة التي تقف وراء هذا المقترح.

لكن القيادي بالحرية والعدالة في مدينة العريش عبد الرحمن الشوربجي، قال إن هذا الادعاء غير صحيح تماما.

وأكد أن الحزب يرفض هذه الفكرة شكلا وموضوعا ويعتقد أنه ستجر المحافظة إلى حرب أهلية، مؤكدا ضرورة الاستفادة من التجارب المشابهة ومنها تجربة الصحوات في العراق والتي انتهت إلى فشل ذريع.

وقال الشوربجي إنه يؤمن بأن الأمن لا يتحقق إلا على يد الأجهزة الأمنية المتخصصة، ويشعر بالأسف لأن بعض الشخصيات تردد أن هذه الفكرة نابعة من الحرية والعدالة.

في الوقت نفسه، أوضح الشوربجي أن حزبه يقترح شيئا آخر وهو تشكيل قوات حرس وطني تابعة لوزارة الداخلية وتتكون في معظمها من أبناء شمال سيناء، على أن تكون هذه القوات جزءا لا يتجزأ من المنظومة الأمنية.

أما المحلل السياسي عماد الدين حسين فيؤكد أن دمج أبناء القبائل في سيناء ضمن المنظومة الأمنية أمر مهم، على ألا يقتصر الدمج على الجانب الأمني بل يشمل سائر أجهزة الدولة لتعويض أهل سيناء عن معاناتهم وإشعارهم بأن البلد بلدهم.