تقرير تذمر أهل غزة من حال الأنفاق والمعبر

الساعة 12:30 م|09 أكتوبر 2012

الجزيرة نت

لم يعد الكثير من سكان قطاع غزة يثقون بالوعود المتواترة من أعلى هرم القيادة المصرية الجديدة بشأن دعم القطاع المحاصر، فاستمرار هدم الأنفاق والتضييق على عملها تزامناً مع الإعلان عن تسهيلات تتعلق بمعبر رفح لم ترق للتنفيذ، قادت إلى تراجع الآمال بانحسار الحصار في ظل حكومة الثورة المصرية.

ويعاني قطاع غزة هذه الأيام أزمة في الوقود وارتفاعا في أسعار مواد البناء، نتيجة تراجع كميات وصولها إلى غزة بفعل حملة الهدم والتضييق التي ينتهجها الجيش المصري ضد الأنفاق منذ أكثر من شهر ونصف، في أعقاب الهجوم الذي استهدف مركزا حدوديا أسفر عن مقتل 16 جنديا مصريا في شهر رمضان.

كما أن وضع معبر رفح ليس بأفضل من حال الأنفاق، ففي الأيام الأخيرة عاودت السلطات المصرية منع فلسطينيين من السفر عبر المعبر، حيث وصل عدد الذين يتم إرجاعهم إلى 80 مسافرا يومياً، حسب مسؤولين فلسطينيين.

وأثار تعامل النظام المصري الجديد مع الأنفاق والمعبر استغراب أهل غزة الذين توقعوا أن يكون أكثر إنصافاً وتفهما لاحتياجاتهم من سابقه، فلا هو غض الطرف عن الأنفاق غير الشرعية، ولا هو خفف من معاناتهم على معبر رفح.

ضرورة قصوى

ويقول أبو أحمد -وهو صاحب أحد الأنفاق المدمرة من جانبها المصري- "لم نلجأ إلى الأنفاق التي مات المئات من أبنائنا في سبيل حفرها والعمل فيها إلا للضرورة القصوى، وبعدما أغلقت الدنيا أبوابها في وجوهنا".

وأضاف "استبشرنا بتولي الرئيس محمد مرسي خيراً وتوقعنا أن يكون سبل الحصول على حاجتنا أسهل وأيسر، ولكن عندما دمر الجيش المصري أنفاقنا أيقنا أن حالنا في السابق كان أفضل".

وتساءل أبو أحمد في حديث للجزيرة نت "لو كانت الأنفاق تشكل خطراً على الأمن القومي المصري كما يتردد، فلماذا لم يقدم النظام المصري السابق على تدميرها بنفس الوتيرة التي تدمر بها حالياً؟".

من جانبها لم تخف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة امتعاضها من الحال التي وصلت إليها الأوضاع على الحدود، ولكنها اختارت انتقاد الموقف المصري على استحياء في غالب الأحيان، ونظمت عدة فعاليات صغيرة قرب الحدود للمطالبة بالتوقف عن هدم الأنفاق أو إيجاد بديل لهدمها.

آخر التسهيلات

من جانبه قال ماهر أبو صبحة المدير العام للمعابر في الحكومة الفلسطينية  التي تديرها حركة حماس، إن آخر تسهيل حصل عليه الفلسطينيون في المعبر هو السماح لهم بالسفر في أيام الجمع.

وأكد أن كل التسهيلات التي أعلن عنها الجانب المصري لم تنهِِ بعد إشكاليات مرور الفلسطينيين بسهولة، مشيراً إلى أنه لا يسمح إلى هذه اللحظة بسفر الفلسطينيين ما دون الأربعين عاماً، فضلاً عن بقاء مشكلة قوائم كشوفات عشرات آلاف الممنوعين من السفر منذ عهد النظام السابق وغيرها من الملفات العالقة.

وأشار أبو صبحة في حديث للجزيرة نت، إلى أن الجانب المصري وعد بزيادة أعداد المسافرين ومزيد من التسهيلات بعد استتباب الأوضاع الأمنية في سيناء، داعيا الجانب المصري إلى التعامل مع معبر رفح أسوة بتعامله مع كافة المعابر المصرية، وعودة المعبر إلى العمل على مدار الساعة وإتاحة الفرصة للمواطن الفلسطيني بالسفر متى شاء.

رسائل هامة

من جهته قال السفير المصري لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عثمان، إن خطاب الرئيس المصري الأخير حمل رسائل هامة وكفيلة بوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بقطاع غزة.

وأضاف أن الرسالة السياسية الهامة التي تضمنها الخطاب هي أن مصر لن تسمح بتجويع قطاع غزة، وذكر أن "المشكلة الوحيدة المتبقية التي تؤرق مرور المسافرين الفلسطينيين في معبر رفح هي مشكلة قوائم الممنوعين من السفر"، وتوقع أن يشهد المعبر تسهيلات عديدة في قادم الأيام.

وبشأن عمل الأنفاق أكد الدبلوماسي المصري في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من رام الله، أن هناك إداركا مصريا لمدى أهمية الأنفاق باعتبارها أحد الشرايين الهامة لتسيير الحياة في قطاع غزة، لافتاً إلى أن مصر لن تغلقها بشكل كامل قبل أن تجد البديل لذلك.